سوليوود (الأقصر)
مدينة المائة باب، مدينة الشمس، طيبة، كلها أسماء لعاصمة مصر القديمة، الأقصر، مدينة الفن التي تتحدث معابدها وقصورها، وشوارعها العتيقة، عن عراقة فنّها، وتعزف نقوشها الفرعونية ألحانًا تروي تاريخًا مديدًا من الفن.
هنا.. تروي لنا جدران المعابد والقصور، وحتى المقابر، كيف عرف المصري القديم في مدينة طيبة، الفنون بجميع أشكالها، وكيف كان متفردًا في جميع الفنون، الرسم، والنحت، والرقص، والموسيقى، ما يجذب إليها السياح من شتى بقاع العالم، لمشاهدة الحضارة التي سبقت العالم في الفنون، ما دفع منظمي مهرجاني السينما الإفريقية والأوروبية إلى إقامة مهرجانيهما في كل الدورات وسط كنوزها الأثرية، إلا أن هذه المدينة بكل تاريخها الفني الممتد لأكثر من 7 آلاف عام، وبكل مقوماتها تلك بلا أية دور للسينما.
ووفق ما نشر موقع أخبارك أنه وقبل نحو 10 سنوات أزالت سلطات المحافظة آخر دور للسينما “سينما آمون” بشارع المحطة، ضمن أعمال التطوير التي كانت تجري بالمحافظة لتوسعة الشوارع والميادين على أمل أن يقام بدلًا منها دورًا حديثة، وضخمة إلا أن اندلاع ثورة 25 يناير، أوقف المشروع، فأعيق الحلم الذي راود أبناء المدينة وزوّارها الباحثين عن الفن والبهجة والمتعة.
شهدت الأقصر عام 1957 افتتاح أوّل دور للسينما بها، وكان اسمها “سينما دريقة” نسبة إلى صاحبها الذي كان يمتلك أيضًا “سينما آمون” اللاحقة لها، هكذا قال محمود فهمي، أحد المهتمين بتاريخ الأقصر، لــ”مصراوي”.
وأسهب “فهمي” “لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كانت توجد سينما في فندق الأقصر، كانت مخصصة للزوّار الأجانب، وكبار الموظفين بالمحافظة، إلى جانب السينمات العشبية في شوارع المنشية، وقصر الثقافة، والندى لاند، إضافًة إلى مدينتي أرمنت وإسنا، حيث كانتا تضمّان عددًا من دور السينما كلها، لكنها أغلقت فيما بعد.
وفي عام 2012 عندما انطلقت أوّل دورة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، والتي لحقها في نفس العام انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، علّق أهالي الأقصر آمالًا كبيرة في أن يُعيد المهرجانَين للأقصر زخمها السينمائي، وأن يُعاد فتح دورها التي أغلقت خلال العقود الماضية إلا أن ذلك لم يتحقق، واقتصر الزخم السينمائي على أيام عروض أفلام المهرجان، وظلّت الأقصر، بلا دور للسينما، رغم مرور سبع دورات على مهرجانها للسينما الإفريقية.
فيما قال أحمد عبدالجواد، مرشد سياحي، وأحد أبناء الأقصر “لا أحد يصدق أن الأقصر المدينة التي يعشقها السيّاح، والتي يقام بها مهرجانين للسينما لا يوجد بها قاعات للسينما، رغم أنه معروف في العالم أجمع أن السينما هي وسيلة الترفيه الأولى، والتي يجب أن توجد دورها في أي مدينة سياحية”.