سوليوود «الغردقة»
لعلها صحوة جديدة للسينما السودانية تدفع بها إلى الأمام عبر مخرجين واعدين يصرون على تقديم أفلامهم دون تنازلات ما ساهم في نجاحهم بشكل لافت أخيراً بالمهرجانات العالمية الكبرى. وفي الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي المنعقد حالياً في مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة)، يبدو الاحتفاء واضحاً بالسينما السودانية، إذ يشارك فيلم «حديث الأشجار» في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، بينما يشارك فيلم «ستموت في العشرين» في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، في عودة قوية للسينما السودانية، وقد توجت مجلة «فارايتي» الأميركية أول من أمس، المخرج صهيب قسم الباري، بجائزة أفضل مخرج عربي لهذا العام عن فيلمه الوثائقي «حديث الأشجار» وهي الجائزة التي اقترنت بمهرجان الجونة منذ دورته الأولى، وكان قد حصل عليها المخرج اللبناني زياد دويري عن فيلمه «القضية 23» كما فاز بها العام الماضي المخرج المصري أبو بكر شوقي عن فيلمه «يوم الدين»، وذلك كما ورد في الشرق الأوسط.
صهيب الذي تسلم الجائزة من انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة وممثلي «فارايتي» بالمهرجان عبّر عن سعادته بالحصول على هذه الجائزة، وعدّها بمثابة دفعة مهمة ليس له فقط بل للسينما السودانية التي تقاتل من أجل البقاء.
وفى فيلمه «حديث الأشجار» الذي حصل على جائزتي «أفضل فيلم وثائقي» و«الجمهور» بمهرجان «برلين السينمائي» خلال دورته الأخيرة، وجائزة «لجنة التحكيم الخاصة» من مهرجان إسطنبول السينمائي، يبدو ولع صهيب قسم الباري الكبير بالسينما، إذ إنه يجمع في الفيلم 4 من صناع الأفلام المثاليين بعد غياب دام سنوات بسبب بعد المسافات والمنفى من أجل تحقيق حلم حياتهم بجعل السينما من جديد واقعاً في السودان، فيصمم كل منهم مجدداً على إحياء علاقتهم بالشاشة الكبيرة عبر تأهيلهم داراً قديمة للعرض في الهواء الطلق، وعمل صهيب مصوراً سينمائياً ومونتيراً وقدم تقارير لبعض المحطات التلفزيونية، كما كتب وأخرج أفلاما روائية قصيرة ووثائقية وفاز فيلمه «السودان المنسية» بجائزة الفنون والثقافة ضمن جوائز الصحافة الأجنبية لعام 2018.
وشهدت ليلة العرض الأول للفيلم السوداني الروائي الطويل «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلاء بمهرجان الجونة إقبالاً كبيراً من الجمهور والفنانين المصريين.، وقدم انتشال التميمي مدير المهرجان أسرة الفيلم على المسرح قبل بدء العرض وسط تصفيق وحفاوة كبيرة، وقال التميمي: «ليس هناك أجمل من وجود قاعة ممتلئة بالحضور رغم الوقت المتأخر. وعُرض فيلم «ستموت في العشرين»، في مهرجان فينسيا السينمائي، وبعدها في مهرجان «تورونتو»، والآن في مهرجان الجونة السينمائي، وحاز جائزة لويجي «دي لورينتيس» من مهرجان البندقية، وهي الجائزة التي تعطى لأفضل عمل سينمائي أول، فيما ينافس في «الجونة» على النجمة الذهبية.
«ستموت في العشرين» هو الفيلم الطويل الأول لمخرجه، والفيلم الروائي الأول منذ عقود في السينما السودانية، وهو مقتبس من قصة «النوم عند قدمي الجبل» للكاتب حمور زيادة.
وتدور أحداثه في إحدى القرى السودانية، حيث تأخذ الأم «سكينة» رضيعها إلى الشيخ حتى يباركه، لكن بدلاً من ذلك يتنبأ له بالموت في سن العشرين، لتعيش عائلة الرضيع في وضع انتظار الموت حتى يبلغ العشرين.
ويتميز الفيلم بالأداء الصادق لبطله الشاب إسلام مبارك، وبقية الممثلين ومنهم مصطفى شحاتة ومازن أحمد وبثينة خالد ومحمود السراج وطلال عفيفي، وغيرهم.
وأشاد عدد كبير من الفنانين بتميز الفيلم، كان من بينهم الفنانة منى زكي التي كتبت على حسابها الرسمي على موقع «إنستغرام»: «سعدت بمشاهدة فيلم (ستموت في العشرين)… مبروك للمخرج أمجد أبو العلاء، السينما السودانية تفرض نفسها على الساحة الفنية».