سوليوود «القاهرة»
فيلم «بغداد فى خيالى»، الذى تم عرضه فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، يتناول المحرمات الثلاثة المتعلقة بـ«الدين والجنس والسياسة»، من خلال أبطال العمل، وهم: شاعر يؤنبه ضميره منذ سنوات لخيانته أخاه الذى توفى تحت تأثير التعذيب، وابن شقيقه المتطرف، وشاب يعانى من المثلية الجنسية، وامرأة تخفى ديانتها فى المجتمع الإنجليزى خوفاً من زوجها السابق، ويجمع الأبطال «مقهى أبونواس» الذى يشهد تصاعد الأحداث، وذلك كما ورد في الوطن المصرية.
الفنان العراقى هيثم عبدالرزاق، بطل الفيلم، قال لـ«الوطن» إنه من عشاق القاهرة، ودائماً ما كان يأتى ممثلاً للمسرح، ولكنها المرة الأولى له التى يشارك فيها كممثل سينمائى، واصفاً إياها بالشرف العظيم.
وأوضح «عبدالرزاق» أن ندرة الإنتاج و«قلة» التمويل من التحديات التى تواجه السينما العراقية، وتواجه صناعة الأفلام عموماً، الأمر الذى يتطلب التدخل لحل هذه الإشكالية، باعتبار الفن معبراً رئيسياً عن هوية البلد الذى ينتمى إليه اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً: «لا يوجد لدينا إنتاج سينمائى فى العراق إلا القليل، أحياناً يصل الأمر لإنتاج فيلم كل 10 أعوام».
وعبّر عن سعادته لمشاركة فيلم «بغداد فى خيالى» بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، «سبق لى مشاركتى فى مهرجان القاهرة ولكن فيما يخص المسرح، وكان لى عروض به، وفى عام 2004 أخذ عرض مسرحى متكامل الجائزة بالقاهرة، وجرى عرض مسرحيات كثيرة شاركت بها بالقاهرة، ولذلك عندما أخبرونى عن مشاركة الفيلم بـ«القاهرة السينمائى» شعرت بسعادة غير طبيعية، وهذه ليست أول زيارة لى للقاهرة لعرض مسرحياتى، وبالتالى هذا شعور طيب بالنسبة لى أن أشارك بعمل سينمائى للمرة الأولى، وهذا شرف كبير لأنى من عشاق القاهرة».
وقال «عبدالرزاق» إن مشاركة «بغداد فى خيالى» فى المهرجان خطوة جيدة لصالح السينما العراقية بوجه عام، «وأتمنى أن يكون هذا الفيلم نموذجاً، خصوصاً للشباب العراقيين العاملين فى صناعة السينما، الذين يتمتعون بالتحدى والحماس لتقديم أفلام رائعة».
وأشار إلى أن فيلم «بغداد فى خيالى» قام به ممثلون محترفون، وشباب جدد، سواء أجانب أو مغتربون، وممثل إيرانى مولود فى لندن وتعلّم خلال الفيلم اللهجة العراقية، وكانت اللغة من بين التحديات التى واجهتنا، و«أنا قمت بالإعادة كثيراً بسبب طريقة نطق اللغة الإنجليزية»، متابعاً: الفيلم تناول التابوهات أو المحرمات التى «تكبس» عقولنا، وهى المتعلقة بـ«الدين، الجنس، السياسة»، والملفات المسكوت عنها.
وأوضح «عبدالرزاق» أنه تم تصوير أحداث الفيلم فى إنجلترا وألمانيا وسويسرا والعراق، مضيفاً: السينما والفن بشكل عام يجلس على ثلاثة أعمدة بها التابوهات الثلاثة أيضاً، والفيلم حاول أن يفكك هذه التابوهات للحديث عنها وتقبُّلها لتفادى الكوارث المجتمعية، علينا أن نفتح «الأبواب» المغلقة، والفن فى المقام الأول بمثابة تحد، ويجب ألا نخاف منه لمجرد أنه يتناول أموراً شديدة الصعوبة، يجب ألا نرجم من يملك أفكاراً حرة بـ«الحصى».
وعن دوره فى الفيلم، والذى جسّد من خلاله شاعراً مناهضاً للتطرف ويميل للحرية، قال «عبدالرزاق» إن العراق فى جذوره مجتمع مدنى، منذ الصغر كنا نرى الحياة المدنية فى العراق، لكن دخول التابوهات والمحرمات علينا يُعد طارئاً جديداً، لذلك الشباب انتفضوا لرفض هذا الأمر لأنهم تربوا فى بيوت تميل للحياة المدنية من الأساس، ورفض أن يتحول الدين لسياسة، هذا أمر لم يمر فى تاريخ العراق، وبالتالى يقفون ويتحدون لرفض ذلك.
وفيما يخص الاختلاف بين تجربته العريقة فى المسرح وتجربته السينمائية الحالية، قال: تجربتى فى المسرح قديمة جداً وكذلك التليفزيون، لدىّ مسلسلات فى بغداد كثيرة، ولكن فى السينما تجربتى ليست بحجم المسرح أبداً، وأنا أستاذ جامعى أدرّس التمثيل والإخراج فى جامعة بغداد «كلية الفنون الجميلة».