سوليوود «متابعات»
رحلت الممثلة الأميركية المخضرمة «ديان لاد» عن عمر ناهز 89 عامًا في منزلها بمدينة أوجاي بولاية كاليفورنيا، بعدما تركت إرثًا فنيًا كبيرًا في السينما والتلفزيون.
وأكدت ابنتها الممثلة لورا ديرن وفاتها صباح الاثنين، مشيرةً إلى أنها كانت بجانبها في لحظاتها الأخيرة.
قالت ديرن في بيانٍ مؤثر: «رحلت أمي الحنونة وبطلتي ديان لاد هذا الصباح. كانت أعظم أم وجدّة وممثلة، وروحًا مليئة بالعطاء والحب».
بداية المسيرة في ستينيات القرن الماضي
بدأت ديان لاد رحلتها السينمائية بفيلم «Wild Angels» عام 1966، للمخرج روجر كورمان.
شاركت البطولة مع زوجها آنذاك بروس ديرن، إلى جانب نانسي سيناترا وبيتر فوندا. شكّل هذا الفيلم بوابة دخولها إلى عالم الشهرة في هوليوود.
أدوار مؤثرة في «تشاينا تاون» و«أليس لا تعيش هنا بعد الآن»
برزت لاد في منتصف السبعينيات من خلال فيلم «Chinatown» عام 1974 للمخرج رومان بولانسكي، حيث جسّدت شخصية «إيدا سيشنز» التي ساعدت البطل جاك نيكلسون على كشف لغز الجريمة في القصة.
وفي العام نفسه، قدّمت أداءً لافتًا في فيلم «Alice Doesn’t Live Here Anymore» للمخرج مارتن سكورسيزي، لتنال أول ترشيح لجائزة الأوسكار عن دورها في الفيلم.
جسدت شخصية النادلة الجنوبية «فلو»، التي مثّلت عنصرًا محوريًا في أحداث العمل. فازت حينها بجائزة «بافتا» عن الدور نفسه، فيما ذهبت جائزة الأوسكار إلى إنجريد بيرغمان.
نجاح تلفزيوني وجائزة جولدن جلوب
في مطلع الثمانينيات، عادت ديان لاد إلى الأضواء عبر المسرح ثم التلفزيون، حيث شاركت في مسرحية «LuAnn Hampton Laverty Oberlander» التي نالت استحسان النقاد في برودواي.
لاحقًا انضمت إلى طاقم مسلسل «Alice» المقتبس من فيلم سكورسيزي، لكنها رفضت إعادة تجسيد شخصية «فلو».
تعاونت معها شبكة «سي بي إس» على ابتكار شخصية جديدة هي النادلة «بيل»، المغنية وكاتبة الأغاني من ميسيسيبي. عن هذا الدور، نالت جائزة جولدن جلوب بعد أن جذب المسلسل أكثر من 75 مليون مشاهد أسبوعيًا.
ثلاث ترشيحات للأوسكار وسجّل تاريخي مع ابنتها
رُشّحت ديان لاد ثلاث مرات لجائزة الأوسكار، الثانية عن دورها في فيلم «Wild at Heart» للمخرج ديفيد لينش، الذي فاز بـ«السعفة الذهبية» في مهرجان كان.
أما الترشيح الثالث فجاء عن فيلم «Rambling Rose» إلى جانب روبرت دوفال ولورا ديرن.
وقد صنعت لاد وابنتها التاريخ كأول ثنائي أم وابنة يُرشّحان للأوسكار عن الفيلم نفسه في العام ذاته.
حظي الفيلم بعرض ملكي خاص في لندن بحضور الأميرة ديانا، التي وصفته بأنه أحد أفلامها المفضلة.
أعمال لاحقة وحضور دائم في الشاشة
شاركت ديان لاد خلال مسيرتها الطويلة في أكثر من 300 عمل فني بين السينما والتلفزيون. من أبرزها مسلسل «Kingdom Hospital» المستوحى من أعمال ستيفن كينغ، وفيلم «Montana Sky»، إضافة إلى «The World’s Fastest Indian» إلى جانب أنتوني هوبكنز.
ظلّت لاد حتى سنواتها الأخيرة حاضرة في المشهد الفني، محافظةً على وهجها كممثلة تمتلك مزيجًا من القوة والرقة والصدق الفني. برحيلها، تفقد هوليوود إحدى أيقوناتها الأكثر تأثيرًا عبر ستة عقود من العطاء.

