سوليوود «خاص»
بالأمس القريب كان صناع السينما والممثلون في مواجهة النقاد الفنيين، ولكن اليوم أصبحوا في مواجهة ملايين النقاد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تحولت إلى أداة قوية للقياس وسلاح فاعل في نشر المعلومات والتأثير على الرأي العام، وحازت اهتمام كافة المواطنين والمشاهير وصناع القرار.
وأثَّرت وسائل التواصل بشكل كبير في مجال صناعة الأفلام كأداة للترويج والنشر ومعرفة تفاصيل الأعمال، وقياس مدى إعجاب المشاهدين وآرائهم الخاصة، وسلبيات ومميزات الأفلام المطروحة بدور العرض، وأيضًا التعليق والتحليل للمهرجانات المحلية والعالمية.
ولكل وسيلة للتواصل والترويج عيوب، فهناك من ينشر الشائعات التي تملأ الوسط الفني، والتعليق من دون دراسة، ومع الوقت تحول المواطنون إلى متخصصين وخبراء ومحللين ونقاد، البعض له آراء صحيحة والآخر خاطئة، يتهمون دون بينة، ويحللون فيلمًا دون مشاهدته، ولكن ما زالت ردود أفعال مستخدمي مواقع التواصل على أولوية نقاش البرامج الفنية المتخصصة والمشاهير وأداء قياس للمواطن العادي لتكوين رأي حول أي عمل فني جديد.
أداة لنشر الفنون
ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على ظهور جيل جديد من السينمائيين نظرًا لانتشارها الواسع وعدم حاجتها لتكاليف مالية كبيرة لإنتاج وعرض الأفلام القصيرة وغيرها من الأعمال. فظهر العديد من المواهب الفنية على مواقع التواصل، وأصبحت أيضًا وسيلة لنشر السيرة الذاتية لموهوبين في التمثيل والإخراج والتصوير، وشاهدنا في الفترة الأخيرة أعمالاً سينمائية استعانت بمشاهير “وسائل التواصل الاجتماعي”.
أداة للترويج والتسويق
استخدم الممثلون والمخرجون وشركات الإنتاج، مواقع التواصل للترويج لأعمالهم الفنية، ونشر صور الشخصيات التي يؤدونها وأخبار الأعمال الفنية، ودشَّنت أقسام التسويق في شركات الإنتاج حسابات وصفحات للترويج للأفلام السينمائية بعرض مشاهد من الأفلام أو كواليس الأعمال الفنية بشكل دوري، وأيضًا يتم استخدمتها كوسيلة للرد والتعقيب على الآراء السائدة حول هذه الأعمال.
“ترموميتر” لقياس النجاح
الوسيلة الأسرع والأسهل للمعرفة هي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية موجودة طوال الوقت بالقرب من المواطنين، واليوم لا يذهب أي شخص لمشاهدة فيلم قبل القراءة عنه ومعرفة آراء بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان يتحول الجدل المثار حول بعض الأعمال دافعًا لاتخاذ قرار بمشاهدة الفيلم وبالتالي زيادة الإقبال عليه.
أداة لجمع المعلومات
لاقت مواقع التواصل اهتمامًا كبير لدى مشاهير الفن وصناع الأفلام، ويستخدمها أغلبهم اليوم لنشر كل جديد عن أعمالهم وآرائهم حول الأفلام المحلية والعالمية، وينشرون صورهم وأخبارهم للـ”فانز” أو المعجبين، مما دفع العديد من مستخدمي مواقع التواصل للتعقيب على الأخبار ومشاركتها ومتابعة النجوم والتفاعل مع الأحداث.
في الوقت نفسه خصصت البرامج الفنية فقرات لمتابعة الأخبار المتصدرة وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح في كل موقع إخباري وصحيفة قسم يتابع عن قرب كل جملة يحررها مشاهير الفن على “وسائل التواصل الاجتماعي” ونقل آراء الجمهور وتقييمهم للأفلام بشكل عام.
نقاد فنيون
لا شك في أن الاهتمام الكبير الذي نالته مواقع التواصل الاجتماعي من كافة الأوساط الفنية، أعطى مستخدمي هذه المواقع قوة وفاعلية، فيمكن تداول الأخبار الإيجابية حول فيلم يجعله في الصدارة، وتناول الأخبار السلبية يدفع آخر للخروج من المنافسة ويغلق شبابيك التذاكر. ولا شك في أن هذه المنصات تقدم وجبات فنية وثقافية مختلفة من كل دول العالم، وأصبح لدى أغلب المواطنين خلفية معلوماتية تمكنهم من تقييم الأعمال السينمائية وتدفعهم للمقارنة والتحليل والتعليق والنقد.
سلاح السخرية
” الكوميك” هو أحد أبرز خصائص مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما يتم تناوله في التعليق على المهرجانات السينمائية، خاصة مع إطلالات النجوم وطريقة إدارتهم للحوارات الفنية. ويُستخدم أيضًا في نشر “الأفيهات” والجمل المأثورة في الأفلام، مما يُبقي عليها في ذاكرة المشاهدين لسنوات ويرفع من قدر الأفلام وفاعلية تسويقها وإعادة عرضها بالقنوات الفضائية.
مواقع التواصل سلاح ذو حدين
لا أحد في المجال الفني يستطيع الاستغناء عن تأثير “وسائل التواصل الاجتماعي” الإيجابي، ولا أحد أيضًا آمن من غدرها، وكأن هناك ملايين العيون تتابع عن كثب كل حركة أو كلمة للممثلين ليفتحوا عليها نيران “الرتويت” و”الشير” ويصنعون بالصورة ألف صورة كمادة قابلة للتداول والتعليق والتحليل، يرفعون أسهم فنانين ويعلقون المشانق لآخرين.