سوليوود «القاهرة»
أنهى الموت دراما حياة الممثل المصري الشاب هيثم أحمد زكي، الذي عاش حياة مليئة بالفقد والحرمان، حتى مات وحيداً داخل منزله بمدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، أمس، إثر إصابته بهبوط حادّ في الدورة الدموية، وذلك كما ورد في الشرق الأوسط.
وسيطرت أجواء الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، أمس، إذ نعاه الآلاف من متابعي هذه المواقع، وربط عدد كبير منهم بين ظروف وفاته ورحيل والدته الفنانة هالة فؤاد، في سن الـ35، عام 1993.
وعبّروا عن تعاطفهم مع الممثل الراحل، الذي يرى مقربون منه أنه أمضى حياة صعبة فقد فيها كثيراً من أفراد أسرته على مدار سنوات عمره القصيرة، حتى لحق بوالده «الإمبراطور» الفنان المصري الراحل أحمد زكي. لينهي الموت بذلك قصة آخر أضلاع مثلث أسرة أحمد زكي الفنية التي رحل أفرادها في ربيع العمر.
وفاة هيثم زكي المفاجئة جددت أحزان الوسط الفني وذكّرتهم برحيل والديه، بعد مشواره الفني القصير الذي اجتهد فيه للخروج من ظل أبيه، وحقق رصيداً هائلاً من حب الناس والزملاء.
ووفق الفنانة المصرية ناهد السباعي، فإن هيثم كان يخشى من الموت وحيداً داخل منزله: «أنا خايف أموت لوحدي في البيت ومحدش يحس بيا، وحاسس إني هموت صغير». وتحقق بالفعل ما تنبأ به الممثل الشاب.
وعبّر عدد كبير من الفنانين المصريين، أمس، عن حزنهم وصدمتهم الكبيرة بعد إعلان خبر وفاة «البلياتشو»، ونعوه عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة. وكتب الفنان أحمد السقا على حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»: «البقاء لله، ربنا يرحمك يا هيثم ويسامحك ويغفر لك، كنت أجدع وأطيب الناس… ادعوا له بالرحمة».
ونعاه الفنان أحمد صلاح حسني، عبر حسابه على «تويتر»، بالقول: «الكلام لن يعطيه حقه… تعب كثيراً في حياته، فقد أباه وأمه وهو صغير، وعاش وحيداً في الدنيا، والآن عاد إليهما». بينما كتب المخرج عمرو عرفة عبر حسابه على موقع «تويتر»: «والدته توفيت وعمره نحو 9 سنوات، جده وجدته تكفلا بتربيته، ورحلا واحداً تلو الآخر، وعمره 14 سنة، خاله هشام فؤاد تكفل به، ثم تُوفي وعمر هيثم 16 سنة، والده تكفل به ثم تُوفي وعمر هيثم 21 سنة… حبيبي يا هيثم (يا رب تكونوا سوا مع بعض في جنة الخلد)».
وعثرت السلطات المصرية، فجر أمس (الخميس)، على هيثم أحمد زكي بمنزله ميتاً، وطالبت بتشريح جثمانه لتحديد الأسباب النهائية للوفاة، رغم إشارة التقارير المبدئية إلى وفاته نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
الفنان الشاب الذي تعرّض لانتقادات شديدة في بداية مشواره الفني الذي بدأه بفيلم «حليم»، عام 2005، والذي أكمل من خلاله مشوار والده الذي باغته الموت، أثناء تصوير الفيلم، لم ييأس، وواصل تحقيق حلمه، وطلب من الجمهور عدم المقارنة بينه وبين والده.
ورغم فشله في تحقيق إيرادات كبيرة، عبر فيلم «البلياتشو»، أول بطولة سينمائية مطلقة له، فإنه ظل يبحث عن اكتشاف نفسه، حتى برع في أداء أدوار درامية مميزة في عدد من المسلسلات المصرية في السنوات الأخيرة، حقق من خلالها شهرة لافتة، وأثبت أنه يمتلك موهبة حقيقية مكّنته من البقاء في زخم المشهد الفني، وشارك الراحل في كثير من الأعمال السينمائية، من بينها «البلياتشو»، و«كف القمر»، و«سكّر مر»، و«الكنز»، وفي التلفزيون شارك في «الصفعة»، و«دوران شبرا»، و«السبع وصايا»، و«أستاذ ورئيس قسم»، و«كلبش». لم يكن الفنان الشاب الراحل متشوقاً للنجومية على غرار أبناء جيله الذين سبقوه في أدوار البطولة المطلقة، لأنه، بحسب وصفه في حوارات صحافية سابقة «تشبع بالنجومية، لأنه نجل الفنان الكبير أحمد زكي»، قائلاً: «عندما يراني الناس في أي مكان يحدثونني عن والدي أحمد زكي، لذلك أرى أن تشبعي بالنجومية هو عيبي الوحيد؛ فعندما يكون والدك أحمد زكي، فهذا تحدّ كبير بالطبع (هاعمل إيه أكثر من اللي عمله؟!)»، وكان يرى أن مقارنته بوالده، ظلم كبير له.