سوليوود «القاهرة»
تقديم فيلم عن المطران “كابوتشي” حلم تحول إلى وصية بعد رحيل الفنان فاروق الفيشاوي فجر اليوم الخميس، وكان الفنان الراحل قد تحدث في برنامج “معكم”، عن حلم تجسيد شخصية المطران السوري، وأوصى نجله أحمد بالسعي لتقديمه، وذلك كما ورد في مصراوي.
كابوتشي الذي رحل عن عالمنا في يناير 2017 عن عمر يناهز الرابعة والتسعين عاما، كان المطران لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965 وعُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وعمل سراً على دعم المقاومة.
وبدأت فكرة تقديم فيلم عن حياة المطران كابوتشي في الثمانينيات، خلال الزيارة التي قام بها إلى مصر بعد 4 سنوات قضاها معتقلا بالسجون الإسرائيلية، وكان أول من عرض عليه المشروع هو مخرج الأفلام التسجيلية حسام علي، وعقد معه جلسة استمرت 4 ساعات سجل في أثنائها قصة كفاحه البطولية ودعمه للمقاومة الفلسطينية.
بعد فترة تحضير رحل المخرج حسام علي في أوائل التسعينيات دون البدء في تنفيذ العمل، لتذهب الساعات الأربع إلى السيناريست محسن زايد الذي جلس أيضا مع المطران كابوتشي وتحمس لقصته وقرر كتابة فيلم سينمائي يتناولها، ونفس الحماس كان لدى المخرج الكبير الراحل صلاح أبوسيف، الذي رشح بالبداية رشدي أباظة لبطولته، ثم تحدث أيضا مع الفنان محمود المليجي لتجسيد شخصية المطران.
عام 2001 بعد تعاقد الكاتب محسن زايد مع العدل جروب منتجا منفذا لمسلسل “حديث الصباح والمساء”، تحمس المنتجان جمال ومحمد العدل ومعهم مدحت العدل لمشروع فيلم “المطران كابوتشي” مع اشتعال الانتفاضة الفلسطينية، وبالفعل اتفقوا على تمويل إنتاجه، لكن واجه العمل صعوبات إنتاجية كبيرة تتعلق بأماكن التصوير، والحاجة للحصول على تفاصيل أكثر وتصاريح جديدة من المطران” وفقا لما أكده د. مدحت العدل في تصريح خاص لـ(مصراوي).
وفي عام 2002 أعلن رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري، مدحت زكي، عن توفير ميزانية ضخمة تصل إلى 12 مليون جنيه لإنتاج فيلم “المطران”، وعلى غير ما تمنى مؤلفه محسن زايد، تجمد المشروع مرة أخرى، وذلك قبل أن يعود المنتج ممدوح الليثي “لرئيس جهاز السينما في مدينة الإنتاج الإعلامي” ليعلن عن تعاقده مع هيئة السينما السورية على المشاركة بإنتاج الفيلم بميزانية تصل إلى 14 مليون جنيه.
وكشف الليثي عام 2004 عن ترشيحه المخرج مصطفى العقاد لإخراج الفيلم، والتواصل مع الفنان عمر الشريف لبطولته، وتولت الفنانة مادلين طبر التنسيق والاتصال مع المطران كابوتشي للحصول على موافقته بالبدء في مشروع العمل الذي يتناول مسيرته، وكانت هي أيضا مرشحة للمشاركة بالفيلم لتقديم شخصية الراهبة “ميري”.
خلال تواجد المخرج العالمي مصطفى العقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2005، عادت المفاوضات حول الفيلم، وانضم الفنان فاروق الفيشاوي إلى فريق الحالمين بتقديمه، ورشح وأعد نفسه لتجسيد شخصية المطران كابوتشي.
بعد رحيل العقاد وممدوح الليثي ومحسن زايد، تمسك الفنان فاروق الفيشاوي بآماله في تقديم الفيلم، وعقد عدة جلسات مع المخرج عمر عبدالعزيز لإحياء المشروع، وحاول مع جهات مصرية وعربية المشاركة في تمويله، لكن مع ارتفاع الميزانية والحاجة إلى تصويره في أكثر من بلد، وقفت دون خروج العمل للنور.
والمفارقة هنا أن الفيشاوي الذي رحل قبل تحقيق حلمه في تقديم فيلم “المطران كابوتشي” تأكيدا لدعمه للقضية الفلسطينية، كان قد حرص عام 2010 على المشاركة في مسلسل “أنا القدس”، الذي يرصد مأساة الشعب الفلسطيني في القدس.