رياض المسلم
عندما عرض تايتنيك في العام 1998م في السينما، كان الفيلم الأول الذي أحضره في صالة، ورغم دهشتي بالتجربة الجديدة، إلا أن الفيلم جذب كل حواسي فلم ألتفت لصوت من يأكل “الشيبس” بطريقة غريبة، أو أرد على من يمد لي صحنه “الحفلة” الذي يحتضنه ويقول، “جرّب الحبحر لا يفوتك”، طلبت منه أن يحترم مشهد السفينة التي تغرق، علمًا أن “الحبحر” هو الفلفل الأخضر الحار أو “الهالبينو”.. ووسط انسجام كبير مع مشهد طلب النجدة في عرض البحر إلا بأصابع تضرب في كتفي من الخلف، أحدهم يسألني عن اسم البطلة، ويقول: “الممثلة جميلة ودي أتابع أفلامها”.. العزيز أغرم بها.
انتهى الفيلم العظيم وحزنت كثيرًا على مصير ليوناردو دي كابريو، بينما راعي “الحبحر”، يلتفت عليّ لسانه امتدت مترًا ونصف المتر إلى الخارج بسبب حرارة ما أكل ويقول: “لا يهمك.. الفيلم سخيف”، لم أقتنع طبعًا برأيه كونه لم يحترم صالة السينما وتعامل معها كأنما يكون في مطعم هندي..
“تايتنيك” يحقق أكبر مكاسب مادية.. ويحصد أكثر جوائز في تاريخ الأوسكار، وحتى عامل القهوة نال جائزة على ما يبدو، ولكن رغم ذلك إلا أن هناك من لم يقتنع بالفيلم فله رأيه الخاص وهذا حق له.
المتتبع لأعمال رمضان التلفزيونية في زمن كورونا، يلحظ انتقادات عدة طالتها، وكانت اللغة الساخطة والناقمة هي السائدة، فيما لم يجن الإشادة سوى القليل منها..
مسلسل مخرج 7 واجه انتقادات، من النقاد والمتابعين والمهتمين بمتابعة المسلسلات الرمضانية، وشخصيًّا أرى بأنه عمل مقنع إلى حد ما إذا راعينا الظروف التي أحاطت بالعمل، نعم هناك بعض الملاحظات ولكن من خلال اطلاعي على كواليس العمل، فمن الممكن أن نلتمس العذر للقائمين عليه، فتجربة التصوير في الوباء.. جديدة، والعمل توقف عند الحلقة العشرين بسبب هذا الأمر.
لغة الانتقاد لدينا مرتفعة وكبيرة والذائقة العامة من الصعب أن ترضيها بأي عمل إلا أن يكون “خرافيًّا” كما كان في “تايتنيك”، ورغم ذلك لم يعجب راعي “الحبحر”.
الشاشة مثل الأكل، قد تكون لدى بعضهم لذيذة والآخر لا يتقبلها.. لذا الانتقاد يختلف من شخص إلى آخر. سياسة الانتقاد بالجملة هي السائدة لدينا، بعضهم لم يشاهد سوى حلقة أو حلقتين من أي عمل وتجده ينتقد بحدة كونه وجد هاشتاقًا ينتقد العمل ويسهب في السخرية منه، لكنه لم يعتمد على ذائقته واستطعم بلسان غيره.. رضا النقاد والمتابعين غاية لا تدركها الأعمال الرمضانية.. إلا ما ندر.. لكن ذلك لا يعني ان بعض النقد يصب في صالح العمل ومستقبله متى ما بني على حقائق.
صحيفة الرياضية