صلاح الساير
مذ عرفت البشرية الإعلام المطبوع، والصحف تخصص افتتاحياتها للتعليق على القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية المهمة، إلا ان صحيفة الرياض السعودية، وعلى غير عادتها، خصصت افتتاحيتها (كلمة الرياض) قبل أيام، للحديث عن أهمية السينما (!) فالسينما حسب الافتتاحية (لم تعد مجرد شريط يتم عرضه في سياق درامي يجسد أحداثا ووقائع تحتشد في زمن قصير، ويكون هدفها المتعة والإثارة وتزجية الوقت. فالسينما باتت إحدى الأدوات المهمة للقوة الناعمة التي تستثمرها الدول في بث ثقافاتها ورسائلها).
التحولات العميقة والمتسارعة في الشقيقة الكبرى (المملكة العربية السعودية) والتي ظهرت ملامحها في رؤية 2030 بدأت بالوصول إلى مطارح أخرى في الذهنية السعودية.
فها هي صحيفة عريقة كبيرة بحجم صحيفة الرياض تخصص افتتاحيتها للحديث عن أهمية (الفن السابع)، ومن المتوقع والمأمول ان تفتح المملكة أبوابها للصناعة السينمائية التي أصبحت تستقطب اهتمام دول كثيرة، ومنها دول عظمى مثل الصين التي صارت تسعى إلى الإفادة من قواها الناعمة بهدف ترويج (النموذج الصيني) في أذهان العالم بعد ان أصبح الوصول إلى عقول الناس أمر متاحا.
يطلقون على السينما الصينية اسم Chinawood على غرار Hollywood ونتذكر السينما الهندية Bollywood التي يبلغ عدد مشاهدي أفلامها يوميا، في الهند، أكثر من 14 مليون مشاهد، والتي تتزايد أفلامها وإيراداتها على نحو مذهل، وأشير إلى Nollywood وهي السينما النيجيرية التي تعتبر ثاني أكبر الأنشطة توفيرا للعمل في نيجيريا بعد الزراعة (!) واختم بالقول ان صناعة السينما السعودية Sollywood (ان صحت التسمية) صناعة واعدة يمكنها المساهمة في تنوع مصادر الدخل القومي، كما انها توفر آلافا من فرص العمل للرجال والنساء، إضافة إلى كونها قوة ناعمة شديدة التأثير وليس من المناسب تهميشها في صناعة المستقبل.
المصدر: الأنباء