سوليوود (الرياض)
انتهت النجمة القديرة حياة الفهد من تصوير دورها في الفيلم السعودي “نجد” مع المخرج سمير عارف، كما انتهت من تصوير مسلسلها الدرامي “مع حصة قلم” الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل والذي ستخوض به المنافسة الدرامية بمساعدة فريق عمل مميز مكون من محمد جابر العيدروس وزهرة الخرجي ويعقوب عبدالله. عن هذا المسلسل وعن تجربتها الأولى في السينما السعودية كان لجريدة الرياض معها هذا الحوار:
دعينا نبدأ بفيلم “نجد”.. ما سبب مشاركتك في فيلم سعودي؟
بصراحة لأنه عمل مميز، وقد جاءت مشاركتي بعد مكالمة من منتج الفيلم خالد الراجح الذي قال لي حينها: عندي فيلم تراثي، واعتذرت له في البداية بسبب الظروف الأسرية والأعمال التلفزيونية، لكنه كان مصراً وطلب مني عدم الاستعجال في الرد حتى أعرف الفكرة، فأرسل لي الفكرة الأساسية على الورق، ثم تم الاجتماع بيننا وقبلت بسبب ما وجدته في العمل من أجواء جميلة، والنص “متعوب” عليه ومكتوب بعناية، إضافة إلى أن الإنتاج غني ومتوفر له كل عناصر النجاح، لذا كان قبولي حتمياً.
نادمة على العودة مع سعاد عبدالله في «بيت أبونا»
ألم تجدي ضغطاً من الإعلام الكويتي بسبب عدم مشاركتك في أي فيلم سينمائي سابق؟
أصلاً لا يوجد إنتاج كويتي، وكل ما يعرض أفلام شبابية وأفلام مهرجانات لم أجد نفسي فيها، ما عدا فيلم “يا صديقي” الذي يعتبر فيلم دراما طويلا.
هل هذا صحيح أنك تعشقين الأعمال التراثية أكثر من أي نوع آخر؟
أعشق الأعمال النوعية التي تمثل تاريخنا، ويدل على هذا اهتمامي بفيلم “نجد”، كما أن اهتمام الجمهور بهذا الفيلم يدل على أهمية هذا النوع كما أنه يزيدني خوفاً.
الخوف من الجمهور أم من الفيلم؟
لا.. العمل أنا اخترته وأراه جيداً، لكن أذواق الناس من الصعب أن نرضيها، وإن كان هناك بعض التقصير أو الأخطاء التي لا أتوقعها إلا أن هذا العمل سيكون فارقاً في صالات السينما السعودية.
بحكم أنه أول فيلم سعودي، ألم يكن هذا مغرياً لك للموافقة على المشاركة فيه؟
صحيح أنه أول فيلم سعودي يعرض في صالات السينما بعد عودة السينما، إنما قبله أفلام سعودية تم إنتاجها وعرضت منذ عقود، وعلى أي حال قيمة الفيلم ومستوى نصه وأجوائه السينمائية كانت السبب الرئيس لمشاركتي فيه.
هل تتابعين الحركة الفنية السعودية، وكيف تنظرين إليها؟
حسب ما يسمح الوقت أتابع ما يتاح أمامي، وعموماً لست معتادة على أن أبدي رأيي في أعمال الغير التي لم أشارك فيها أصلاً.
قيل أنك ستشاركين مع عبدالله السدحان في مسلسل “بدون فلتر”؟
أولاً أشكر النجم عبدالله السدحان على ترشيحي للعمل معه، لكني اعتذرت منه بعدما هاتفني وتحدثت معه في كل شيء، حيث لم أجد نفسي فيما عرض علي، ثم أنا ملتزمة هذا العام بمسلسل “مع حصة قلم” وبالتالي اعتذرت له وشكرته.
هل افتقد الكويتيون الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا؟
بالتأكيد افتقد الفن كله عبدالحسين عبدالرضا، وزملاءه الذين رحلوا خالد النفيسي وغانم الصالح، فهؤلاء لا يمكن أن يأتي أحد “ليسد مكانهم”، وهذا الأمر من سابع المستحيلات.
دعيني انتقل إلى المسرح الكويتي لماذا لم تشاركي فيه منذ زمن؟
بالأصل المسرح في الكويت “منتهي” من زمان، وما يعرض كله إسفاف، مسرح بمعنى المسرح لا يوجد، كل ما هنالك استغلال للطفل وتهريج وكلام ليس له معنى، أحداث غير مترابطة، يعتمدون على الألوان والأشكال الغريبة، المسرح يا عبدالرحمن بدون مضمون، والعتب على الجمهور الذي يهتم فيهم ويتابعهم، رغم وجود مسرح الشباب الأكاديميين الذين يقدمون أفكارهم ولكن للأسف لا تعرض إلا في المهرجانات، وأنا هنا أتساءل: طالما أن مسرحيات الشباب الأكاديميين فيها عمق وفكر لماذا لا تعرض كمسرحيات بديلة عن الإسفاف المنتشر.
إذن تعتبين على سوء الإنتاج الخاص؟
طبعاً..
لماذا إذن لا يعيد الفنانون الكبار تجاربهم على المسرح؟
من الصعب أن يعود الفنان الكبير لهذا المعترك، لا سيما وأن إعادة الجمهور لموقعه الأصلي بات صعباً في ظل تعوده على التهريج والسخرية.
يقال أنك لم تقدمي حتى الآن عملاً يوازي إمكانات وشهرة مسلسل “الفرية”؟
لا أعتقد أن كلامك منطقي، لقد قدمت أعمالاً كثيرة، وحتى في الأعمال التراثية قدمت مسلسل “الجليب” و”الداية” وهذه من أروع الأعمال وكانت قريبة للقلب، و”الداية” على ما أعتقد أخذ وضعه الجماهيري والإعلامي أفضل من “الفرية”، ولكن لكل عمل لونه وطعمه ومكانته لدى الجمهور، وأحياناً يكون النص والإخراج جيداً، لكن هناك عناصر أخرى لم تساعد على النجاح، وأنا تعبت على جلب كل عناصر النجاح في كل أعمالي.
لم يكن مسلسل “بيت أبونا” ذلك العمل المغري لعودة ثنائيتك مع سعاد عبدالله، بعد فشله.. هل هذا صحيح؟
بالضبط صحيح، نجاحه كان جماهيرياً فقط!، ولم يكن بذلك المستوى الفني الذي يقارن بأعمالنا السابقة، ولا يوازي حتى طموحي كفنانة تطلب النجاح، رغم أني كنت أبحث عن كل العوامل والأدوات التي تؤدي لنجاحه الفني، وفعلاً عملنا على ذلك، لكن للأسف لم نكن موفقين. وكما يبدو أن هذه العوامل كانت كثيرة ولا أريد الحديث عنها.
يبدو أنك نادمة على العمل؟
“أي والله” ندم كبير، لأنه لم يقدم لي الحلم الذي طلبته، رغم نجاحه جماهيرياً، وكان أقل من المستوى الذي كنا نتوقعه.
ألم يكن غياب ثنائيتك مع سعاد أفضل من العودة بعمل باهت مثل “بيت أبونا”؟
لو استمر هذا الغياب لكان أفضل، أو العودة بعمل فني أفضل من “بيت أبونا”، أما على المستوى الشخصي فسعاد عبدالله أختي وصديقتي وزميلتي في الفن وقدمنا العديد من الأعمال الاستثنائية في الدراما الخليجية.
هند البلوشي تعد من اكتشافاتك.. لماذا لم تأخذ دور البطولة معك؟
لا هذا غير صحيح، في مسلسل “الجليب” و”دمعة يتيم” كانت بطلة، لم تكن سنيدة، بل صاحبة دور رئيسي، وكونها نجمة العمل من جيل الشباب، فهي بطلة في العمل.
هل ساهمت التحزبات في هبوط مستوى الدراما الكويتية؟
إطلاقاً.. ففي كل مكان تجد فيه التحزبات، وليس بالفن وحده، وغالباً نتائجها تعطي دعماً للتفوق والمواصلة.
يردد الجمهور أن الدراما الكويتية “دراما البكائيات والمناحة”.. ألم تصلكم هذه التعليقات؟
العالم كله مناحة، وكل الدراما العربية مناحة، فهي صورة رئيسية عن تراجيديات الوطن العربي والواقع المرير، وليست على الدراما الكويتية. وفي كل الأحوال هي إمكانيات فنان، يستطيع أن ينقل المشاهد من الحزن والبكاء إلى الابتسامة، حتى لو كان الخط الرئيسي للعمل تراجيديا فتطعيم المشهد بالمرح إمكانيات، والموقف موجود وواقع لكن الفنان فقط هو من يحدد.