أفلام رعب المخاوف المجتمعية
سلطان فادن
ازدادت في السنوات الأخيرة أفلام نوعية الرعب الراقي «Elevated Horror»، وهو اتجاه في أفلام الرعب التي تعطي الأولوية للعمق الموضوعي والرعب النفسي والحرفية الفنية باستخدام الدماء والقفزات المخيفة، وغالبًا ما يستخدم الرعب لاستكشاف قضايا واقعية معقدة مثل الصدمات والمخاوف المجتمعية، وحيث إنها علامة تجارية حديثة، فإن مفاهيمها تتوافق مع الرعب النفسي والرعب الفني، باستخدام أسلوب واقعي مع تصوير سينمائي، لخلق تجربة عاطفية وغامرة تهدف إلى البقاء مع الجمهور لفترة طويلة بعد المشاهدة.
الفيلم الأميركي «Weapons» ٢٠٢٥ من نوعية الغموض والرعب. كتابة وإنتاج وإخراج الشاب زاك كريغر، مخرج فيلم الرعب «Barbarian» بطولة كل من جوش برولين وجوليا غارنر.
تدور أحداث الفيلم حول قضية تبدو غامضة، تتعلق بسبعة عشر طفلًا من نفس الفصل الدراسي، يهربون ثم يختفون بشكل غامض في نفس الليلة وفي نفس الوقت. الفيلم يعتمد على فرضية مقلقة، وعلى مواضيع مجازية مثل الحزن على فقد الأقارب، والارتياب، والإدمان، والخوف من اختفاء الأحباء.
استوحى المخرج السرد بشكل مقتضب من فيلـمي «Magnolia» و«Prisoners». كما ينسج كريغر قصة متقنة الصنع من الغموض المرعب والمكائد المثيرة أحد الإنجازات الأكثر إثارة للإعجاب في الفيلم هو الطريقة التي يعتمد بها المخرج على هذه الديناميكية المثيرة للجدل لإثبات وجهة نظر حول كيفية قيام المجتمعات في كثير من الأحيان باستحضار «أشباح» ملائمة لإلقاء اللوم عليها، بدلًا من مواجهة الأشياء التي تعرض الأطفال للخطر بالفعل.
إحدى أعظم نقاط القوة في سيناريو كريغر «الطموح» هي رفضه القاطع لربط كل نقطة بالطريقة التي فعلتها العديد من أفلام الرعب الراقية في السنوات الأخيرة.
يقوم كريغر بعمل رائع في الإجابة على الألغاز التي أثارها طوال الفيلم. في حين وازن الفيلم برشاقة بين التوترات المختلفة، والتي تم إطلاقها جميعًا بشكل تنفيسي خلال الدقائق العشرين الأخيرة المنظمة بشكل رائع، مع الصورة العنيفة.
لكن يُؤخذ على المخرج عدم التفكير في إمكانيات أكثر قوة لمضي أكثر من ساعة قبل أن يتم الكشف عن رأيه.
طاقم العمل جيد، وخاصة برولين وغارنر، لقيامهم بعمل صعب ومتعدد الطبقات. وكذلك التصوير السينمائي لإيجاده زاوية كاميرا «غريبة» في كل مشهد تقريبًا، سواء كان صادمًا بشكل صريح أو عاديًا بشكل خبيث.
الفيلم بالمجمل جيد ومشوق ومختلف.
ولاقى الفيلم استحسانًا من معظم النقاد. أما على شباك التذاكر فقد حصد افتتاحية ممتازة «٢٥١ مليون دولار» في مقابل ميزانيته «٣٨ مليون دولار».
الفيلم مناسب للكبار فقط لمشاهد العنف مع تلميحة واحدة للشذوذ، وتقييمي «7.5/10».