سوليوود «الرياض»
في حدث نادر تشهد جائزة الأوسكار لأفضل مخرج منافسة شرسة بين مجموعة من عمالقة الفن السابع، لكن دون حضور نسائي.
ويتنافس كوينتين تارانتينو، ومارتن سكورسيزي، وسام مينديز، وتود فيليبس، وبونغ جون هو، على جائزة أفضل مخرج في النسخة الـ92 من حفل الأوسكار الذي يقام الأحد المقبل.
ورغم أن هناك عدة أفلام أخرجتها سيدات حققت نجاحاً في العام، ومنها ما اختير للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم مثل “Little Women” لغريتا جيروج، فإن جائزة أفضل مخرج ستغيب عن المرأة، علماً أن 5 سيدات رُشحن لهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار.
وبعيداً عن الغياب النسائي، تشهد الجائزة منافسة شرسة هذا العام، رغم أن البريطاني سام مينديز من المرشحين بقوة للفوز بها عن فيلمه “1917” الذي اكتسح موسم الجوائز في الأشهر الأخيرة، كما يزاحمه بقوة الكوري الجنوبي بونغ جون هو، مخرج “Parasite” أو “طفيلي” الذي ينافس بدوره على أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.
مينديز.. رهان ناجح
اقتحم سام مينديز عالم الإخراج السينمائي بقوة في 1999 بفيلم “American Beauty” أو “جمال أمريكي” الذي يستعرض المجتمع الاستهلاكي الأمريكي، وفاز به بأوسكار أفضل فيلم وافضل مخرج ، ليصبح واحداً من المخرجين الستة الوحيدين الذين فازوا بالأوسكار عن أول عمل روائي طويل لهم، علما بأنه لم يفز أي منهم بأوسكار ثانية، الامر الذي قد يتغير الأحد في حالة مينديز.
فاكتسح مينديز بـ”1917″ جوائز الغولدن غلوب، والبافتا، ونقابة المنتجين الأمريكية ونقابة المخرجين، ما يعزز فرصه في الفوز الأحد المقبل نظرا لأن الفائز بجائزة نقابة المخرجين في السنوات الخمس الماضية انتصر في الأوسكار أيضاً.
وفي “1917” الذي تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى يراهن مينديز على الجانب التقني، إذ يظهر العمل كما لو كان مصوراً في لقطة واحدة طويلة تمنح المشاهد الإحساس بأن الفيلم صور، دون قطع.
بون جون هو..ظاهرة “طفيلي”
بعد مينديز، يعد الكوري الجنوبي بونغ جون هو الأوفر حظاً للفوز بالجائزة فهو صاحب مفاجأة العام “طفيلي” الذي ينافس أيضاً لنيل أوسكار أفضل فيلم رغم أنه ليس بالإنجليزية.
“طفيلي” فاز بكل الجوائز الممكنة من مهرجان كان، وحتى الغولدن غلوب، ويُنتظر أن تعرض شبكة “إتش بي أو” مسلسلاً قصيراً مستوحى منه.
و”طفيلي” ظاهرة بمعني الكلمة فمخرجه يمزج فيه عدة أنواع ويتنقل ببراعة بين الكوميديا السوداء والدراما، والإثارة، وهو مرشح أيضاً لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.
سكورسيزي.. ودرس جديد
رغم أنه يمتد نحو ثلاث ساعات ونصف وعرض في مجموعة مختارة من دور السينما، لأنه من إنتاج منصة “نتفليكس”، حظي “The Irishman” أو “الرجل الأيرلندي” بإعجاب النقاد والجمهور على حد السواء، ومرة جديدة أثبت المخضرم مارتن سكورسيزي عبقريته وأعطى درساً في الإخراج.
والفيلم كلاسيكي في موضوعه الذي يدور حول المافيا، لكن سكورسيزي خاطر بإظهار روبرت دي نيرو، وآل باتشينو، وجو بيتشي، أصغر سناً ليعتمد عليهم في المراحل العمرية المختلفة للشخصيات التي يجسدونها.
واستطاع سكورسيزي أن يُخرج أفضل ما في هؤلاء الممثلين المخضرمين ليترشح آل باتشينو وجو بيتشي لأوسكار أفضل ممثل دور ثان، وسكورسيزي لأفضل مخرج، فضلاً عن منافسة العمل على أوسكار أفضل فيلم.
ويعد هذا تاسع ترشيح لسكورسيزي للأوسكار في فئات مختلفة أفضل مخرج، أفضل سيناريو مقتبس، وأفضل فيلم، علماً أنه فاز بها مرة واحدة في فئة أفضل مخرج عن “The Departed” أو “المغادرون” .
تاراناتينو.. وعشق السينما
سبق لكوينتين تارانتينو الفوز بالأوسكار ولكن كاتب سيناريو وليس مخرجاً عن “Pulp Fiction” أو “خيال رخيص” و”Django Unchained” أو “دجانغو الحر” ويعد ترشيحه لأوسكار أفضل مخرج عن “Once Upon a Time in Hollywood” أو “ذات مرة في هوليوود” الثالث له في هذه الفئة.
ولا يعد تارانتينو من المرشحين للفوز بالجائزة عن هذا الفيلم الذي يعد رسالة حب لسينما الستينيات من خلال ثلاث شخصيات جسدها ببراعة ليوناردو دي كابريو، وبراد بيت، ومارغوت روبي، يمكن لقصة كل منها أن تكون فيلماً بمفردها، كما أن نهاية الفيلم، من أفضل النهايات في تاريخ الفن السابع.
واستحق دي كابريو أن يترشح عن أدائه لأوسكار أفضل ممثل، فيما ترشح براد بيت لأفضل ممثل دور ثان.
تود فيليبس..الأقل حظاً
أما الأقل حظا للفوز هو تود فيليبس المخرج المعروف بأفلامه التجارية التي تحتوي على وجهة نظر، مثل “The Hangover”، أو “صداع الكحول”، لكنه استطاع بـ “Joker” أو الجوكر المرشح عنه أن يقدم فيلماً مشوقاً.
واستطاع فيليبس أن يستعرض ببراعة مراحل تطور شخصية الجوكر،عدو باتمان، من الخير إلى الشر، والتي جسدها خواكين فينيكس بأداء استثنائي، استحق بفضله الترشح لأوسكار أفضل ممثل.