سوليوود «خاص»
تاريخ حافل وثري تمثله السينما المصرية بعدد أفلام ضخم تم تقديمه على مدى أكثر من ٨٨ عاما، إذ يرجع إنتاج فيلم “أولاد الذوات” الذي يصنف على أنه أول فيلم مصري لعام ١٩٣٢م، وهو أمر يدعو للتأمل والإعجاب، كون أول فيلم تجاري ناطق في العالم تم إنتاجه وعرضه في أميركا قبل هذا التاريخ فقط بخمسة أعوام.
وسط هذا التاريخ الطويل الممتد تبدو فكرة اختيار عدد من الأفلام لتكون الأفضل في السينما المصرية، هو أمر صعب جدا تعوقه عدد من الأمور، أهمها صعوبة تحديد معايير للاختيار، وذلك بسبب التمايز والاختلاف بين الأفلام المتنافسة من حيث زمن الإنتاج والإمكانيات المتاحة وقتئذ والذوق العام وغير ذلك. ففيلم ما تم إنتاجه اليوم لن أستطيع بحال مقارنته بسهولة بفيلم آخر تم إنتاجه في ثلاثينيات القرن الماضي.
لكن يبدو أن جموع غفيرة من النقاد السينمائيين المصريين في أواخر القرن الماضي استغلوا انعقاد الدورة العشرين من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996م وقرروا أن يتحدوا كل هذه الصعاب وأن يخوضوا غمار تجربة اختيار أفضل مائة فيلم مصري في القرن العشرين.
وبما أن المقال لن يتسع لذكر المائة جميعها، فيمكننا من باب الفضول الاكتفاء بأفضل خمسة أفلام في القائمة، نستعرضها معكم فيما يلي بشكل تنازلي:
الخامس: “الحرام” إنتاج عام 1965
هو رائعة من روائع المخرج الشهير هنري بركات، فيلم دراما بامتياز مأخوذ عن قصة للأديب يوسف إدريس، ومن بطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم، تدور أحداث الفيلم في الريف المصري مستعرضةً ما يمكن أن يترتب على فكرة الإحساس بالعار في مجتمع محافظ، تم ترشيح الفيلم لنيل جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1965.
الرابع: “باب الحديد” إنتاج عام 1958
فيلم دراما ليوسف شاهين، من بطولة هند رستم وحسن البارودى، يدور في محطة قطار مصر حيث خلطة سحرية تتضمن الحب والشفقة والجنون والقتل، شارك الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الثامن، وتم ترشيحه من قبل مصر لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي.
الثالث: “المومياء” إنتاج عام 1969
فيلم مأخوذ عن قصة حقيقة حدثت عام 1871، حيث التنقيب على الأثار في صعيد مصر والتفاعل مع الدولة والنظام حينذاك، الفيلم من إخراج شادي عبد السلام، وقد نال كثير من الجوائز واحتفت به عديد من الفعاليات السينمائية حول العالم.
الثاني: “الأرض” إنتاج عام 1970
هو رائعة أخرى من روائع المخرج المصري يوسف شاهين، فيلم دراما يتناول المجتمع الريفي البسيط ومواجهته لسلطة الإقطاعيين في انتزاع الأراضي الزراعية من أفراده، الفيلم من بطولة محمود المليجي وعزت العلايلي ونجوى إبراهيم.
الأول: “العزيمة” إنتاج عام 1939
ربما هي مفاجأة غير متصورة أن يفوز فيلم مصري ينتمي إلى فترة بدايات صناعة السينما المصرية، لكن اختيار النقاد له يعتمد على كثير من الركائز أهمها القصة الجيدة والأداء الصادق من الممثلين فضلًا عن الإخراج المتميز ضمن عصر لم تتوفر فيه أي إمكانيات مقارنة بالآن أو بعد ذلك، الفيلم من إخراج كمال سليم ومن بطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي وأنور وجدي.