سوليوود «الرياض»
تناولت ندوة «أونلاين» أقامها مهرجان «العين السينمائي»، واقع المهرجانات في ظل أزمة «كورونا»، صناعة السينما وتأثير «كوفيد 19» عليها خلال الفترة الماضية، والبدائل الجديدة التي اتخذتها إدارة المهرجانات من أجل الوجود وسير عجلة الحركة السينمائية في المنطقة، والتي تراوحت بين إلغاء دورة هذا العام والتأجيل أو تقسيم الفعاليات إلى افتراضية ومباشرة.
أدار الندوة مؤسس ومدير المهرجان عامر سالمين المري، بحضور الكاتب والمخرج الإماراتي ناصر الظاهري، وفاطمة الحسينان مديرة مهرجان الكويت السينمائي، وأحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية، ومنصورة الجمري رئيس مهرجان البحرين السينمائي، وطاهر الهوشي مؤسس والمدير الفني لمهرجان جنيف للفيلم الشرقي الدولي.
وفي بداية الندوة، قال عامر المري: بعد إقامة أولى الورشات مؤخراً حول كتابة السيناريو للفيلم القصير، يستمر «العين السينمائي» في مواكبة التوجه العام، بالتعامل مع التقنيات الجديدة عبر إقامة ورش ومبادرات سينمائية صيفية «عن بُعد»، والتي يبثها عبر حسابه الرسمي بمواقع التواصل وموقع «يوتيوب»، وكشف عن أن «العين السينمائي» لم يتخذ قراره بعد بشأن دورته الثالثة من حيث إقامته أو تنفيذ بعد فعالياته «أون لاين»، موضحاً أن الإعلان عن توجهه والتفاصيل كافة، سيكون في سبتمبر المقبل, وفقا لصحيفة الإتحاد.
سينما افتراضية
قال ناصر الظاهري : إن أكثر قطاع في العالم تأثراً بجائحة «كورونا» هو السينما، وأضاف: لن نستطيع التحايل على السينما، كما حدث في زمن «كوفيد 19» ودخلت إلى بيوت الناس من خلال التلفزيون، فالسينما هي السينما، والتلفزيون هو التلفزيون، وعلى الرغم من أنني لا أؤمن بإقامة فعاليات مهرجان سينمائي افتراضي؛ لأنه ليس مهرجاناً للعرض فقط، خصوصاً أن كلمة مهرجان تعتمد على الحضور الجماهيري وإقامة الأنشطة والندوات وورش العمل والتقاء صناع السينما بعضهم ببعض من أجل تبادل الخبرات والأفكار والثقافات، إضافة إلى العروض السينمائية.
ويرى الظاهري أن عدم وجود إنتاجية هذا العام من قبل صناع السينما، أحدث تعطلاً في سيرة وتيرة المهرجانات المتعارف عليها؛ لذلك فإن دعم الجهات المعنية للفن والثقافة والمهرجانات السينمائية، يجب أن يكون بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن السينما هي الحياة، تبرز الواقع وتعتبر مرآة للمجتمع.
تقنيات «عن بُعد»
أما فاطمة الحسينان مديرة مهرجان الكويت السينمائي، فكان لها رأي آخر حول أن تأثير «كورونا» على الحركة السينمائية كان إيجابياً، خصوصاً على المهرجانات، وقالت: تأجيل أغلب مهرجانات العالم بسبب «كورونا» أتاح فرصة لصناعة أفلام بشكل أكثر حتى ولو في المنزل، بالإمكانات والبدائل التي ظهرت لدينا خلال الجائحة، كما ساعدت في ظهور مواهب سينمائية في هذا الشأن، إضافة إلى التواصل الدائم مع السينمائيين الخليجيين من خلال التقنيات «عن بُعد» خلال الأزمة، كما توجه بعض صناع السينما لإخراج وتنفيذ أفلام سينمائية خاصة بالجائحة. وأعلنت الحسينان، خلال الندوة، أن تأجيل مهرجان الكويت السينمائي لمدة عام، لتكون انطلاقته في أكتوبر 2021، بما يعني إلغاء دورة هذا العام.
تعاون المهرجانات
أما طاهر الهوشي مؤسس والمدير الفني لمهرجان جنيف للفيلم الشرقي الدولي، فقد أكد أن «الإنترنت» والوسائل الرقمية أسهمت في استمرارية الحركة السينمائية في ظل أزمة «كورونا»، وقال: من جهتنا، قررنا في مهرجان جينيف في دورته المقبلة، أن يتم تقسيم الفعاليات إلى قسمين، لمواجهة ما يعانيه العالم بسبب «كوفيد 19»، فالقسم الأول سيكون افتراضياً من خلال عرض مسابقتي المدارس والأفلام القصيرة، وبالقسم الثاني سيتم تنفيذ الفعاليات وعروض الأفلام في قاعات، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، ومن المقرر إقامته في سبتمبر المقبل.
بديل مؤقت
صرحت منصورة الجمري، رئيس مهرجان البحرين السينمائي، بأنه تم تأجيل المهرجان كاملة إلى العام المقبل، وقالت: كنا على استعداد كامل لإقامة الدورة الأولى من المهرجان في مارس الماضي، لكن بسبب تفشي جائحة «كورونا» قررنا قبل الإطلاق بـ4 أيام تأجيل الدورة، وأتى هذا القرار لصالح المهرجان والصناع والضيوف.
وأشارت الجمري إلى أن السينما استفادت كثيراً في عصر «كورونا» من الانتقال إلى البديل الافتراضي، وحتى ولو كان بديلاً مؤقتاً، لكنه خلق بدائل جديدة من الممكن الاستفادة منها حتى بعد انتهاء أزمة الفيروس المستجد.
تفاعل مباشر
لا توجد بدائل تعوض المهرجانات، بحسب ما أكد أحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية، وقال: الفعاليات الافتراضية للمهرجان تفقدها مسألة التفاعل المباشر؛ لذلك فإن أي بديل لإقامة أي فعالية خاصة بمهرجانات ستكون تحت منصة البديل وليس عنصراً أساسياً؛ لذا فإن إقامة مهرجان افتراضي عبر «الإنترنت»، مرحلة مؤقتة في ظل أزمة «كورونا».
وتابع: كنا مستعدين لإطلاق الدورة الجديدة من المهرجان في أبريل الماضي، ولكن بسبب تفشي الفيروس المستجد، تمت إعادة صياغة الدورة السادسة من المهرجان لكي لا نستسلم للجائحة، وذلك من خلال إطلاق بعض فعاليات الدورة «أون لاين» في مطلع سبتمبر المقبل.