سوليوود «عمان»
نجوم الفيلم ينسحبون اعتراضا على تزوير الحقائق التاريخية.. و«بشتو» يصفه بمؤامرة «صهيو أمريكية»
نقابة الفنانين تتبرأ من الموافقة على السيناريو.. والمخرج يصف الجدل بـ«البلبلة الفيسبوكية»
قبل أن تهدأ الثورة التى أشعلها مسلسل «جن» يونيو الماضى فى الأردن، اعتراضا على احتوائه على مقاطع إباحية تخترق عادات وتقاليد المملكة الهاشمية، عاد الجدل مرة أخرى بسبب فيلم «جابر ــ Jaber» الذى يتم التحضير لتصويره حاليا، وتدور أحداثه حول اكتشاف قطعة صخرية كتب عليها حروف بلغة غريبة عثر عليها صبى يدعى «جابر» أثناء أعمال بناء الطرق المؤدية إلى منطقة البتراء فى وادى موسى، وهى نفس المنطقة التى صور بها مسلسل «جن»، وذلك كما جاء في الشروق المصرية.
ووفقا لموقع «imdb» يرسخ الفيلم الذى كتبه ويخرجه الأردنى محيى الدين قندور ــ 81 عاما ــ إلى نظرية مثيرة للجدل منسوبة للمؤرخة «لويز ليجينز»، بأن «سيدنا موسى عليه السلام، أحضر اليهود إلى البتراء بدلا من جبل سيناء، حيث أمضوا 40 عاما قبل الانتقال إلى فلسطين، وهى الحقيقة التى يتتبعها أبطال الفيلم عن طريق الاكتشاف الأثرى السابق ذكره، فى مغامرة يفلت منها الصبى جابر من مطاردات تشارك فيها عصابات ومنظمات دولية».
بدأ الجدل بإعلان الممثل الأردنى على عليان عبر حسابه بموقع «فيسبوك» الانسحاب من الفيلم الذى وصفه بـ«العالمى»، اعتراضا على السيناريو الذى يراه يثبت حق اليهود بفلسطين، ويؤكد أن لهم الحق التاريخى فى البتراء وجنوب الأردن بحوار صريح ومباشر ــ على حد وصفه.
وأكد «عليان» فى منشوره، على أنه تناقش مع المخرج محيى قندور فى الأفكار المطروحة فقال له: إنها حقائق تاريخية، وإن الفيلم سينفذ كما هو مكتوب؛ لأنه لن يعرض فى العالم العربى فقط بل سيعرض فى أمريكا أيضا.
انسحب «عليان» من الفيلم لعدم إيمانه بالأفكار التى يطرحها، وأخلى مسئوليته عن بوستر الفيلم المبدئى التى حمل صورته، وقال عليان فى تصريحات لموقع رؤيا الأدرنى، إنه كان سيؤدى دور ضابط مخابرات أردنى وأن دوره من أدوار البطولة فى الفيلم، إلا أن السيناريو لا يرد على «ادعاءات العمل التاريخية»، بحسب تعبيره، موضحا أن عددا آخر من أبطال الفيلم الأردنيين أبلغوه بانسحابهم من العمل لنفس السبب.
وبالفعل أعلن الممثلون عبدالكريم القواسمى ومنيب القضاة ومحمد سميرات وجمال مرعى وتامر بشتو وسعد أبو نجيلة، اعتذارهم عن المشاركة بالفيلم، معتبرين أن المشاركة تعتبر تثبيتا لما يدعى اليهود من حق لهم بالمنطقة بحسب مواقع أردنية.
تصريحات عليان، أثارت ردود فعل مختلفة فى الأوساط الأردنية، كان أبرزها تصريحات نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، الذى قال إن الهيئة الملكية للأفلام هى الجهة المخولة بمنح تصوير المسلسلات والأفلام الأجنبية فى المملكة دون العودة للنقابة.
وأضاف الخطيب لموقع الأردن 24، أن الهيئة تخالف قانون النقابة بإعطاء التصريح دون موافقة النقابة، مشيرا إلى أنها تقوم بإعطاء الموافقة على التصوير فى المكان دون الاطلاع على النص والمضمون للأفلام التى تصور بالمملكة.
وأكد الخطيب أن جميع الجهات الرقابية غير مسئولة عن هذا الملف ويتم التصوير على مرأى ومسمع منها دون أن تحرك ساكنا وتعتبر الهيئة الملكية هى الجهة المخولة بالموافقة أو الرفض وهذا شيء غير منطقى حسب الخطيب.
ولفت نقيب الفنانين الأردنيين، إلى أن النقابة تقوم عند مراجعتها بتوقيع الجهة التى ترغب بالتصوير أو إقامة الحفلات على تعهد بعدم المساس بالثوابت الوطنية والإساءة إلى النسيج الاجتماعى، وطالبت النقابة، الفنانين بالانسحاب من الفيلم حتى تتجلى الصورة عبر قراءة معتمدة للنص.
يقوم بدور «جابر» الصبى محمد أدريس، ويشارك فى تمثيل الفيلم الممثلة آلى باستيان، وشين كرونين، وسميرة الأسير، وألكسندر ميركورى، وأفرايم حنا، وإد وسليم شريف ومحمد العبادى، ومن المقرر أن يبدأ عرضه فى منتصف سبتمبرالمقبل، بميزانية تصل إلى 500 ألف دولار.
واتهم الممثل تامر بشتو، الفيلم بالترسيخ لقيم خاطئة، وكارثية مؤكدًا على أنه صعق عندما قرأ النص لما يحتويه على اسقاطات مرعبة وهائلة وقيم غريبة تغرس فى نفوس الأجيال الجديدة وفقا لتصريحاته لموقع شبكة رؤية الإخبارية.
وحسب «بشتو» فإن الفيلم يكرس لمبدأ البيع لمن يدفع أكثر ويصور البيع لأجنبى بالأمر الطبيعى إذا كان المبلغ مستحقا وخاصة بوجود «سمسار» عربى حيث إن بعض مقاطع الفيلم تجسد شخصا بريطانيا يريد شراء حاجيات من الأطفال ويقنعهم أحد العرب ببيعها لمن يدفع أكثر رغم مكانتها لديهم.
وأضاف بشتو أن هناك مقاطع تؤكد للمشاهد صراحة بأن البتراء ووادى موسى هى إرث يهودى وأرض يهودية الأصل وأنه لا حق للمسيحيين فى فلسطين وأن الأردن هى مولد السيد المسيح عليه السلام، وليس فلسطين.
واعتبر بشتو أن الفيلم عبارة عن مؤامرة صهيو أمريكية تتسلل إلى الأردن فى ظل الظروف الجديدة وأنه يحاول تسريب معلومات فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة معتبرا أن كل الإسقاطات الموجودة فى الفيلم هى إسقاطات مسمومة لا يتقبلها أى إنسان يمتلك ضميرا وقومية عربية.
مخرج الفيلم محيى الدين قندور، رد على هذه التصريحات بأن القصة خيالية ولا تستند لرواية ليجينز، واصفا الضجة حول فيلمه بـ«البلبلة الفيسبوكية»، قائلا إنها «حصلت استنادا على أقاويل بعض المرشحين للأدوار الذين لم يتم الاتفاق معهم بسبب الأجر».
وأكد قندور فى تدوينة عبر فيسبوك، أن الهيئة الملكية للأفلام منحته الإذن بالتصوير فى كل الأماكن، لافتا إلى أن الفيلم مأخوذ عن رواية خيالية له صدرت عن المؤسسة العربية للدارسات والنشر فى بيروت، وأن تمويله أردنى بالكامل، رغم أن موقع «imdb» يشير إلى أن شركة سنديكا التى تمتلكها الروسية لوبوف بلاجوفا هي المنتجة للفيلم.