سوليوود «الرياض»
انتشرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور لشابات يتفنن في تقليد وجوه شخصيات فنية وتاريخية شهيرة، لمسات بسيطة وأنامل مدربة على فنون الماكياج السينمائي، يحدث انقلاب شامل في الملامح وتتحول وجوههن بشكل مذهل إلى ملامح مطابقة لمشاهير الفن وشخصيات معروفة.
وقالت خبيرة الماكياج السينمائي لورا قالوش، إن الماكياج السينمائي يسعى إلى إجراء تغييرات جذرية على لوك الشخصيات، ما يندرج تحت مسمى فن وخدع الماكياج السينمائي والتلفزيوني، وفقا لما نشرت صحيفة الرؤية.
وأضافت أن الماكياج ليس مجرد ألوان توضع هنا وهناك، ولكن له أصول لا بد أن تخضع لمعايير معينة تؤدي في النهاية دورها على قدم المساواة مع عناصر العمل الفني الأخرى من إخراج إلى تمثيل وإكسسوار وملابس وإضاءة، فماكياج الفنان أو الفنانة من أهم عوامل نجاح العمل الدرامي.
وأوضحت السينمائية قالوش أنها تقوم أولاً بقراءة النص لتكوين صورة عامة عن ملامح الشخصية ومن ثم التنسيق مع المخرج لمعرفة المتطلبات التي يريدها من الشخصية، حتى تأتي الخدع ومعالجات الماكياج متطابقة مع رؤية المخرج وفريق العمل.
وأشارت إلى أن ذلك لا يتعارض مع بصمتها ورؤيتها الفنية لتنفيذ خدع المكياج، لكن التنسيق يوحد الرؤية ويرضي جميع الأطراف بما فيهم الممثل الذي يؤدي الشخصية والذي ينبغي أن يكون راضياً عن مكياجه لكي يؤدي دوره بارتياح.
ولفتت إلى عدم وجود صعوبة في تجسيد شخصية ما في الأعمال المسرحية أو التلفزيونية أو الأفلام السينمائية، منوهة أن الخدع البصرية باستخدام أدوات التجميل تمكنها من تجسيد كل الشخصيات مهما كانت، ويمكن أيضاً إبراز آثار عملية جراحية أو جروح غائرة من ضربة سيف أو طعنة رمح في أحد المعارك البدوية في عمل درامي تاريخي.
ونوَّهت قالوش بأن ثمة أسلوباً مخصصاً للتعامل مع الوجه وإخفاء عيوبه وإظهار جمالياته، وفي كل وجه يوجد جماليات معينة ولكن على المرأة أن تدركها جيداً وتجيد إبرازها وإخفاء ما سواها.
وقالت خبيرة الماكياج السينمائي إنها تتبع أسلوباً مميزاً في التعامل مع المرأة الخليجية من خلال استخدام الماكياج الطبيعي الناعم، وتعده إطلالة طبيعية بلمسة خليجية بدلاً عما كان سائداً في المسلسلات قديماً للتعبير عن المرأة الخليجية عبر الماكياج الغامق الصارخ.
وذكرت أن أهم أساليب الماكياج التي تعتز بها كان الذي نفذته للفنان محمد جمال في مسلسل «أمجاد» حين جسد دور عمر المختار، وحقق صدى ونال استحساناً كبيراً من قبل الجمهور والنقاد.
وأكدت لورا قالوش على وجود فارق كبير بين الماكياج المسرحي والسينمائي، مبينة أن المسرحي يتطلب المبالغة في وضعه ومحاولة تكبير الملامح وإبرازها بألوان زاهية لأن الجمهور يكون عادة بعيداً عن الممثل، أما السينما فيعتمد على اللقطات المقربة لذلك تراعي الدقة في التفاصيل الصغيرة حتى يبدو الماكياج طبيعياً ومنسجماً مع طبيعة المشهد.