مراجعة فيلم «Happyend».. دراما يابانية مدرسية أورويلية غامضة ببراعة
Peter Bradshaw
نيو سورا هو مخرج أفلام ياباني أخرج فيلم «Ryuichi Sakamoto: Opus»، وهو فيلم وثائقي عن والده، الملحن الشهير. والآن قدّم أول فيلم روائي طويل له مع هذا العمل المعقّد، والساحر، والرائع غالبًا، والذي شارك في إنتاجه أنتوني تشين؛ ينجح الفيلم في أن يكون جزءًا منه هجاءً مستقبليًا، وجزءًا دراما كوميدية عن مرحلة البلوغ، وجزءًا ديستوبيا في مدرسة ثانوية. إنه يجمع بين روح فيلم جون هيوز «The Breakfast Club» وفيلم ليندسي أندرسون «If….»، وقد يكون هناك أيضًا أثر故 لذاكرة فيلم بول شريدر «Mishima»، ولكن دون طقس السيبوكو (الانتحار الطقسي).
في مدرسة ثانوية في كوبي في المستقبل، يتعرّض الطلاب للقمع بسبب كراهية الأجانب الرجعية التي يمارسها كبار السن؛ إن التحذيرات الدورية من الزلازل، والزلازل الفعلية نفسها، تخلق جوًا واسع الانتشار من الذعر المكبوت الذي تعتقد السلطات أنه يبرّر القمع المستمر. لقد بدأ رئيس الوزراء يدّعي أن العناصر غير المرغوب فيها تستغل الزلازل للانغماس في الفوضى. وفي المدرسة، هناك ازدراء عنصري شبه مكشوف للطلاب الذين ليسوا يابانيين عرقيًا بالكامل، وكذلك لأولئك الذين لديهم آراء غير تقليدية أو متمرّدة.
في صباح أحد الأيام، يغضب المدير «شيرو سانو» عندما يرى أن بعض المخادعين قد قلبوا سيارته الصفراء الجديدة اللامعة على طرفها في ساحة المدرسة. ولديه سبب للاشتباه في عصابة المتمرّدين في المدرسة، الذين سُمح لهم بالتجمّع معًا في «غرفة أبحاث الموسيقى»، بتشجيع من المعلّم الليبرالي السيد أوكادا «أيومو ناكاجيما». وهم يوتا «هاياتو كوريهارا»، وفومي «كيلالا إينوري»، وكو الكوري-الياباني «يوكيتو هيداكا»، والطالبة الصينية مينغ «شينا بينغ»، والطالب الأميركي الأفريقي توم «أرازي» (الذي يخطط للانضمام إلى عائلته في ديترويت عند التخرّج)، وأتا-تشان المهووس «يوتا هاياشي».
ومع ذلك، لا يستطيع المدير العابس إثبات أي شيء، والفيلم نفسه لا يُظهر بالضبط من قام بهذه الحركة البهلوانية أو كيف تمكّنوا من فعلها. ولكن بروح الانتقام والحقد، يقوم بتركيب نظام مراقبة بالفيديو ونظام للتعرّف على الوجه في المدرسة، يحمل اسم «بانوبتي»، من الواضح أنه مستوحى من تصميم سجن «البانوبتيكون» لجيريمي بنثام، والذي يتجسس على كل تحرّكات الطلاب. يخلق هذا الإعداد الأورويلي خللًا وظيفيًا هائلًا في المدرسة، أشبه بانهيار عصبي جماعي، ربما بشكل خاص ليوتا وكو، اللذين قد يعني لهما الفقدان الكارثي للخصوصية في المدرسة أنهما، حتى وهما يتحدّيان هذا القمع الجديد ببطولة، لا يستطيعان الاعتراف بمشاعرهما تجاه بعضهما البعض.
هذا فيلم يرفض أن يقدّم لنا قصصًا واضحة، أو توصيفات محدّدة للشخصيات، أو معاني جاهزة؛ حتى المدير الشرس نفسه قد لا يكون صارمًا إلى هذا الحد. إنه فيلم أنيق للغاية ومدروس وصادق، قد يكون فيه انكسار قلب المراهق المعتاد بنفس أهمية أي تعليق سياسي.
المصدر: The Guardian

