سوليوود «خاص»
يكتسب النجوم من مشاهير السينما والفن مكانتهم من خلال شعبيتهم الجارفة الناتجة من ظهورهم في مختلف الأعمال الفنية، ولأن سلعة نجوم الفن والسينما ظهورهم المتكرر والدائم للجمهور والمتابعين من خلال أعمالهم الفنية، عبر الأفلام أو المسلسلات، أو حتى البرامج التلفزيونية الخاصة.
حرص العديد من الفنانين على إبقاء الأضواء عليهم، بعد أن توقفت معظم أعمالهم الفنية، وأجبرتهم الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد المطبقة في أغلب دول العالم، على لزوم مساكنهم وعدم الخروج منها لتجديد اللقاء بجمهورهم من خلال تصوير وإنتاج الأعمال الفنية الخاصة بهم.
ولم يجد هؤلاء بدًا من اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتعويض غياب الأضواء التي اعتادوا أن تكون مسلطة عليهم في مواقع التصوير والإنتاج، ومن كاميرات وفلاشات الصحفيين والمعجبين في الشوارع أثناء تنقلهم.
إذ وجد مشاهير الفن، عالميًا وعربيًا، في تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة “تويتر”، و”إنستجرام”، و”توك توك”، و”فيس بوك” وغيرها، بديلاً للالتقاء بمعجبيهم وتوجيه الرسائل لهم من خلالها، وتجديد العهد بهم.
واستحوذت النصائح والتوجيهات الخاصة بالالتزام بالوقاية من فيروس كورونا، والحجر المنزلي على نصيب الأسد من رسائل المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب نقل اليوميات الخاصة بهم، وكيفية ممارسة حياتهم اليومية في بيوتهم.
وسبق أن استغل نجوم الفن السابع مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلان عن حالتهم الصحية خلال أزمة كورونا، وكشف إصابتهم به، من ضمنهم النجم العالمي “توم هانكس” الذي كشف عن إصابته بالفيروس هو وزوجته وتطورات حالتهما الصحية من خلال حسابه في “إنستجرام”، وكذلك الممثل البريطاني “إدريس ألبا” من خلال حسابه في “تويتر”، وغيرهم من النجوم العالميين.
وعلى الرغم من الأريحية التي يجدها النجوم في مواجهة جمهورهم بشكل مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الخبراء يؤكدون صعوبة ذلك لمن لا يملكون المؤهلات والمهارات الاتصالية التي تمكنهم من ذلك، بدليل أن غالبية الأزمات التي يتعرض لها الفنانون، أخيرًا، تحدث بسبب عدم قدرتهم على مخاطبة الجمهور بشكل مباشر، لدرجة تورط بعضهم في دخول سجالات مع متابعيهم تصل إلى حد السباب، ما يدفعهم بعد ذلك للاعتذار والتبرير.
ويبرز في هذا الجانب النجم محمد هنيدي الذي استطاع استغلال منصات التواصل الاجتماعي، من خلال فريق متخصص في التواصل مع الجمهور، وتمكن من خلال حساباته المختلفة على مواقع التواصل أن يحقق حالة من الوجود تضمن له الظهور حتى في الأوقات التي لا يشارك فيها في أعمال فنية، ما عدَّه البعض ظهورًا على حساب الظهور الأهم في شاشات السينما.
التوجه الكبير للفنانين نحو هذه البدائل يطرح تساؤلاً حول تأثيرها في المستقبل القريب على الإعلام التقليدي، الذي يغذي صفحاته بنقل أخبار هؤلاء النجوم من خلالهم أو من خلال المقربين منهم، بعد أن أصبحت أخبارهم متاحة للجميع في حساباتهم الشخصية.