سوليوود «الرياض»
على الرغم من ضعف الإنتاج الدرامي هذا الموسم بسبب تداعيات فيروس كورونا والخلل الذي احدثه في جداول التصوير وتوقفها، فضلا عن مشكلات مراحل ما بعد الإنتاج والتي انسحب على اثرها عدد كبير من المنتجين، أدى ذلك إلى تكاتف الجهود اللبنانية والسورية وظهور أعمال تحت مسمي “الدراما العربية المشتركة”.
تشكلت بذرة هذه الدراما منذ سنوات لكنها بدأت تحصد النجاحات تلو الأخرى في الأونة الأخيرة واستمرت في التحليق عاليا إلى أن تربعت على عرش الساحة الرمضانية لهذا العام، بمسلسلات لمعت على الشاشة، أبرزها كان مسلسل “أولاد آدم” الذي كتبه رامي كوسا، وأخرجه الليث حجو، الذي تفوق على إخوته “النحات” من تأليف بثينة عوض وإخراج مجدي السميري، و”الساحر” من تأليف سلام كسيري وإخراج عامر فهد.
يستند مسلسل “أولاد آدم” على حبكة درامية اجتماعية إنسانية مميزة، أبطالها أربعة من أمهر الممثلين، أتقنوا الدور الذي أوكل إليهم، فتمخض عمل ناجح اتسم بالعمق، هم الممثلة اللبنانية ماجي أبو غصن، تؤدي دور قاضية تحقيق تدعى ديما، وهي قاضية نزيهة وامرأة ناجحة، تحارب الفساد في الأحكام التي تطلقها، ثم أصبحت وزيرة عدل نظرا إلى نزاهتها وحسن معالجتها للقضايا، كانت نصيرة المظلوم وشرسة على الظالم، لا تترك صاحب حق إلا وتقف إلى جانبه، لكن هذا الخير المطلق لا يمكن أن يكتمل، وتضطر لمواجهة بعض العراقيل مستقبلا.
أما زوجها غسان، يؤدي دوره الممثل السوري مكسيم خليل، إعلامي مشهور، يظهر كرجل محب لزوجته وداعما لها، إلا أنه في بعض الأوقات يكذب عليها ويخونها، يحاول استغلال ارتباطه بزوجته النافذة لتمرير نزواته ومصالحه.
البطل الثالث هو الممثل السوري قيس الشيخ نجيب، يؤدي دور سعد، لص يقوم بسرقة الجوالات، ومن ثم يبيعها، إنه طفل تربى في الشارع من دون أب أو أم، قست عليه الحياة كثيرا، لكنه في الوقت عينه لديه مواقف بطولية، كما ظهر في بعض المشاهد.
زوجة سعد هي مايا، تؤدي دورها الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة، كانت تعمل كفنانة استعراضية، تعرف عليها سعد ومن ثم أعجب بها، وبدأت قصتهما كراقصة ولص.
بعيدا عن القصص الأربعة، يلقي المسلسل الضوء على بعض القضايا السياسية والحياة اليومية للمسؤولين، وكيف تتم الصفقات، جميع هذه الأمور تشعرك للوهلة الأولى بأنك أمام كم هائل من القضايا المتشعبة، المؤلف رامي كوسا والمخرج المتميز الليث حجو، قدما مسلسلا دراميا اجتماعيا تراجيديا يعكس العلاقات الاجتماعية العربية الواقعية التي يعيشها المجتمع العربي، يصف مجتمعنا العربي الحالي وكمية الصراعات الكبيرة والحقيقية والواقعية التي تحدث، كل هذا داخل إطار درامي مميز ومشوق.وضعنا مسلسل “أولاد آدم” كمشاهدين أمام مرآة اجتماعية نرى من خلالها ما نراه يوميا من مشكلات، وإن كان بتقنية إخراجية لا تعقيد فيها.