ثناء المُحمد
لم يكن افتتاح السينما هو طموح الجمهور السعودي فحسب، بل الطموح هو إنتاج وعرض أفلام سعودية متنوعة ومختلفة؛ تناقش قضايا المجتمع وتُرضي جميع الأذواق، وبعد مرور قرابة عام على افتتاح صالات السينما السعودية، بدأت تتعالى الأصوات والمطالبات لأجل صناعة فيلم سعودي ينافس في صناعته الأفلام العالمية.
«سيدتي» ترصد لكم في التقرير التالي تطلعات المختصين والمهتمين حول السينما خلال الفترة القادمة.
مازلنا في بداية الطريق
المخرج ومصور اليوتيوب عبدالرحمن الكاف، أشار إلى عدة فوائد لوجود السينما بالنسبة له، وقال: «تخليت عن نتفلكس، وأصبحت أذهب لمشاهدة الأفلام المختارة في السينما»، وأضاف: «أعتقد أن وصول الأفلام السعودية ضمن بروشورات السينما العالمية سيأخذ ما يقارب خمسة أعوام؛ لأننا مازلنا في بداية الطريق، فالفيلم السعودي ينقصه الجودة والإخراج والأداء».
العالمية ليست الهدف
فيما ترى الناقدة والإعلامية سهى الوعل، أن ما ينقص السينما السعودية هو الواقعية، وقالت: «ما نحتاجه لصناعة سينما سعودية تُنَافس عالمياً، هو الخروج من دائرة المنافسة، وإيجاد محتوى مقنع لكسب ثقة الجمهور، إذ إن ما ينقصنا هو الواقعية بالتنفيذ، بمعنى بناء سينما تشبع وتلامس الناس، بدلاً من التفكير المحكوم بالتنافس».
ولفتت إلى أن ما يسهم في إثراء صناعة السينما بالسعودية، هو بناء سينما سعودية موسمية، في الأعياد والمناسبات والتفرد بها على شاشات السينما، فذلك من شأنه أن يُسهم ببناء الثقة بين الشركات ودور السينما».
تيار نقدي!!
يؤكد الناقد السينمائي والإعلامي ماهر منصور أنه لصناعة سينما سعودية تنافسية، لابد من الإغراق في المحلية، وأكد أن الفيلم السعودي قادر على المنافسة العالمية، وذلك بقدر ما يستطيع أن يلتقط -من خلال تقنيات السينما وآليات عملها المتطورة- صوراً شديدة الخصوصية للمملكة. وفي الوقت ذاته استبشر بعدد من المواهب السعودية التي بدأت تعمل في السينما، وتقدم منتجاً منافساً في الساحات العالمية.
وقال: «هذا يعني أننا نمتلك أهم ما في الصناعة؛ وهو العنصر البشري الموهوب، والذي يحتاج إلى مزيد من الاحتكاك والتجارب والتمكين والتأهيل العلمي، وأكد المنصور أنه لابد من نشوء تيار نقدي مرافق لعملية صناعة السينما، من شأنه تحليل ومناقشة وتوجيه الصناعة السينمائية، وعلى نحو يتجاوز التناول الإعلامي السريع لقضايا السينما».
لا يجب أن يكون محدداً!
من جهتها، أوضحت المخرجة تماضر الرحيلي أن الفيلم السينمائي الناجح يجوب العالم، متحدثاً عن الثقافة التي انبثقت منه القصة، تاركاً انطباعاً واضحاً لدى المتلقين حول العالم يرسخ لسنوات عدة.
وقالت: «كثيراً ما نحدد ما نعرفه عن الشعوب من خلال الأفلام، دون إدراك حقيقة المعلومات التي مرت بمراحل المعالجة السينمائية وكتابة السيناريو لتصلنا في قالب فيلم بأحداث شيقة».
وأضافت: «لنشر ثقافة تخصنا، يجب ألا يكون الفيلم موجهاً لفئة محددة ليحظى بالانتشار، ولابد أن يلقى الفيلم المنتج محلياً مكانته في دور العرض، كغيره من الأفلام العالمية».
المجالس الثقافية مساعدة لظهور الأفلام السعودية!!
فيما التقينا بأحد مشرفي المقاهي الثقافية، التي كانت -ولاتزال- تخصص يوماً من كل أسبوع لمشاهدة أفلام مختارة عبر جهاز «البروجكتر».
حيث بيّن عبد الله العرابي، مشرف المجلس السينمائي بأحد المقاهي الثقافية في جدة، أن المجالس الثقافية كانت تهتم باستضافة مخرج أو كاتب محلي يقوم بعرض عمله، ويتم مناقشته ونقده من قبل الحضور، وأحياناً يتم عرض فيلم عالمي، ومن ثم مناقشته، وهناك نقاش مفتوح عن أحد مواضيع السينما وصناعة الأفلام أيضاً، وأكد العرابي أن المجالس الثقافية تعد عاملاً قوياً ومساعداً لها في نشأة الأفلام السعودية ووصولها للعالمية، بل إن الإقبال عليها منذ افتتاح السينما أصبح في تزايد؛ لأنها متنفس؛ كالإدلاء بالرأي بكل صراحة وشفافية، والمناقشة بين المهتمين والمختصين أحياناً.
المصدر: سيدتي