سوليوود «أبوظبي»
يحتفي مهرجان الحصن بباقة من الفعاليات الثقافية والفنية والتراثية، عند موقع الحصن الثقافي، الذي يضم «قصر الحصن» و«بيت الحرفيين» و«المجمع الثقافي»، إضافة إلى المساحات الخارجية للموقع، التي تم فيها إنشاء مركز سينمائي، افتتح بعرض 3 أفلام إماراتية قصيرة هي «غافة»، و«ليمون»، و«الجار»، واستكمل العرض مع فيلم «إي تي» لستيفين سبيلبيرغ ومدته 115 دقيقة، وفيلم «سماء قريبة» لنجوم الغانم، إضافة إلى فيلم الكرتون «الريح تشتد»، وفيلم «العودة إلى البيت».
وفقا لصحيفة الاتحاد، يحتفي المهرجان ضمن برنامج حافل ممتد على أيامه «من 12 حتى 19 ديسمبر الجاري»، حيث يستقبل جمهوراً متعطشاً لمعرفة المزيد من تراث الإمارات الغني والأهازيج، وكيفية تحضير الأكلات الشعبية مثل اللقيمات والرقاق.
قضايا المرأة
فيلم «غافة» إخراج عائشة الزعابي وفكرته تكشف عن هواجس المرأة من خلال ثلاث نساء من أجيال مختلفة، وضمن ثلاثة مسارات قصصية منفصلة عن بعضها، لكن الأحداث تقع في يوم واحد، ولا يعرف الرابط بينها إلا في نهاية الفيلم، الذي يركز على شجرة الغاف، وهي تعد أحد عناصر التراث الطبيعي في الإمارات ولها مدلول عميق في المخيلة الإماراتية، كما أنها تمثل رمز العطاء.
الفيلم القصير «ليمون» إخراج وسيناريو وحوار عبد الرحمن المدني، وبطولة منصور الفيلي وهدى الغانم، إضافة إلى مشاركة مناهل العوضي، وسارة العقيلي، وتسلط قصته الضوء على المصاعب، التي تصادف المرأة في الحياة مع زوجها، وعند انشغاله عنها وإهماله لها تثور غيرتها، وتؤدي هدى الغانم دور الزوجة، التي تستغرب تصرف زوجها، حيث تشغله حسابات مواقع التواصل الاجتماعي فتأخذها الظنون بعيداً، وتنقلب حياتها معه إلى حالة من الضيق والشكوك بحبه لها.
مواقف مضحكة
وجاء فيلم «جارة» للمخرجة الإماراتية نائلة الخاجة متضمناً صوراً من التناقض والمواقف المضحكة، وهو مشغول بإتقان ومطعّم بروح فكاهية جميلة تدور بين الجارة الممثلة موزة المزروعي بطلة العمل وسيدة بريطانية تزور الإمارات وتقيم في جوار موزة، التي تحاول أن تخفف عنها متاعب غربتها فتطبخ لها يومياً، ولعدم معرفة اللغة والتفاهم بينهما، يحدث خلاف بين الاثنتين، وتحاول ابنة السيدة الإماراتية أن تقوم بالترجمة بين الأم وجارتها، لكنها تخطئ في كل مرة، مما يزيد ضجر الجارة، إلى أن تتعود الجارة على جارتها الإماراتية وتنشا بينهما مودة وعلاقة طيبة.
الفيلم كوميدي يظهر اختلاف العادات والتقاليد بلقطات كوميدية ناعمة وينقل مشاعر متباينة، وحالات مختلفة يعيشها الإنسان، ويتفاعل معها بكل أحاسيسه، ويظهر الفيلم بشكل واضح عادات أهل الإمارات بإكرام الضيوف، والاهتمام بالجار واحتضانه.
خيال علمي
أما الفيلم الأميركي «إي تي» إخراج ستيفن سبيلبيرغ، فهو من أفلام الخيال العلمي يحكي قصة عن مجموعة صغيرة من علماء النبات جاؤوا من كوكب آخر وهبطوا على الأرض ليلا ليأخذوا عينات من النباتات، وحين يظهر لهم رجال من الأرض يسارعون للهرب والانطلاق بعيداً، وبسبب سرعتهم يتركون شيئاً على الأرض، وكان هناك مجموعة من الأطفال يلعبون فيراه أحدهم.
وفي البداية يخاف الغريب ويبتعد، لكن تنشأ بينهم صداقة وتتسع دائرة معارفه مع بقية الأطفال ويخفونه عن أهلهم وعن الناس، ولاحظ الطفل أن الكائن الفضائي استطاع أن ينعش وردة ذابلة ويعيدها حية زاهية، وهذه لقطة مهمة ولها دور إيجابي في أحداث الفيلم اللاحقة، وبعد حدوث مشاكل متعددة مع الغريب، رغم مساعدة الأطفال له، تعود مركبة فضائية لتأخذه إلى المجرة التي جاء منها.
ومن الأفلام المهمة التي عرضت في المهرجان، الفيلم الوثائقي الطويل «سماء قريبة»، سيناريو وإخراج نجوم الغانم، وهو يتناول تجربة رائدة قامت بها سيدة إماراتية هي فاطمة بنت علي الهاملي، حيث خاضت بجرأة واقتدار مسابقات مزاينة الإبل التي كانت مقتصرة على الرجال. وبهذه التجربة استطاعت الهاملي أن تتغلب على العديد من المصاعب والعقبات حتى حققت حلمها بكل ثقة وبدون أي تردد. وفي مجال السينما، استأثر عمل الفنانة الكورية جيونج مون تشوي بعنوان «رسم في الفضاء» باهتمام زوار المعرض ومتابعتهم لهذا الفن المتميز، وإلى جانب ذلك، كان للتشكيل دوره الفني المميز من خلال متابعة ومشاركة زوار المعرض في رمي الأحرف الخشبية لتنضم إلى لوحة الفنان الإماراتي محمد كاظم «اتجاهات.. سفر الأمكنة»، حيث تفاعل الزوار مع العمل وشاركوا في رمي الأرقام الخشبية في الماء، التي استوحاها الفنان كاظم من الإحداثيات الجغرافية لموانئ الإمارات، وهي عبارة عن أرقام وحروف خشبية يقوم الزوار بإلقائها في البحيرة لتتجمع وتتحد معاً في رمزية لاتحاد الإمارات، ويمثل العمل لوحة فريدة بتجاوره مع مشهد صيادي الأسماك واللؤلؤ وصناعة الشباك التقليدية.
حركة مستمرة
وحول مشاركة الجمهور في رمي الأرقام الخشبية، لتضاف إلى هذه اللوحة يقول الفنان كاظم: هذا عمل تفاعلي، ونحن في الإمارات نعيش مع أكثر من 200 جنسية، وحين يقوم كل زائر برمي رقم من هذه الأرقام الخشبية لتضاف للوحة، فإن هذا يشكل تفاعلا وتداخلا للأرقام مع بعضها بعضا، مما يلصق في ذاكرة من يرمي رقماً وخاصة الأطفال وهم يتفاعلون مع العمل الذي هو في حركة مستمرة وموقعه في الماء ينتقل من مكان إلى آخر، وكذلك شكله يتغير حيث يأخذ دائما شكلا جديدا حسب العناصر الطبيعية، ومنها حركة الماء والهواء. وهذا العمل غير ثابت بل نرى أن شكله متجدد وهو في حركة دائمة.
ومع تفاعل الأطفال مع ورش الرسم التي أشرفت عليها سوسن خميس مديرة المرسم الحر والعاملون في المرسم والفائدة التي تركتها عند الأطفال المتابعين لهذه الورش الفنية، تقول الفنانة سوسن: «استمتع الأطفال بهذه الورش المخصصة لرسم مدينة أبوظبي كما يرونها، وتمت هذه الفكرة على أساس كل طفل يرسم ما بمخيلته لأبوظبي بناية أو حديقة أو شارع فيه شجر وأزهار على جوانبه، وقد انجزوا رسومات جديدة لأطفال يحلمون بأشياء جميلة،مشيرة إلى أن جميع المواد التي يستخدمها الأطفال في رسوماتهم عن إعادة تدوير من كرتون أو ورق وغيرها، من منطلق الاهتمام بالبيئة.