سوليوود «خاص»
تعد فترة 15 يومًا من انطلاق السباق الرمضاني السنوي للدراما العربية، مدة زمنية كافية للمتابعين للأعمال التي تعرض على مختلف القنوات، لترك انطباعات وتصورات حول البرامج المختلفة، وقيمتها الفنية من حيث الفكرة والإخراج.
وبالرغم من كون صناع الدراما العربية يرمون جميع ثقلهم الفني في موسم رمضان، حيث يتركز الإنتاج السنوي للأعمال والعرض خلال هذا الشهر، إلا أن الملاحظ في العديد من الأعمال والبرامج هو التكرار والسير على نفس النمط التقليدي المتبع في كل عام من خلال البرامج الحوارية، والخاصة بالمسابقات، وأيضًا المسلسلات.
التجديد والخروج من الصندوق مطلب مُلح من الجمهور الذي ارتفعت ذائقته الفنية، ولم يعد مكتفيًا بالمشاهدة والمتابعة، بل أصبح أول النقاد لجميع ما يعرض من أعمال فنية وبرامج مختلفة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إذ لم يصبح النقد حكرًا على المتخصصين في المجال فقط.
ويعد التكرار في الأفكار والشخصيات أبرز ما رصده المتابعون لبرامج رمضان هذا العام، ووضعوا الفنانة القديرة “فيفي عبده” نموذجًا لذلك، من خلال ظهورها الدائم مع رامز جلال في السنوات الماضية في برنامجه الخاص بالمقالب.
إذ لم يكتفِ رامز باستضافة “فيفي عبده” للمرة الرابعة خلال برنامجه فقط، بل شهدت سنوات 2014 في “رامز قرش البحر”، وعام 2017 في “رامز تحت الأرض”، وعام 2019 في “رامز في الشلال”، استضافتها في الحلقة الأولى في جميع هذه السنوات، الأمر الذي عدَّه المتابعون تكرارًا مملاً في البرنامج، ليعود هذا العام “رامز مجنون رسمي” ويكرر استضافة “فيفي عبده”، ولكن ما تغير هذه المرة أنها لم تكن في الحلقة الافتتاحية للبرنامج.
ولم يطل غياب “فيفي عبده” كثيرًا عن البرامج الرمضانية، إذ سرعان ما ظهرت مجددًا في الحلقة الخامسة عشر من برنامج المسابقات “اغلب السقا” الذي يقدمه الفنان محمد السقا على قناة MBC وهو البرنامج الذي يتحدى فيه السقا ضيوفه في عدد من الألعاب الرياضية للفوز بمبلغ مالي يتم به التبرع لعدد من الجهات الخيرية.
“رامز مجنون رسمي” و”اغلب السقا” لم يكونا الظهور الأول والأخير للنجمة “فيفي عبده” على الشاشات خلال رمضان هذا العام، فبجانبهما ضمنت لنفسها الظهور اليومي وعلى نفس القناة خلال طيلة أيام الشهر من خلال برنامج المقالب الخاص بها “خلي بالك من فيفي” الذي لا تختلف فكرته كثيرًا عن البرامج السابقة التي خرجت على المتابعين من خلالها، ليترك ذلك سؤالاً عريضًا من المشاهدين حول مقدرة صناع الترفيه والدراما العربية على التجديد والابتكار في السيناريوهات والبرامج، الذي لا يعد ظهور “فيفي عبده” المتكرر إلا حلقة من ضمن حلقات تدوير الأفكار في جميع ما يُقدَّم من أعمال.