سوليوود «خاص»
لكلِّ فنٍّ لغته.. وحتى نتمكن من فهم الفنون علينا أولاً أن نتمكن من معرفة مفردات وأدوات هذا الفن. والسينما جامعة الفنون، لها لغتها الخاصة التي يستمتع بها كافة المشاهدين، ولكن من يتقن لغتها يعرف الكثير وتصله رسائل ومعانٍ ومضامين أكثر من غيره.
“سيليود” تقدم لقرائها عبر هذا التقرير أبرز مفردات لغة السينما حتى يستطيع كل المهتمين والمتابعين للسينما وصناعتها من الاستمتاع والتذوق الفني لكافة الأعمال السينمائية.
1 – فهم الإعلان الترويجي “التريلر” وأفيش الفيلم “البوستر”
يحاول كافة منتجي الأفلام التعريف بالعمل واختصار أبرز ما فيه خلال الإعلان الترويجي وأفيش الفيلم، والذي يعدُّه نخبة من الفنيين بجانب مخرج العمل والمسوقين. وهناك شركات تنتج أكثر من “بوستر” لجذب انتباه رواد السينما وهواة الأفلام. ويجب قبل الشروع في اختيار فيلم لمشاهدته البدء بالقراءة الفنية للإعلانات كافة، وفهم ما بها من البيئة المحيطة والخطوط وظهور الأبطال وتوزيع الألوان.
2 – الشركة المنتجة والنقد والجوائز
بالنظرة الأولية للعناصر الترويجية للعمل يمكنكم معرفة صنَّاعه وأبطاله وتصنيفه هل هو “دراما، أكشن، رومانسي، خيال علمي…. “. وأيضًا معرفة مكان التصوير وزمن قصة الفيلم وتكلفة إنتاجه والتقنيات المستخدمة لصنعه، تشكل إطارًا عامًا ومحددات للمفردات اللغوية للفيلم. فثقافة المخرج والبلد المنتج يسيطران على أغلب الأفلام. ويعدُّ متابعة النقد وما ناله الفيلم من جوائز مفاتيح للعديد من المشاهد.
3 – البداية .. المشهد الأول
دائمًا ما يسرد المخرجون تعريف زمن القصة ومكانها في أول مشهد، وأيضًا الموقع الأساسي الذي تدور فيه الأحداث، أو الذي شكل شخصية أبطاله، فضلاً عن قدرة المشاهد الأولى في تهيئة المشاهدين لمتابعة بقية الفيلم. فلا بدَّ من الانتباه جيدًا خلالها وتحليلها جيدًا.
4 – الألوان والإضاءة
تحاكي الألوان روح الفيلم ومضمونه، فهي ترسم صورًا ذهنية للمشاهد ما بين الحزن والفرح والكآبة والترفيه، وأيضًا ترسم خطًا زمنيًا للأحداث بجانب قدرتها على وصف المشاهد دون حوار. وتلعب الإضاءة دورًا هامًا في إظهار درجة الألوان وصفائها وحدتها وقوة الظلال والإعتام وتأثيرها على المشاهد.
5 – زوايا التصوير وحجم اللقطة
لإدراك معاني المشاهد وتفاصيلها يجب الإلمام بحركة الكاميرا وزوايا التصوير، فهناك عدة معانٍ تعكسها زاوية الكاميرا، ولكل كادر 5 محددات، إمَّا عالية أو منخفضة أو متوسطة أو مائلة أو عين الطائر، ودائمًا ما تعبر هذه الزاوية عن السماء أو قدرة الخالق أو الاطلاع والكشف عن كافة الأحداث، وكل هذه الزوايا تستخدم مع حجم اللقطات، فتتعدد المشاهد وتتباين بين لحظة وأخرى، وعلى المشاهد متابعة هذا الاختلاف وفهمه وتحليله.
6 – تكوين المشهد
الصورة لغة، وبكل مشهد مجموعة من الكلمات الفنية تتكامل لتصبح جملاً من خلال أبعاد ما تضمه الصورة، فمثلاً: هل البطل في المقدمة أم في عمق المشهد، وكيف قسم المخرج الصورة: هل لثلاث مستويات أم أقل أم أكثر، وما يضمه الكادر من إكسسوارات وديكور، علامَ يقف البطل وما يظهر خلفه أو جواره.. كلها مكونات أساسية لصناعة حوار بصري. فتكوين المشهد لاعب أساسي في فهم كل لقطة من لقطات العمل.
7 – إيقاع الفيلم وقطع ووصل المشاهد
للمونتاج دور أساسي أيضًا في تشكيل صورة عامة للأحداث، فهل اللقطات سريعة متتابعة أم بطيئة، وكل نقلة بين مشهد وآخر تأتي بنعومة دون أن نلاحظ تغير المكان والأشخاص، أم تأتي بقطع واضح وموسيقى تحذيرية.. كلها أدوات يستخدمها المخرج لتوصيل رسالته، ويجب على المشاهد إدراكها حتى يستمتع أكثر بالصناعة الجماهيرية التي تتصدر اهتمام أغلب متذوقي الفنون والراغبين في المعرفة والتثقيف والترفيه.