سوليوود «وكالات»
كشفت إدارة الدورة الـ76 من مهرجان فينيسيا السينمائى عن ملامح الدورة الجديدة، التى تنطلق فعالياتها فى الفترة من 28 أغسطس وحتى 7 سبتمبر المقبل، ويشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان 21 فيلماً، ويفتتح فعاليات المهرجان فيلم «The Truth» للمخرج اليابانى الحاصل على السعفة الذهبية عام 2018، كوره-إيدا هيروكازو، بطولة النجمتين الفرنسيتين كاترين دونوف وجولييت بينوش، وتدور أحداث الفيلم حول «فابيان»، هى واحدة من أعظم نجوم السينما الفرنسية، ومع ذلك لديها علاقة إشكالية مع ابنتها لومير، وعندما تنشر «فابيان» مذكرات عن حياتها تزامناً تصل ابنتها إلى باريس لزيارتها، ما أدى إلى لم شمل متوتر بين الأم وابنتها التى تحولت إلى مواجهة، وذلك كما ورد في صحيفة الوطن المصرية.
21 فيلماً فى المسابقة الرسمية.. وهيفاء المنصور تمثل المشاركة العربية بـ”المرشح المثالى”
للمرة الأولى تشارك السعودية فى المهرجان بفيلم «The Perfect Candidate»، أو «المرشح المثالى» للمخرجة هيفاء المنصور، ليكون الفيلم الوحيد من المنطقة العربية فى المسابقة الرسمية، تدور أحداث الفيلم حول طبيبة سعودية شابة تقرر الترشح لمنصب فى الانتخابات البلدية، يعمل والدها ضمن الفرقة الموسيقية الوطنية التى أُعيد تأسيسها فى المملكة، بعد أن ظلت محظورة لفترات طويلة، ويتطرق الفيلم إلى مجموعة من التغيرات الاجتماعية التى طرأت على المملكة السعودية، بالإضافة إلى الطموحات السياسية لدى المرأة السعودية، وهو أول فيلم يحصل على دعم من المجلس السعودى للأفلام، ويشارك فى بطولته كل من ميلا الزهرانى، نورا العواض وضاحى الهلالى، وشارك فى كتابته براد نيمن مع هيفاء المنصور، وتم تصويره بالكامل داخل السعودية.
يقتصر الوجود النسائى فى المسابقة على فيلمين «The Perfect Candidate» لهيفاء المنصور، و«Babyteeth» للمخرجة الأسترالية شانون مورفى، الذى تدور أحداثه حول زوجين تسقطت ابنتهما المراهقة المصابة بمرض خطير فى حب تاجر مخدرات، يعتبر تمثيل المخرجات الإناث فى «فينيسيا» هو الأقل تمثيلاً فى المهرجانات السينمائية.
فى الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى تنافست 4 أفلام لمخرجات على «السعفة الذهبية»، بينما شاركت 7 مخرجات فى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين، فبراير الماضى.
وأشار المدير الفنى لـ«فينيسيا»، ألبرتو باربيرا، إلى أن الجودة الفنية هى المعيار الوحيد الذى يحدد خياراته، رافضاً تخصيص حصة معينة للمخرجات وأخرى للمخرجين، لم يتناول «باربيرا» الأمر بشكل مباشر، خاصة مع الحديث المستمر حول قلة أعمال النساء فى المسابقة الرسمية، لكنه كان يعلم بوضوح أنه ستتم إثارة هذه القضية، لذلك حرص على الإشارة إلى تمثيل صانعات الأفلام فى أقسام المهرجان الأخرى، بينما تغلب على المسابقة الرسمية الأجواء الهوليودية كما وصفتها مجلة «فرايتى» فى تقريرها حول المهرجان، حيث يوجد 4 أفلام أمريكية فى المسابقة، من أبرزها الفيلم المنتظر «Joker» للمخرج تود فيليبس، الذى يجمع فى بطولته جواكين فينيكس وروبرت دى نيرو، تدور أحداث الفيلم فى عام 1981، عندما يتحول ممثل كوميدى فاشل إلى أسطورة مخيفة فى مدينة جوثام، لتصبح غارقة فى الجريمة والفوضى، والفيلم مأخوذ عن شخصية «جوكر» من «DC Comics»، ولكنه الفيلم الأول فى سلسلة من الأفلام منفصلة عن عالم دى سى السينمائى، وتم تحديد 4 أكتوبر المقبل لطرحه فى دور العرض السينمائى حول العالم.
يعود براد بيت إلى المهرجان العريق بـ«Ad Astra» للمخرج جيمس جراى، بمشاركة مجموعة واسعة من النجوم، من بينهم تومى لى جونز وروث نيجا، وتدور أحداث الفيلم حول رائد فضاء يسافر إلى الحواف الخارجية للنظام الشمسى بحثاً عن والده المفقود منذ زمن طويل، ويكتشف خلال تلك الرحلة لغزاً يهدد بقاء الكوكب، وأسراراً تتحدى طبيعة الوجود الإنسانى.
تواصل شبكة «Netflix» وجودها فى المهرجان، بعد حصول فيلمها «Roma» على الأسد الذهبى العام الماضى، حيث تشارك بفيلم «The Laundromat» للمخرج الحاصل على جائزة أوسكار ستيفن سودربرج، بطولة ميريل ستريب، جارى أولدمان، وأنتونيو بانديراس، وهو مأخوذ عن كتاب بعنوان «Secrecy World: Inside the Panama Papers Investigation» للكاتب جيك بيرنشتاين، وتدور الأحداث حول مجموعة من الصحفيين يكتشفون 11.5 مليون وثيقة سرية عرفت بـ«وثائق بنما»، تتعلق بحسابات مصرفية سرية خارجية لرؤوس الدول وشخصيات عامة وسياسية فى العالم، لتجنب الضرائب.
كما توجد المنصة الإلكترونية بفيلم «Marriage Story» إخراج نواه باومباج، بطولة سكارليت جوهانسون، آدم درايف ولورا ديرن، وتدور أحداث الفيلم حول مخرج مسرحى يخوض إجراءات الطلاق وحضانة طفله الصغير مع زوجته الممثلة، ويعتبر الفيلم تجربة شخصية بالنسبة للمخرج، الذى خاض طلاقه منذ 15 عاماً، كما أنه استند إلى ذكريات المراهقة حول انفصال والديه، وفقاً لما رواه فى حواره مع موقع «IndieWire، قائلاً: «إنه أمر شخصى للغاية بالنسبة لى، لأننى مررت بالطلاق، كما مررت به عندما كنت طفلاً، فهناك أشياء من تجربتى يمكن أن أستخلصها بالطبع، الطلاق يشبه الموت بطريقة ما، لذلك رغبت فى صنع فيلم عنه».
بالإضافة إلى فيلم فى قسم خارج المسابقة «The King» إخراج ديفيد ميشود، ومن شبكة «Amazon»، يشارك فيلم بعنوان «Seberg» إخراج بنديكت أندروز، وفى اللحظة التى انتهى فيها المؤتمر الصحفى للإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة من المهرجان، أصدر الاتحاد الدولى لدور السينما بياناً يطلب فيه من المدير الفنى عدم عرض أفلام غير مخصصة للعرض السينمائى، فى المسابقة الرسمية للمهرجان.
هجوم على المهرجان بسبب مشاركة”Netflix”.. ومديره: “صراعات داخلية لا دخل لنا بها”
ورد ألبرتو باربيرا، مدير مهرجان فينيسيا، على الجدل المثار حول مشاركة أفلام «Netflix» فى المهرجان، خلال حواره مع مجلة «سكرين إنترناشونال»، قائلاً: «هذا خلاف بين العارضين والموزعين، ويجب عليهم حله بأنفسهم، والمهرجان لا يلعب أى دور فى الصراعات الداخلية فى السوق، هذه أفلام أنتجها عضو فى جمعية الفيلم الأمريكى، لماذا يجب أن أميز بين نواه باومباج وستيفن سودربيرج فقط لأن العارضين لا يمكنهم عرض أفلامهم؟».
يعود المخرج رومان بولانسكى، ذو الأصل البولندى إلى الساحة الفنية بعد أزماته الأخيرة بفيلم «An Officer and a Spy»، وهو مأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب روبرت هاريس، وتدور أحداث الفيلم فى عام 1894، عندما أدين الكابتن الفرنسى ألفريد دريفوس خطأً بتهمة الخيانة العظمى وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة فى جزيرة ديفيل.
“باربيرا” عن الجدل حول المخرج البولندى: “لم أفكر فى استبعاد فيلمه”
لن يتمكن «بولانسكى» المقيم حالياً فى «زيورخ» من حضور المهرجان، لأنه سيكون عرضة لخطر تسليمه إلى الولايات المتحدة لمواجهة الاعتقال والسجن من قبل السلطات الإيطالية، وأثارت مشاركته فى المهرجان السينمائى غضب مجموعة من البارزين فى مجال حقوق المرأة بالوسط السينمائى، وهو ما رد عليه ألبرتو باربيرا، مدير المهرجان، فى حوار مع مجلة «سكرين إنترناشونال»، قائلاً: «علينا التمييز بين الرجل والفنان، أنا لست قاضياً وما أعرفه هو أن رومان بولانسكى هو أحد مؤلفى السينما العظماء المتبقين فى السينما الأوروبية وبالتالى فى العالم، لقد قام بإخراج روائع فى تاريخ السينما، ولم أفكر ولو من بعيد فى عدم عرض فيلمه الجديد الرائع لأن قاضياً فى مقاطعة لوس أنجلوس يضطهده، مرت خمسون عاماً على الجريمة، 50 عاماً غفرت خلالها له الضحية، وكونت علاقة ودية معه، وهى الآن التى تطالب بوقف هذا الاضطهاد».
غياب السينما العربية عن المسابقة الرسمية لا يعنى غيابها عن باقى الأقسام، حيث تشهد مسابقة أسبوع النقاد فيلمين عربيين، «Scales» أو «سيدة البحر» للمخرجة السعودية شهد أمين، تدور أحداث القصة حول الشخصية الرئيسية، حياة، وكفاحها القاسى كامرأة، التى ترفض تقليد مجتمعها المتمثل فى التضحية بالأطفال الإناث لمخلوقات بحرية غامضة تعيش فى المياه المحيطة بهم، وأشارت «شهد» فى حوارها مع صحيفة «The National»، أن الفيلم يدور حول النشأة كمرأة داخل مجتمع أبوى، ويتم تقديم الفكرة فى موضوع عالمى سوف يتردد صداها مع الجماهير فى جميع أنحاء العالم، ويعتمد الفيلم على أسلوب سردى، قد يبدو بسيطاً، ولكنه يحمل رسالة قوية، كما أنه يقدم تجرية تصويرية مبتكرة لا تفرد مساحة كبيرة للحوار، ليترك المشاهد أمام فرصة فريدة للتأمل والتفكير».
ومن لبنان، يشارك المخرج أحمد غصين بتجربته الروائية الطويلة الأولى «جدار الصوت»، تدور أحداث الفيلم فى لبنان عام 2006، عندما يشنّ الجيش الإسرائيلى غارات مكثفة على لبنان، يتوجه مروان، 30 عاماً، إلى الجنوب بحثاً عن والده، يجد نفسه محاصراً مع 4 من أبناء بلدته فى منزل أحدهم، بينما تستقر فرقة من الجيش الإسرائيلى فى الطابق الأعلى، سرعان ما تأخذ الأمور منحى غير متوقع.
تحظى السينما التونسية بحضور مكثف فى المهرجان، ففى مسابقة «آفاق» يشارك «بيك تعيش» للمخرج مهدى البرصاوى، وفى قسم أيام فينيسيا يشارك «أحزان عربية» للمخرجة منال لعبيدى، وقسم «سكونفينى» فيلم «الفزاعات» إخراج نور بوزيد، بينما تشارك هند صبرى فى عضوية لجنة تحكيم جائزة العمل الأول، أما فى قسم «أيام فينيسيا»، فيعرض فيلم «ستموت فى العشرين» للمخرج السودانى أمجد أبوالعلاء، وفى مسابقة «آفاق» للأفلام القصيرة، فيلم «سلام» للأردنية زين دريعى.