سوليوود (برمنجهام)
تزامنًا مع زيارة ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، للمملكة المتحدة أقام النادي السعودي في برمنجهام بالتعاون مع الهيئة العامة للثقافة معرض اليوم الثقافي السعودي بجامعة برمنجهام البريطانية، الذي تم من خلاله تعريف المجتمع البريطاني وبقية الطلبة من مختلف الجنسيات بالثقافة السعودية.
وتم عرض خمسة أفلام قصيرة، جميعها أُنتجت وأُخرجت من شباب وشابات سعوديين، وتم تصويرها داخل السعودية وفق ما نشرته صحيفة سبق الإلكترونية.
ومبادرة من المبتعثين عبدالله الحميدان وعبدالله العساكر وعبدالهادي الدوسري تم التعريف بالسعودية ورؤية ٢٠٣٠ من خلال توزيع بعض البروشورات والكتيبات، وتعليق بعض اللوحات التعريفية بالجامعة.
وأكد رئيس النادي السعودي في برمنجهام سلمان العوفي، طالب الدكتوراه في التقنية الحيوية بجامعة برمنجهام، أن مثل هذه الأعمال والعروض الفنية لها أهمية ثقافية كبيرة، ولاسيما في بلد الابتعاث؛ إذ تُظهر مدى بساطة وتسامح الثقافة السعودية، وكذلك تعكس صورة إيجابية عن رؤيتنا الشابة الطموح (رؤية ٢٠٣٠).
وأضاف: لا شك أن هذه الأعمال السينمائية تظهر الواقع السعودي بحضارته وثقافته الراقية، وأيضًا تسهم في عرض بعض المشاكل والأحداث المجتمعية التي نعيشها، وكيف يمكن لنا أن نتعامل معها تحقيقًا للوحدة الوطنية، والقضاء على التعصبات الفكرية وغيرها من الاختلافات التي تؤخر عجلة النمو والتطور، ولا تعود إلا بالخسارة والفُرقة.
وأضاف صقر الحربي، طالب الدكتوراه في تخصص طب الطوارئ بجامعة برمنجهام، بأنه منذ لحظة وصول ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، إلى المملكة المتحدة اجتاحت المبتعثين فرحة غامرة، وكأن الوطن جاء إليهم حيث غربتهم.
وأوضح أن عروض الأفلام السعودية عرّفت الشارع البريطاني بالمخزون الثقافي السعودي من خلال إظهار الإرث الثقافي والاجتماعي لدى السعوديين، بخلاف ما هو ذائع في إعلامهم الذي يعتبر المصدر الأول لكثير من الشعب البريطاني. فلا شك في أن هذه الزيارة من سمو ولي العهد تأتي تحقيقًا لرؤيته الطموحة ٢٠٣٠، التي تهدف إلى مد جسور التواصل على مستوى الشعوب كما هو على مستوى الحكومات.
أما فرحان الظفيري طالب الدكتوراه في الدراسات الشرق أوسطية بجامعة برمنجهام فيقول: يزداد الطالب المبتعث اجتهادًا وتحصيلاً حينما يجد اهتمامًا من قِبل قيادته به، فما بالكم حينما يشاهد ذلك أمام عينيه في بلد الابتعاث؟! وأعني بذلك ما قامت به حكومتنا الرشيدة مؤخرًا متمثلة برؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد؛ إذ كان للشباب بنوعيه الذكور والإناث النصيب الأكبر من هذا الحرص والتشجيع، متمثلاً بالملحقية الثقافية البريطانية. ومن هذا المنطلق ما قام به النادي السعودي في مدينة برمنجهام ترجم بعض أهداف رؤية الأمير محمد بن سلمان إلى أرض الواقع في محيط وصرح علمي كجامعة برمنجهام؛ إذ قام بالأمس بترتيب العروض السينمائية التي نالت الإعجاب وحضورًا طلابيًّا من جنسيات مختلفة قبل إعجابنا نحن أبناء هذا الوطن العظيم. فإن دل هذا فإنما يدل على الجهد الإعلامي الكبير الذي سبق هذا العرض من كوكبة النادي السعودي. فنحن المبتعثين في بلاد الابتعاث نشكر حرص حكومتنا على وقوفها الذي لا ينقطع دائمًا بجانبنا، سواء كنا في الداخل أو الخارج، ودعمها من خلال قنواتها العلمية كالملحقية مترجمة ذلك الحرص من خلال أنديتها الطلابية التي أرى أن لا غنى للطلاب عنها؛ فهي شريان حياتهم في بلاد الابتعاث.
وأشار طالب الدكتوراه في الهندسة المدنية بجامعة برمنجهام المهندس سميح العرابي إلى أن يوم الأفلام السعودي في جامعة برمنجهام لم يكن يومًا عاديًّا؛ إذ إنه يوم اجتمعت فيه الصورة المعبرة والقصة الدرامية الراقية التي بكل فخر هي صناعة سعودية، تعكس الثقافة السعودية والإنسان السعودي المبدع. كان فرصة لنثبت للعالم أن الإنسان السعودي طموح مبدع مثقف، خلفه قيادة حكيمة تشجعه، وتغرس فيه الطموح والأمل.. الأمل والطموح الذي ترسم خطة 2030 معالمه. هذه الخطة التي سوف تجعل المملكة العربية السعودية – بإذن الله – بلدًا يشع بالتطور والإبداع الذي يتكامل مع البُعد الثقافي العريق والأخلاق والقيم السعودية النبيلة.
كما أضاف مناع الوادعي، باحث الدكتوراه في تلوث الهواء بجامعة برمنجهام، بأن جميع هذه الأفلام التي تم عرضها عكست جزءًا مهمًّا من الواقع السعودي الجميل، وحقيقة السعوديين وواقع حياتهم لمختلف الجنسيات.. وإن ردود الأفعال من الحضور كانت إيجابية جدًّا بل إن بعضهم أبدى رغبة قوية في زيارة المملكة العربية السعودية، ويتطلعون للتعرف أكثر على المجتمع السعودي، وأخذ صورة حقيقية بخلاف ما يتم نقله من بعض وسائل الإعلام.
وأشار المخرج السعودي وطالب الدكتوراه في الأفلام والكتابة الإبداعية بجامعة برمنجهام محمد العوبثاني إلى أن السينما أداة ثقافية وترفيهية، تساهم في نقل صورة مشرقة عن روح المجتمعات؛ إذ تلعب دورًا أساسيًّا في تشكيل ثقافة مجتمع معين، والتأثير عليه بطريقة أو بأخرى. وفي الحقيقة سئمنا مشاهدة قصصنا التي تجسد واقعنا العربي، وتحكي من وجهات نظر سينمائية غربية؛ فقد حان الوقت لنسرد قصصنا بأنفسنا، ونفتح نافذة وجسر تواصل مع دول العالم؛ لنروي الثقافة السعودية الحقيقية التي غابت سنين من منظورنا السينمائي بفلسفتنا وبممثلينا ومنتجينا. إن السماح بافتتاح دور سينما في المملكة العربية السعودية يأتي انطلاقًا من رؤية السعودية 2030؛ إذ إن السينما ستكون إحدى القنوات التي ترسم المحتوى والمضمون، وإحدى القنوات الاقتصادية الثقافية التي ستعكس صورة المملكة العربية السعودية للعالم. ومن خلال هذا التحول التي تشهده السعودية اقتصاديًّا وثقافيًّا وحتى سياسيًّا ستساهم السينما في رسم ملامح هذا التحول، وستكون إحدى أدوات النهضة الثقافية.
ستشهد الحركة السينمائية السعودية انتعاشًا كبيرًا مع عودة الطلاب المبتعثين السعوديين في الخارج لدراسة السينما، الذين سيعودون محملين بالخبرات والمهارات، إلى جانب مجموعة من المخرجين الموهوبين الذين سيساهمون في خلق صناعة سينما سعودية في المستقبل القريب.