سوليوود «الرياض»
انتهى الأسبوع الأول من رمضان، لم يخلُ هذا الأسبوع من الانتقادات التي تمثلت في حالة الصدام الكبيرة بين صناع الأعمال، الجمهور، الصحافة المتسرعة، إلا أننا ومع مرور الربع الأول من الموسم، كان لا بد أن نقف عند بعض أبرز الأسماء التي تستحق الوقوف عندها:
- عبدالمحسن النمر، الممثل الجوكر، النجم السعودي الوحيد الذي يقدم نفسه جيدًا، لم يستهلك نفسه مع كاتب معين أو (شلة) بعينها، عمل مع كبار وصغار الكتاب، ووقف أمام كاميرا أهم مخرجي الخليج والوطن العربي، ولم يمارس يومًا غير مهنة التمثيل، التي لطالما أبدع فيها، لأنه وبرغم بعض الاختيارات التي لم تكن موفقة أحيانًا إلا أنه لم يتوقف يومًا عن المحاولة والتنويع والتجديد من ناحية الاختيارات، وحتى من ناحية التجسيد.
حالة فنية تثبت عامًا بعد الآخر أنها حالة فريدة من نوعها، يبهرنا هذا العام في جرأة اختياره لدور الحاخام في «أم هارون» رغم الملاحظات الكثيرة على العمل الذي كان من الممكن أن يُكتب بشكل أفضل، الذي يبدو أنهم عملوا بسرعة كبيرة، فجاءت النتيجة أقل بكثير من أهمية الفكرة التي كانت تستحق جهدًا أكبر خاصةً من ناحية الكتابة والإخراج.
- إلهام علي، فنانة سعودية شجاعة، بداياتها تذكرنا بعبد المحسن النمر الذي لم يُحسب على أحد ولم يحصر نفسه في طوق واحد، تُطل هذا العام ممثلة جيدة للغاية في «أم هارون» وغير جيدة في «مخرج سبعة»، ربما تعود الأسباب لجودة العناصر وانسجامها، فمسلسل «أم هارون» وإن كان ليس بالمستوى المتوقع إلا أنه يتمتع بالكثير من العناصر الجيدة التي انعكست على جودة أداء عدد كبير من الممثلين، في المقابل يأتي «مخرج سبعة» بعناصر فنية ضعيفة للغاية انعكست حتى على أداء الممثلين، ولكن تظل إلهام علي اجتهدت في هذا العمل وممثلة واعدة، قد تكون أول نجوم جيل الدراما في المملكة، الذي كنا نحلم بولادته، بحسب صحيفة الرياض.
- خالد النبوي في (لما كنا صغيرين) وخالد الصاوي في (ليالينا 80)، صراع فني حقيقي من الدرجة الأولى، وإن كان الصاوي هو القطب الأقوى لكن برغم ذلك من الجميل أن نجدهما وجهًا لوجه في موسم واحد، نجمان رغم كل عوامل الإحباط التي تحيط بهما، والتي عبر عنها النبوي في بيانه قبل رمضان، ولمَح إليها خالد الصاوي في تقديمه لافتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الماضي، إلا أنه لا يمكن الانتصار عليهما، لديهما قوتا دفاع وهجوم رهيبتان، قادرتان على إحراج أي منتج وإشباع أي جمهور.
- تتفوق الصورة في مسلسل (الفتوة)، الذي يلعب بطولته ياسر جلال على كل شيء، صورة تعود لما قبل 200 عام وهي الحقبة التي تدور بها أحداث العمل، مشاهدة ممتعة بصفها المشاهدين بالجرعة الفنية المصورة تغمر كل شيء، حتى أدق التفاصيل كتناسق ألوان الخلفيات مع الشخصيات والإضاءة، تفاصيل لم يعتد المشاهدون على مناقشتها حتى جاءهم عمل تم إخراجه فنيًا بـ «سحر» فغيّر مفرداتهم.
- غامرت نيللي كريم بتقديم نفسها في قالب جديد تماما بمسلسل «مية وش»، في محاولة منها للخروج من عباءة «النكد» التي ظلت تلاحق أعمالها خلال السنوات الماضية، ما جعلها تذهب للنقيض تمامًا هذا العام وتختار الكوميديا، والحقيقة أن نيللي وخلاف كل التوقعات ظهرت أكثر من جيدة في العمل الذي يشاركها بطولته آسر ياسين، الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية ورضا جماهيري ونقدي كبير، نيللي ودون أن تشعر ستكون الإلهام الحقيقي للكثير من زملائها للخروج من عباءتهم خلال السنوات المقبلة، لذلك لا نستبعد أن نرى قريبًا كريم عبدالعزيز في دور «سيكودراما»، أو أمير كرارة في مسلسل «سيرة ذاتية»، أو أحمد حلمي بدور شخصية مخابراتية.
- حتى اللحظة يمر عدد من النجوم مرور الكرام خلال الموسم، في مقدمتهم يسرا بمسلسل «خيانة عهد»، زينة في مسلسل «جمع سالم»، ياسمين عبدالعزيز في مسلسل «نحب تاني ليه»، غادة عبدالرازق في مسلسل «سلطانة المعز»، أعمال لم يتوقف عندها الكثيرون، لذلك لا يمكن الحكم عليها بالنجاح والإخفاق، هذا أمر طبيعي في رمضان؛ حيث تحقق بعض الأعمال جماهيرية أكثر من الأخرى رغم أنها قد لا تكون أفضل، فتشتعل المنافسة بينها بشكل أكبر خارج الموسم الرمضاني، وهي عادةً الأعمال التي يتغذى عليها الجمهور بقية العام سلبًا أو إيجابًا.