«البطل المضاد».. شخصية رمادية تخطف تعاطف الجمهور
سوليوود «خاص»
يُعتبر «البطل المضاد» من أكثر الشخصيات السينمائية إثارةً للجدل والجذب، فهو لا يشبه الأبطال التقليديين الذين يمثلون الفضيلة والشجاعة الكاملة، بل يجمع بين الصفات المتناقضة، من قوة وضعف، خير وشر، أنانية وتضحية. هذا التناقض يضفي على الشخصية واقعية أكبر، ويجعلها قريبة من الجمهور الذي يرى فيها جانبًا من حياته وصراعاته.
شخصية خارج القوالب
يختلف البطل المضاد عن البطل الكلاسيكي في أنه لا يسعى دائمًا وراء العدالة المطلقة أو النبل، بل قد يتحرك بدوافع شخصية، أنانية أو انتقامية. ورغم ذلك، يجد الجمهور نفسه متعاطفًا معه لأنه يعكس الطبيعة البشرية المعقدة.
بطولة من نوع آخر
وجود البطل المضاد يُعيد تعريف البطولة، حيث لا يشترط أن يكون البطل قدوة مثالية، بل يكفي أن يقود القصة بقراراته، حتى لو كانت مثيرة للجدل. وهذا ما يمنح العمل عمقًا دراميًا مضاعفًا.
قوة في التناقضات
تكمن جاذبية هذه الشخصية في الصراع الداخلي الذي تعيشه: بين الرغبة في الخير والانجراف نحو الشر، بين السعي وراء مصلحة شخصية والتضحية من أجل الآخرين. هذا التوتر يجعل المتفرج في حالة ترقب دائم لمسار الشخصية.
جسر بين الخير والشر
«البطل المضاد» ليس مجرد شخصية رمادية، بل هو مساحة يلتقي فيها النقيضان، مما يمنح الجمهور رؤية جديدة لمعنى البطولة، حيث يمكن للضعف أن يكون قوة، وللأخطاء أن تصنع تعاطفًا أكبر من المثالية المطلقة.
أفلام قدّمت «البطل المضاد» بشكل مميز:
«Taxi Driver»
شخصية ترافيس بيكل تجسد البطل المضاد بامتياز، سائق تاكسي يعيش عزلة وصراعًا داخليًا يقوده إلى العنف.
الفيلم الصادر عام 1976، من بطولة: روبرت دي نيرو، وجودي فوستر؛ ومن إخراج: مارتن سكورسيزي.
«Joker»
يقدّم حكاية تحول آرثر فليك من رجل مسحوق إلى رمز للفوضى، شخصية مثيرة للتعاطف رغم مظلمتها.
الفيلم الصادر عام 2019، من بطولة: خواكين فينيكس، وروبرت دي نيرو؛ ومن إخراج: تود فيليبس.
«Fight Club»
يروي قصة رجل يعيش حياة مملة ليجد نفسه في عالم يقوده نحو الفوضى عبر شخصية ثائرة تكسر القوانين.
الفيلم الصادر عام 1999، من بطولة: براد بيت، وإدوارد نورتون، وهيلينا بونهام كارتر؛ ومن إخراج: ديفيد فينشر.


