سوليوود «خاص»
تعدُّ صناعة السينما أهم الوسائل الإعلامية التي تُسلّط الضوء على القضايا الاجتماعية، وتنقل الواقع بوسائل إبداعية دون التقيد بسياسات تحريرية من خلال أدواتها المختلفة ومساحتها الحرة وأفكارها الخلاقة، فضلاً عن قدرتها على معايشة الواقع وتبعاته المستقبلية. وتمتلك السينما عدة مقومات فاعلة لعلاج المشكلات المجتمعية.
الدور الثقافي
للسينما دور كبير في تشكيل ثقافة المجتمع وتوعيته من خلال تبنيها معالجة القضايا الاجتماعية والمشكلات المعاصرة وعرض التجارب العالمية ورصد المتغيرات والأحداث المختلفة. كما تعتبر تأريخًا ومرجعية للأجيال المختلفة كما يقول “جون كلود كايير”، السيناريست العالمي، بأن الشعب الذي لم يعد يصنع صورًا عن ذاته محكوم عليه بالانقراض.
الاستهداف
تتميز صناعة السينما بقدرتها على استهداف الجمهور من خلال موضوع الفيلم وشخصياته والقضايا التي تتناولها الأعمال السينمائية والبيئة الخاصة بالتصوير، فضلاً عن الرسائل الموجهة للجمهور مما يعطيها القوة الناعمة على حل القضايا وتغيير الوقائع والعادات السيئة بين الأفراد والجماعات، فكم من أفلام حول العالم غيّرت مفاهيم وقوانين ووسعت مدارك المشاهدين بما تضمه من وجبة ثقافية وتوعوية بجانب عوامل الترفيه المختلفة.
لغة الحوار
السينما تتحدث بلغة الجمهور ولهجته، وخاصة الصناعة الموجهة للدولة نفسها، فيستمع المتلقي لنفس العبارات والمصطلحات التي تتردد على مسامعه يوميًا، كما تعكس وقائعه المختلفة، فدائمًا ما يجد المشاهدون أنفسهم مكان أبطال العمل أو يعرفون شخصًا قريبًا منهم يمر بنفس الظرف المكاني والزماني أو مرتبط بنفس الحدث أو القضية المطروحة مما يزيد من مصداقيتها وقدرتها على التأثير.
طريقة العرض
تحول الشاشة الكبيرة السينما لمؤسسة اجتماعية بدورها الإيجابي في مواجهة الأفكار المتطرفة والأزمات الحياتية ومشكلات العنف بأشكاله المختلفة والظواهر السلوكية السيئة التي سرعان ما تنتشر بين الشباب وغيرها الكثير، فدائمًا ما يذهب كل أفراد الأسرة لدور العرض أو الأصدقاء لمشاهدة الأفلام مما يتيح مساحة للتقارب الفكري، وأيضًا فرصة لمناقشة القضايا المطروحة.
أدوات العمل السينمائي
للكلمة تأثيرها وللصورة تأثير ألف كلمة، فماذا لو تحركت الصورة مصحوبة بحوار ومؤثرات بصرية وموسيقى.. هذه هي السينما جامعة الفنون، ولكل فن دوره البناء في تنمية المهارات الإبداعية وتحسين الذوق العام والحس الفني، فتمتلك السينما أدوات مختلفة تمكنها من تبسيط كافة المشكلات والقضايا المعقدة وتناولها بسلاسة وتوضيح جوانبها الإيجابية والسلبية والتفاعل عقليًا وعاطفيًا مع الجمهور.