سوليوود (بيروت)
انطلق الاثنين 9 أبريل (نيسان)، المهرجان السينمائي «شاشات الواقع» الذي تستضيف بيروت الدورة الـ14 منه. فهذا المهرجان الذي صار يشكل موعداً سنوياً للبنانيين من هواة أفلام الواقع تجتهد «جمعية متروبوليس» لتثبيته كموعد سنوي من أجل استحداث تواصل سينمائي ما بين اللبنانيين وبين النتاج الوثائقي العربي والغربي معاً، وذلك بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي.
وتشير نسرين وهبة المسؤولة الإعلامية في «جمعية ميتروبوليس»، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه من الصعب على هذا النوع من الأفلام تحقيق نسبة مشاهدات عالية، كون قلة من الناس هي التي تهتم بالأعمال الوثائقية. إلا أن لبنان في المقابل بات يحقق نجاحاً في هذا الإطار من خلال هذه المناسبة، التي صارت بمثابة تقليد سنوي ينتظره اللبناني في ظل تنوع الأعمال المعروضة فيه.
ويعرض، خلال هذه الدورة التي تستمر حتى 16 من الشهر الحالي، 9 أفلام وثائقية، بينها 5 عربية الهوية، بينها فيلمان من فلسطين وتونس. فيما يحتل لبنان الجزء الأكبر منها من خلال مشاركته بـ3 أفلام بعضها يعرض للمرة الأولى. كما يشارك فيه من بلاد الغرب كل من المكسيك وهولندا وفرنسا. ويفتتح المهرجان مع الفيلم الفرنسي «المربع 35» للفرنسي إيريك كافاكا، ويحكي فيه عن مكان يُحرَّم ذكره في عائلته ولا يجوز حتى التطرق إلى اسمه، ألا وهو مدفن شقيقته التي توفيت عن عمر 3 سنوات. ويروي إيريك في هذا «الوثائقي» (مدته 76 دقيقة)، قصة منسية يحاول إحياءها بعد أن كان والداه قد أخفيا كل معالمها من صور فوتوغرافية وأسماء وغيرها من العناصر التي يمكن أن تذكرهما برحيل ابنتهما.
أما فيلم الختام (في 16 من الشهر الحالي) فهو بعنوان «وجوه وأماكن» لأنياس فارغا الفرنسية الجذور والبلجيكية الولادة. ويحكي هذا الفيلم الوثائقي، الذي رشح لنيل جائزة الأوسكار عن فئة «أفضل وثائقي» في الدورة الـ90 لها، التي جرت في لوس أنجليس، قصة فنانتين، هما المخرجة نفسها عارضاً شغفها بالسينما، وكذلك قصة الحب التي تربط ما بين مصورة فوتوغرافية (جي آر) ومهنتها، وكيفية تنفيذهما معاً لهذا «الوثائقي» من خلال زيارتهما لمناطق ولبلدات فرنسية حاولتا خلالها تبادل وجهات النظر مع سكانها.
ومن الأفلام العربية المنتظر عرضها، ودائماً في صالات سينما «متروبوليس» في الأشرفية، «نائلة والانتفاضة» للفلسطينية جوليا باشا. وكان قد عرض هذا الفيلم في مناسبة يوم المرأة العالمي في سينما «باربيكان» في العاصمة البريطانية الشهر الفائت. وهو يروي قصة شابة فلسطينية من غزة كان عليها أن تختار ما بين الحب وعائلتها وحرّيتها فتختار الثلاثة. وهو يتناول المشوار النضالي لنائلة عايش، الذي يعد نموذجاً لعشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات اللاتي أسهمن في الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى. وتدور الأحداث ما بين دخول نائلة السجون الإسرائيلية وخروجها منها، وتوزيعها المنشورات في الليالي والتحضير للاعتصامات والمقاطعات حاملة ابنها الرضيع مربوطاً إلى ظهرها. كما يُتابع الفيلم قصة هذه المرأة المناضلة عبر حركة الاعتصام السلمية الأبرز في تاريخ فلسطين (الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينات من القرن الماضي). وبالاستعانة بعناصر التحريك المؤثرة والمقابلات الحصرية والاختيارات من الأرشيف، ينجح هذا الفيلم في تسليط الأضواء على النساء الفلسطينيات اللاتي وقفن في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وفي إطلالة على الأفلام اللبنانية المشاركة في هذا الحدث، نتعرف إلى «شعور أكبر من الحب» لماري جرمانوس، الذي عرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي، ويتناول قصة حقيقية تنقل المخرجة وقائعها المستنبطة من إضرابات لمعامل التبغ والتنباك في لبنان جرت في السبعينات.
أما فيلم «المنطق» لنيقولا خوري (مدته 30 دقيقة) فيصور واقع اللاجئين السوريين في مخيم بلبنان، ولكن بطريقة مغايرة لم يسبق أن شاهدناها في أفلام أخرى، إن من حيث التقنية المستخدمة فيها، وإن من طريقة المونتاج المتبعة فيه. هذا الفيلم الذي سيشكل عرضه في «شاشات الواقع» الأول له سيتوجه بعدها إلى البرازيل لعرضه هناك ضمن حدث سينمائي معروف فيها.
ويعدّ فيلم «القمم السبعة» لإيليا يوسف رياضياً بامتياز، بحيث يصور رحلات أبطال في عالم تسلق القمم بينهم عرب وأجانب. ويصور الفيلم اللبناني «أصوات من القاصرين» لمخرجيه ميشال تابت (لبناني) وألفا لملوم (تونسية) واقع محافظة القاصرين في تونس، حيث التقى منفذا العمل بأهاليها وبسكانها ناقلين الأجواء والظروف التي يعيشون فيها.
ومن المكسيك يأتينا فيلم «تامبيستيد» لتاتيانا هويزو، الذي يحكي عن نساء تم سجنهن ظلماً، وما عانينه من مآسٍ داخل أحد السجون المكسيكية، ليبرز الظلم والفساد السائدان داخل جدران سجون مكسيكية.
وننتقل مع فيلم «مارجيللا» للهولندية مينا لورا ما يجر إلى عالم الفن والأزياء، بحيث تقص علينا مساعدته جيني مايرينز مسيرة المصمم البلجيكي العالمي مارتن مارجيلا من خلال كواليس الدار التي أسسها منذ 30 عاماً.