سوليوود «الرياض»
حذرت شركة AMC الأميركية من أن دور العرض التابعة لها والمسارح الأميركية ربما لن تستطيع أن تتخطى الآثار القاتلة لوباء كورونا رغم إعادة فتح تلك الدور والمسارح في أميركا ودول أخرى من العالم، بعد أن تسبب «كوفيد-19» في إغلاق المسارح ودور السينما، ولجوء شركات الإنتاج إلى منصات العرض الإلكترونية مباشر
وتواكب دور السينما إعادة الافتتاح بحزمة من الإجراءات التطهيرية التنافسية، وترقية المرافق الترفيهية وسط توقعات ألا تتعافى من الأزمة قبل عام 2022.
والحقيقة أن دور السينما الأميركية تعاني حتى من قبل انتشار فيروس كورونا، ما أدى لإغلاق العديد منها، ولكن الوباء كان بمثابة رصاصة الرحمة على بعضها.
وكانت تلك الدور قد تلقت بعض الدعم من رفع أسعار التذاكر، وتجديد المرافق ورفع مستوى وأسعار الوجبات والمشروبات المقدمة في دور السينما، ومع ذلك تشير الإحصائيات إلى تناقص عدد رواد السينما منذ عام 2005.
ويعد شباك التذاكر المورد الأساسي للأفلام ذات الميزانيات الضخمة وأفلام الخيال العلمي والأبطال الخارقين والأجزاء الجديدة للأفلام الناجحة من قبل وهي أفلام تعتبر على الإبهار والنفقات الهائلة.
ولكن زيادة خدمات القنوات الخاصة مثل نتفليكس، والنمو المستقر والمطرد للشركات الأخرى أدخل منافسين جدداً في عالم السينما.
ويشكل وباء كورونا تحدياً قوياً حقيقياً، بعد أن أغلقت دور السينما بالولايات المتحدة في مارس الماضي، وانعدمت إيرادات ملاكها، كما أوقفت هوليوود إنتاج أفلام جديدة، ما يعني تأجيل عرض الأفلام عند إعادة فتح تلك الدور، وتقليل شهية وقابلية الرواد لإنفاق النقود في دور السينما ومرافقها.
ووفقا لصحيفة الرؤية حفز الوباء شركات إنتاج سينمائية على عرض أفلامها مباشرة على منصات التأجير الرقمية، ما يلقي بظلال كئيبة على مستقبل دور السينما وقدرتها على تخطي الأزمة الراهنة.
وعندما يعاد فتح دور السينما مرة أخرى، لن يعرف بالضبط عدد المشاهدين المسموح بوجودهم في السينما في الحفلة الواحدة مع تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي التي ستقلل بكل تأكيد من القدرة الاستيعابية لتلك الدور حتى مع افتراض عودة شهية الرواد لمشاهدة الأفلام فيها.
وتؤكد شركة AMC وهي أكبر سلاسل دور العرض الأميركية أن لديها أموالاً كافية لإعادة فتح مرافقها في الصيف الجاري كما هو مخطط، ولكن أي تأجيل أو مشكلة تتعلق بوجود المشاهدين سيحتاج إلى المزيد من الأموال التي لن تستطيع اقتراضها.
كما يشكل تأجيل عرض الأفلام هاجساً آخر، بعد أن لاحظت الشركة أن الناس ربما يخافون من الذهاب لدور السينما، ويحدوها الأمل أن تكون إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي في تلك الدور مؤقتة، ليعود إقبال الناس على السينما لوتيرته الأولى.
المفارقة أن الشركة التي تملك أكثر من 1000 دار عرض في أميركا وأوروبا يمتلكها تكتل شركات دالجان واندا الصينية.
في سياق متصل، يعتقد مارك زرادي رئيس شركة سيمارك لدور السينما أن الصناعة لن تعود لطبيعتها المعتادة قبل عام 2022 بفرض إعادة فتح دور السينما كما هو مقرر في 19 يونيو الجاري.
وأكدت الشركة أنها ستتخذ سلسلة من الحوافز من بينها تخفيض أسعار التذاكر، تطبيق بروتوكول صارم شامل للتطهير والتعقيم كل صباح وقبل كل حفلة لطمأنة الرواد، إلى جانب إلزام الموظفين، وليس الرواد، بارتداء الأقنعة الطبية، والتدرج في مواعيد العروض لتفادي الحشود والتجمعات والازدحام.
ولكن الشركة متفائلة من أنها ستحقق أرباحاً لو باعت نصف عدد المقاعد لضمان تباعد المشاهدين، هو ما يتوقع أن تسمح الحكومة الأمريكية بحدوثه في منتصف يوليو المقبل.
وتتوقع أبحاث شركة موفتنايونسون السينمائية أن تنخفض إيرادات شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأميركية وكندا بنسبة 50% في العام الجاري لتصل إلى 5.5 مليار دولار مقارنة بـ 11.4 مليار دولار تحققت في عام 2019، مع الأخذ في الاعتبار أن إيرادات شباك التذاكر لم تقل عن 10 مليارات دولار منذ عام 2008.