سوليوود «الرياض»
تزامن حلول شهر رمضان 2020 بموريتانيا مع أول تجربة إنتاج درامي لكوكبة من المخرجين الشباب، الذين يحاولون تسليط الضوء على ما يصفونه بـ”الواقع بدون رتوش”.
مسلسل “الغابة” كان ثمرة هذه التجربة، وأثار الجدل حتى قبل عرض حلقته الأولى لخروجه، حسب منتقديه، عن النسق الاجتماعي ومنظومة التقاليد، فيما رأى المؤيدون له أن مهمة العمل الفني الدرامي إظهار الواقع على حقيقته وليس “تجميله”.
أزمة “الغابة” لم تقتصر على تصاعد الجدل حول محتواه وعلاقته بالنظام الاجتماعي، بل أدت إلى بروز خلافات داخل الفريق الذي أنتجه، قبل أن يتم وقف عرضه.
مخرج المسلسل الناجي سيدي، كشف في منشور عبر صفحته على “فيسبوك” سبب وقف العرض، نافيا أن يكون للأمر أي علاقة بفرض وصايا على الفن أو بسبب انتقادات الجمهور وآرائهم في الحلقة الأولى من المسلسل، مؤكدا أن السبب يتعلق بمشاكل داخلية خاصة بالإنتاج.
وأوضح “الناجي” أن الهدف من العمل كان صناعة محتوى درامي مختلف عما كان سائدا، مؤكدا أنهم كفريق إنتاج “تحملوا في سبيل ذلك التعب والسهر لنقل صورة مميزة عن الواقع للمشاهد المتعطش لمحتوى يمثله”، حسب تعبيره.
وخلص المخرج إلى أنه لم ينزعج من انتقادات البعض للمسلسل وما طاله من “استهزاء”، بقدر ما أزعجه توقف العمل لظروف خارجة عن السيطرة.
تدور أحداث المسلسل حول شخصية “عادل” الشاب المثقف المستقيم الناجح في سوق الأعمال، الذي يتزوج “فتية” بعد قصة حب عارضها والد الأخيرة، قبل أن ينجح الشاب في إقناع والد زوجته بجدارته لهذا الزواج بنجاحه وتفوقه وأخلاقه الرفيعة.
ولأن هذا الشاب الناجح يهوي الرياضات الثقيلة، ألقى به القدر في وجه عصابة سطو كان له الفضل في القبض عليها أثناء تسوقه في أحد المراكز التجارية الكبيرة.
ورصدت كاميرا المتجر ما حدث، ما جعل الأمن يحاول تجنيده لحسابه كعنصر فعال لمحاربة هذه العصابات، ورغم رفضه في البداية لكنه قرر التطوع لهذه المهمة بعدما تسببت تلك العصابات في فقد زوجته لجنينها بعد تناولها دواء مزورا تتاجر به هذه المجموعات الخارجة عن القانون.
الجدل حول المسلسل لا يتعلق بالقصة بل بطريقة التمثيل التي وصفها البعض بأنها “تتنافى وتقاليد المجتمع وعاداته”، بحسب ما نشر موقع العين الإخبارية.
الكاتب والناقد الموريتاني الدكتور الشيخ سيدي عبدالله، وبعد استعراضه لما وصفه بـ”أخطاء داخل المسلسل”، قال إن العمل يتضمن ملاحظات أخلاقية، وفنية، ودينية، معتبرا أن الواقعية تتطلب تشجيع المنتجين انطلاقا من ظرفية الإنتاج والتمويل.
وأعتبر، الكاتب والناقد في منشور عبر صفحته على “فيسبوك” “أن مسلسل “الغابة” ورغم كل ما طاله كان ناجحاً”، مؤكدا أن “أي عمل لا يثير النقاش ولا يحرّك البِركَ الراكدة لا يستحق أن يسمى إبداعاً”، مضيفا “تشجيع البدايات أولى من وأدها في المهد”.
أما الكاتب والإعلامي الموريتاني الشيخ ولد زين الاسم فقد اعتبر أن ما شاهده من هذا المسلسل لا يبرر الانتقادات اللاذعة، بل يستحق التشجيع والنقد البناء، حسب وصفه.
ووصف “زين” عبر منشور بصفحته على “فيسبوك” الجانب الفني والتقني بأنه كان على المستوى الجيد، سواء التصوير أو الجرافيك أو المؤثرات الصوتية أو الإضاءة.
وخلص إلى أن هذا العمل يتضمن بعض النواقص مثل أي عمل أول، لكنه يستحق التشجيع حتى تنمو أزهار أشجار هذه “الغابة”، ويساعد على إيجاد حل لبعض مشاكلنا الاجتماعية، وفق تعبيره.