سوليوود «الرياض»
تحاول قناة “إتش بي أو HBO” الأميركية تعويض تأخرها عن منافسيها “نتفليكس” و”أمازون برايم” و”ديزني” برهان جديد من خلال إطلاق “إتش بي أو ماكس”، الأربعاء، التي تركز على النوستالجيا والحنين للماضي العريق من الأفلام.
وقبل استقطاب “نتفليكس” و”أمازون” نجوم هوليوود إلى الشاشة الصغيرة، حجزت قناة “إتش بي أو” الأميركية التي تبث عبر الكابل مكانة مرموقة لها بعدما رفعت شأن خدمات التلفزيون المدفوعة بفضل برامجها الجريئة العالية الجودة، مثل “ذي سوبرانوز” و”ذي واير” و”غايم أوف ثرونز”.
ويقول أستاذ علوم التواصل في جامعة كارولاينا الجنوبية كريستوفر سميث إن “إتش بي أو لاعب أساسي في كوكبة العلامات التجارية في مجال الترفيه. وهي من خلال استخدام علامتها التجارية تشق لنفسها طريقا في حرب البث التدفقي”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وباتت سوق خدمات البث التدفقي مكتظة. فبعد “نتفليكس” و”أمازون برايم فيديو” و”هولو” دخلت خدمات جديدة أبرزها “ديزني+” و”آبل تي في+” و”كويبي”.
لكن بعدما أعارت أفلامها ومسلسلاتها إلى منصات أخرى خلال سنوات، قررت الشركة الأم “وورنر ميديا” أنها لن تستطيع الاستمرار خارج الموجة التي أحدثت ثورة في هوليوود.
ويأتي إطلاق “إتش بي أو ماكس” بعدما اشترت مجموعة الاتصالات “إيه تي أند تي” شركة “تايم وورنر” في مقابل 85 مليار دولار، ما يجمع الإنتاجات الخاصة بهذه الإمبراطورية الإعلامية تحت سقف واحد.
وستضم الخدمة الجديدة مسلسلات محببة لدى الجمهور من بينها “فريندز” وكلاسيكيات سينمائية بينها “كازابلانكا” و”سيتيزن كاين” مرورا بسلسلة “باتمان”، إضافة إلى ترسانة المسلسلات المهمة الموجودة في مكتبة “إتش بي أو”.
وكانت “إتش بي أو ماكس” لتحدث ضربة إعلامية قوية عبر الانطلاق في المنافسة مع حلقة خاصة تجمع نجوم مسلسل “فريندز”، غير أن وباء كوفيد-19 أتى على هذا المشروع.
وأدى الوباء إلى تأخير عمليات التصوير في هوليوود، كما أن مدراء “إتش بي أو ماكس” يعولون على الأعمال الكلاسيكية والمسلسلات الناجحة جماهيريا لاستقطاب مشتركين متعطشين لرفع معنوياتهم في هذه المرحلة القاتمة.
وقالت رئيسة التسويق في الخدمة كايتي سو خلال ندوة عقدتها أخيرا مع مجلة “فراييتي” عبر الإنترنت: “نستمد قوتنا حقا من الحنين والارتياح المرتبطين بهذه الشخصيات ذات الرمزية الكبيرة التي يعشقها الناس والقصص التي وقعوا في حبها سنة بعد سنة”.
استراتيجية محفوفة بالخطر
على الرغم مكتبة الأعمال الجذابة التي تتمتع بها “إتش بي أو ماكس”، فإن المحللين يبدون مخاوفهم حيال استراتيجيتها.
ويمكن التوقف خصوصا عند قيمة الاشتراك الشهري البالغة 15 دولارا وهي الأغلى بين خدمات البث التدفقي في وقت تسجل البطالة في الولايات المتحدة مستويات قياسية.
كما أن هذه المنصة الزاخرة بالأعمال تتعارض مع النموذج الكلاسيكي لدى “إتش بي أو” والذي كان يركز على كمية أقل من الإنتاجات لكن بجودة عالية وطابع ريادي، وفق سميث.
ويرى سميث أن “هذا الأمر قد يبدد الميزة التي كانت تعطي (إتش بي أو) خصوصيتها”.
وستنضم “إتش بي أو ماكس” إلى خدمات أخرى للمجموعة عينها، أبرزها “إتش بي غو” وهي خدمة تلفزيونية مدفوعة أخرى وتطبيق “إتش بي أو ناو”، ما قد يزيد الالتباس لدى الجمهور.
وقد بيّن استطلاع حديث للرأي أجرته “هوليوود ريبورتر” أن نقطة الجذب الرئيسية لدى “إتش بي أو ماكس” تكمن في حيازتها أعمالا عدة من عالم الأبطال الخارقين مع شخصيات مثل “باتمان” و”سوبرمان” و”ووندر وومان”.
ويرى محللون أن هذا التوقيت قد يكون مثاليا لإطلاق جملة أعمال معروفة قد يحبها الجمهور المحجور في المنازل أو أولئك الذين يفضلون ملازمة البيوت بسبب الوباء.