سوليوود «القاهرة»
على مدار أكثر من 100 عام، قدمت السينما المصرية مختلف الحكايات والموضوعات، ومن بينها كان المرض النفسي، الذي تعددت زوايا تناوله من عمل لآخر. في هذا المقال، نرصد لكم بعض أنواع المرض النفسي، وكيف تم تجسيدها في السينما المصرية.
المرض النفسي بصبغة كوميدية:
تناولت السينما المصرية بعض حالات المرض النفسي، من منظور كوميدي، كالشخصية التي لعبها الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم في فيلم “مطاردة غرامية“، إذ ظهر في دور الرجل المُغرم بأقدام النساء وأحذيتهن، وهو مرض نفسي يُعرف بـ”فيتشية القدم أو Foot fetishism“ويبدأ ظهور هذه الحالة منذ الطفولة، إذ يظهر على الطفل ولع اللعب في قدميه وأقدام المحيطين به، وما يقابلها من استنكار المجتمع لها.
وقدّم الفنان فؤاد المهندس دوراً كوميدياً كذلك في فيلم “سفاح النساء“، إذ كان يقوم بقتل ضحاياه من النساء، وتحويلهن لعرائس شمعية، لولعه باللعب بالعرائس.
ونجد أيضاً تجسيداً لعدد من الأمراض النفسية، كالفوبيا، وهوس السرقة أو الـKleptomania في فيلم “عصابة الدكتور عمر” الذي تشارك في بطولته كل من مصطفى قمر وياسمين عبد العزيز.
ولكن بخلاف هذه الأعمال وغيرها، هناك مجموعة من الأفلام التي تناولت المرض النفسي بمزيد من الوضوح، وبيّنت انعكاساته على حياة المريض وعلى المحيطين به، ونبّهت -وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة”، على ضرورة الانتباه للأعراض، وأهمية العلاج، وكيفية التعامل مع المريض:
جنون العظمة في فيلم “زوجة رجل مهم”:
أجاد الفنان الراحل أحمد زكي تقديم شخصية الضابط، الذي يصاب بمرض جنون العظمة أو Megalomania، بعد خروجه من الخدمة، وإصراره على الإعتقاد بأنه ما يزال يملك السلطة والنفوذ، وأن على من حوله أن يقوموا بالمبالغة في احترامه وإظهار التقدير له بناءً على ذلك.
وتتطور حالة الضابط “هشام”، لتنتهي به بقتل والد زوجته، التي لعبت دورها الفنانة ميرفت أمين، ومن ثم الانتحار.
الهلاوس في فيلم “آسف على الإزعاج”:
جسّد فيلم “آسف على الإزعاج” والذي قام ببطولته الفنان أحمد حلمي، إصابة البطل بهلاوس سمعية وبصرية، وكذلك جنون الإرتياب أو الـParanoia، وفيه يؤمن المريض بتعرضه للمؤامرة والاضطهاد، ويتعامل مع المحيطين به على هذا الأساس.
وأشار الفيلم إلى أن سبب إصابته بالمرض، هو تعرضه لصدمة كبيرة لم يستطع تجاوزها بعد وفاة والده، وأشار إلى أهمية ضرورة تلقي العلاج النفسي، واستخدام الدواء المناسب لتجاوز هذه الأزمة.
فاتن حمامة مصابة بفقدان الذاكرة في فيلم “الليلة الأخيرة”:
قدمت الفنانة فاتن حمامة في فيلم “الليلة الأخيرة“، دور نادية، التي تمر بحالة فقدان ذاكرة بعد الصدمة، أو Post-traumatic Amnesia، إذ تفقد ذاكرتها بعد تعرض منزل عائلتها للقصف، ويستغل زوج أختها هذه الحالة، لتكون محل زوجته التي توفيت في القصف.
وحين تشعر نادية بشيء غريب، تستعين بطبيب نفسي، قام بدوره الفنان أحمد مظهر، لتجاوز هذه الأزمة، واسترجاع ذكرياتها الخاصة.
“الفيل الأزرق” الأحدث:
تناول فيلم “الفيل الأزرق” بجزأيه، المرض النفسي بصورة اعترض عليها بعض الأطباء النفسيين، إذ أرجع بعض الإصابات والحالات النفسية -خاصة في الجزء الثاني- لأسباب خارقة للعاده كمسّ الجن مثلاً.
إلا أنه تناول بعض الأمراض النفسية المتعارف عليها أيضاً، مثل الاضطراب ثنائي القطب أو Bipolar disorder، والذي يتسبب في تقلّبات المزاج بين الفرح الهيستيري، والإكتئاب الشديد، واضطراب الشخصية الحدّية الذي يتسبب في تقلّبات سلوكية حادة لمن يعانيه.
وتطول قائمة الأفلام التي تناولت المرض النفسي في السينما المصرية مثل أفلام “السراب” و”خللي بالك من عقلك” و”زهايمر” وغيرهم الكثير.