7 أفلام فشلت في شباك التذاكر ثم أصبحت من كلاسيكيات السينما
سوليوود «متابعات»
يعتقد البعض أن شباك التذاكر هو المقياس النهائي لنجاح أي فيلم، غير أن التاريخ السينمائي أحيانًا يثبت العكس. فهناك أعمال طُرحت في صالات العرض وسط تجاهل جماهيري، أو قوبلت بنقد سلبي قاسٍ، فتسببت بخسائر مالية فادحة عند صدورها، لكنها مع مرور الزمن تحولت إلى أيقونات خالدة وكلاسيكيات تُدرّس في معاهد السينما.
أفلام فشلت أولًا ثم أصبحت أيقونات
تتعدد أسباب الفشل في شباك التذاكر: مشكلات إنتاجية وتسويقية، موضوعات غريبة عن السائد، قصص غير مألوفة، أبطال لم يكونوا مشهورين حينها، أو حتى غياب البطولة النسائية. لكن الجمهور، بمرور الوقت، يعيد تصنيف بعض هذه الأعمال ويمنحها المكانة التي تستحقها.
«Fight Club»
يحكي الفيلم قصة إدوارد الذي يعاني ضغوطًا نفسية تمنعه من النوم، فيلجأ إلى حضور جلسات العلاج النفسي الجماعي، وهناك يتعرف على تايلر ديردن الذي يحرره من قيوده. العمل من بطولة إدوارد نورتون وبراد بيت، وإخراج ديفيد فينشر.
عُرض الفيلم لأول مرة عام 1999 بميزانية 26 مليون دولار، لكنه حقق فقط 8 ملايين محليًا، ليُصنف كفشل تجاري. بعد مرور أكثر من عقدين، بات «Fight Club» أيقونة سينمائية، إذ تطرق لقضايا الرأسمالية والذكورية السامة التي لا تزال موضوعًا حيًا. نورتون نفسه اعتبر أن سوء تسويق شركة «توينتيث سينتشري فوكس» كان السبب المباشر للفشل الأولي، رغم عرضه في مهرجان البندقية وتلقيه آراء إيجابية.
«Scarface»
صدر الفيلم في ديسمبر 1983 مستندًا إلى رواية أرميتاج تريل (1930) التي استلهمت شخصية آل كابوني الملقب بـ«سكارفيس». أخرجه برايان دي بالما وبطولة آل باتشينو. ورغم تحقيقه 65 مليون دولار عالميًا، لم تغطِ الإيرادات ميزانيته الكبيرة.
الفيلم واجه انتقادات واحتجاجات من الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية بسبب تصوير الكوبيين بشكل سلبي، خاصة وأن أحداثه ارتبطت بموجة الهجرة من ميناء مارييل عام 1980. ومع ذلك، حقق «Scarface» لاحقًا نجاحًا كبيرًا في سوق الفيديو المنزلي، إذ بيع أكثر من 100 ألف نسخة في صيف 1984، ليصبح من أكثر الأفلام تداولًا وشعبية عبر العقود.
«Citizen Kane»
تحفة أورسون ويلز التي تناولت قصة رجل الأعمال العصامي تشارلز فوستر كين، الذي بنى إمبراطورية إعلامية ضخمة قبل أن يخسر كل شيء. أُنتج الفيلم عام 1941 وفشل في شباك التذاكر عند عرضه، لكنه تحول لاحقًا إلى ما يعتبره كثيرون «أعظم فيلم في تاريخ السينما».
«The Shawshank Redemption»
يحكي الفيلم قصة آندي دوفرين المحكوم بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل زوجته وعشيقها، وصراعه لإثبات ذاته داخل سجن شاوشانك. أُنتج بميزانية 25 مليون دولار، لكنه لم يحقق سوى 16 مليونًا محليًا عند عرضه عام 1994، رغم قوة قصته ومشاركة نجوم كبار.
ساهمت عدة عوامل في فشله التجاري ومنها: المنافسة الشرسة مع «Forrest Gump» الذي حصد 650 مليون دولار عالميًا، غياب البطولة النسائية، وعدم شعبية أفلام السجون، إضافة إلى عنوانه المربك. لكن بعد إعادة عرضه وترشيحه لجوائز الأوسكار، ارتفع الاهتمام به، ليصبح اليوم الفيلم الأعلى تقييمًا على موقع IMDb.
أفلام عادت للحياة بعد الفشل
«Donnie Darko»
الفيلم الذي شكّل انطلاقة جيك جيلينهال، فشل تمامًا عند صدوره عام 2001. إصداره المحدود وحملته التسويقية المربكة تزامنا مع أحداث 11 سبتمبر، التي جعلت حبكته – المتضمنة حادثة تحطم طائرة – غير ملائمة للجمهور الأميركي حينها.
بميزانية 6 ملايين دولار، لم يحقق سوى 110 آلاف دولار في شباك التذاكر، لكنه بمرور الوقت اكتسب قاعدة جماهيرية واسعة عبر أقراص الفيديو الرقمية وعروض منتصف الليل، ليصبح فيلمًا مفضلاً لدى جيل كامل من الشباب.
«Blade Runner»
فيلم ريدلي سكوت الصادر عام 1982 واجه منافسة شرسة من «E.T.» الذي اجتاح شباك التذاكر في العام نفسه. ورغم ميزانية بلغت 28 مليون دولار، لم يحقق سوى 32.9 مليون دولار.
لكن مع إصدار نسخة «Director’s Cut» عام 1992، بدأ الاهتمام يتجدد بالفيلم الذي يُعتبر اليوم من أعظم أفلام الخيال العلمي وأكثرها تأثيرًا على ثقافة البوب.
«It’s a Wonderful Life»
كان من المقرر طرح الفيلم في يناير 1947، لكن موزعه دفعه للعرض في موسم عيد الميلاد 1946. تصادف عرضه مع فيلم «أفضل سنوات حياتنا» الذي حقق نجاحًا ساحقًا، ما تسبب في تراجع إيرادات «إنها حياة رائعة» إلى 3.3 مليون دولار فقط مقابل ميزانية 3.7 مليون دولار.
الشركة المنتجة «ليبرتي فيلمز» غرقت في الديون وتم بيعها إلى باراماونت. لكن بعد انتهاء حقوق نشر الفيلم عام 1974، أصبح ملكًا عامًا، لتلتقطه القنوات التلفزيونية وتعيد بثه باستمرار في موسم الأعياد. بفضل ذلك، تحول إلى أحد أكثر الأفلام ارتباطًا بعيد الميلاد، وواحد من أعظم الكلاسيكيات الأميركية.
كيف يتحول الفشل إلى «Cult Classic»؟
ما الذي يجعل فيلمًا يفشل في شباك التذاكر ثم يتحول إلى عمل محبوب يُعاد اكتشافه عبر الأجيال؟ السر يكمن غالبًا في كونه غير تقليدي: قصة مختلفة، أسلوب بصري مبتكر، أو تناول موضوعات مثيرة للجدل. هذه العوامل تمنح الفيلم روحًا خاصة، تجذب جمهورًا محددًا في البداية، قبل أن تتوسع قاعدته مع مرور الوقت.
الأفلام الكلاسيكية المحبوبة تتنوع بين الرعب والخيال العلمي والكوميديا والدراما، وما يجمعها هو الشغف الجماهيري الذي يقود إلى تكرار المشاهدة، وتنظيم عروض جماعية، وحتى إقامة فعاليات واحتفالات مستوحاة منها. ومن أبرز هذه الأمثلة فيلم «The Shawshank Redemption» الذي أثبت أن فشل البداية لا يعني النهاية، بل قد يكون بداية رحلة نحو الخلود السينمائي.


