سوليوود «الشارقة»
في 3 دقائق؛ تنهمك الشخصية الرئيسية للفيلم في إرسال واستقبال الرسائل عبر هاتف ذكي، تسير على طول الطريق في خط مُستقيم وكأنها جزء من لعبة إلكترونية، تُضيء شاشة الهاتف وجهها، إلا أنها سرعان ما تتعرض لحادث سيارة رجوعًا لعدم انتباهها للطريق، فينتهي بها الحال إلى سرير مستشفى تتلقى أيضا رسائل المواساة عبر الهاتف الذكي، إلا أن الجميع ينفض من حولها لدى إنتهاء بطارية الهاتف، فتحال إلى قبر شاهده الهاتف ذاته، وذلك كما جاء في المصري اليوم.
هذه هي أحداث فيلم «لا أرى لا أسمع لا أتكلم»، الذي يشارك حاليا في مهرجان الشارقة لسينما الأطفال والشباب، من إخراج الطالب المصري بالمعهد العالي للسينما «مصطفى جاد»، الذي قدم العمل كمشروع تخرجه بعد أن أمضى 3 أشهر من العمل المكثف منفردًا.
وفقًا لـ«جاد»؛ لم تكن فكرة المشروع هي وسائل التواصل الاجتماعي، بل ود في البداية لو يتحدث فيلمه عن وسائل الإعلام عامة، وما تقدمه من محتويات مزيفة، إلا أن الفكرة تبلورت لاحقًا لتناقش الآثار الاجتماعية لمواقع التواصل الاجتماعية. ويتابع: «على نهاية المشروع الفكرة تمحورت أكتر في السوشيال ميديا، وماكنتش أقصد فايسبوك أو حاجة معينة، كنت أقصد بشكل عام.. والسوشيال ميديا مخيفة في حال استخدامها بغير الطريقة الصحيحة، لأنها بتحددك جوة قالب وأغلب علاقاتها غير حقيقية، آلاف المتابعين لكن في الحقيقة أنت متعرفهمش مالمستهمش».
عبر فيلمه القصير، يحاول «جاد» التعبير عما تفرضه مواقع التواصل الاجتماعية على المستخدمين من عزلة عن العالم الخارجي والتفاعل الإنساني الحقيقي، فمن وجهة نظره تخلق مواقع التواصل الاجتماعي قرى صغيرة من المستخدمين، إلا أنه بمجرد خروجك من الموقع تخرج من دائرة الأصدقاء. يستطرد: «يوجد مصطلح يسمى Off life أو (برة الحياة)، طالما أنت off line تبقى برة الحياة كلها مالكش أثر، وأظن كدا الإنسان مش بيأدي دوره في الحياة، كل واحد الفروض يكون له ذكرى».
يطمح المخرج الشاب في الحصول على جائزة المهرجان عن أفضل فيلم من صنع الطلبة، إلا أنه يطمح كذلك أن يتكرر الحدث السينمائي ذاته على أراض مصرية، كما يؤكد أنه حصل على الدعم والتقدير من أساتذته يالمعهد العالي للسينما خاصة الدكتورة ليلى فخري، المشرفة مشروعه ورئيس قسم الرسوم المتحركة، التي دعمت مشروعه وهنأته على الترشح لجائزة المهرجان.