سوليوود «وكالات»
حماس كبير لاقته المخرجة السودانية مروة زين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (20- 29 نوفمبر/تشرين الثاني) في أعقاب عرض فيلمها الوثائقي الطويل الأول “خرطوم أوفسايد”، وهو الفيلم الفائز بجائزة العمل الأول في مهرجان أيام قرطاج السينمائية الأخير، وذلك كما جاء في العين الإخبارية.
ويتناول الفيلم فريق كرة القدم النسائي في السودان، الذي يواجه العديد من المواقف الصعبة ليس فقط على المستوى الاجتماعي ولكن أيضا التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة، ويحلم بتمثيل بلاده في كأس العالم للسيدات.
ويعد الفيلم التجربة الإخراجية الطويلة الأولى للمخرجة مروة زين، التي صنعت عددا من الأفلام القصيرة خلال السنوات الماضية منها: “رندة” و”اللعبة” و”الثقافة للجميع”.
وفي حوار لها قالت زين إنها ولدت في السعودية وقضت طفولتها هناك، كما عاشت معظم حياتها في العاصمة المصرية القاهرة، لكنها سودانية الهوى بحكم الجنسية والانتماء.
بداية، ماذا تدرسين؟
درست الهندسة الكيميائية في القاهرة ثم سحبت ملفي في السنة الثالثة وقدّمته إلى معهد السينما، وبعد التخرج كنت محظوظة بالعمل مع المخرجين داوود عبدالسيد وخيري بشارة وهالة خليل.
واستفدت كثيراً وعرفت أن السينما صناعة ومسؤولية بالإضافة إلى الموهبة، وهي تحتاج قوة وصلابة وتواضع لسماع كل من حولك والاستفادة منهم لبناء عمل جماعي ناجح.
ما الذي دفعك للتفكير في “خرطوم أوفسايد”؟
كنت أقيم في القاهرة حين فوجئت بصديقتي المنتجة تغريد عويضة تطلب مني إخراج عمل مدته 5 دقائق عن فريق كرة القدم النسائي في السودان، ولم أكن أعلم بوجود هذا الفريق.
سافرت إلى السودان واكتشفت أنه من المستحيل تقديم فيلم مدته 5 دقائق عن هذا الفريق، ووجدت أنّها فرصة للحكي عن وطن كامل في هذا الفيلم.
استغرق التصوير مع عضوات الفريق نحو شهر دون توقف للتعرف عليهن عن قرب، لكن المشكلة كانت تكمن في كيفية إنتاج الفيلم، ومَن الذي سيتحمس لتحمل هذه التكلفة أو يتحمس للعمل.
وكيف انتهت المشكلة؟
الصعوبات كانت كثيرة بدءاً من البحث عن دعم للفيلم وتأسيس شركة إنتاج في السودان واستخراج تصاريح التصوير، وبعد مونتاج المادة المصورة تحدثت مع المونتير المصري محمد عماد رزق وناقشته في المشكلة التي واجهناها، وبدأنا في البحث عن إنتاج دولي وساعدتني في هذه المسألة المنتجة الفرنسية المصرية جيهان الطاهري، واستغرقت الرحلة للإنتاج والتصوير حوالي 4 سنوات.
اهتمامك بالمرأة بدأ مبكراً في أفلامك، هل هذا مقصود؟
أنا أهتم بالمرأة والعدالة والمساواة الحرية وظهر هذا في أول أفلامي “لعبة” وهو فيلم التخرج، ثم “أسبوع ويومين” مع ياسمين رئيس وعمرو صالح، و”راندا شعث” عن المصورة الفلسطينية، فأنا مهمومة بتقديم أفلام تعبر عني وتكون صادقة.
ما حلمك الذي لم يتحقق بعد؟
أحلم بتقديم فيلم بين مصر والسودان ويكون بشكل أساسي عن النوبة التي هي أصل أهلي، فأمي وأبي من دنقلة، وهي في شمال السودان وقريبة إلى مصر، وهذه المنطقة ظُلِمت كثيراً رغم أصالتها الكبيرة.
ما مشروعك الحالي؟
بدأت في توثيق شهادات حية من الثورة السودانية، وأستعد لمناقشة رسالة الماجستير في ألمانيا عن الفنون البصرية السمعية.
هل ترين أنَّ الثورة السودانية بداية عهد جديد للانفتاح الفني؟
فخورة جداً وممتنة لتضحيات شعبنا السوداني على مدار التاريخ، فبعد رحلة إفقار وتهميش وعقوبات دولية غير مفهومة، هناك ثورة عظيمة حدثت في ديسمبر/كانون الأول، والشعب السوداني المثقف والمبدع يستحق أن يكون لديه ازدهار حضاري كما كان في الماضي، والمسألة تحتاج لصبر واستمرارية وأنا متفائلة تماماً.