سوليوود «حيفا»
ربما يكون أهم حدث تلقفته الأوساط الثقافية الفلسطينية والعربية، هو ما أعلنت عنه مؤخراً «جمعية الثقافة العربية»، بإطلاقها مشروع افتتاح «سينما الانشراح» في مدينة حيفا، بهدف استعادة ذاكرة الأماكن الفلسطينية في المدينة. وذكرت الجمعية في بيان لها: إن السينما ستتبنّى فكرة عرض الأفلام العربية القديمة، وأيضاً بعض الأفلام العربية الحديثة في الهواء الطلق، وتحديداً في ساحة عمارة المركز الثقافي العربي، وستفتتح موسمها الثقافي الأول، بعرض فيلم «غرام وانتقام»، إنتاج عام 1944، وتمثيل كل من: أسمهان، يوسف وهبي، أنور وجدي، محمود المليجي، بشارة واكيم، والفيلم مقتبس عن مسرحية، بعنوان «السيد» كتبت عام 1637 للفرنسي بيير كورنيه 1606 ـ 1648)، ثم تعرض على التوالي خمسة أفلام هي: «غزل البنات» 1949، و«باب الحديد» 1958، و«أنا حرة» 1959، و«الزوجة 13» إنتاج عام 1962، و«خللي بالك من زوزو» 1972، ومن الأفلام العربية المعاصرة، سيتم عرض الفيلم السعودي «ثوب العرس» للمخرج محمد سلمان، الذي وصل إلى التصفيات النهائية لمسابقة الفيلم العربي «أوسكار العرب»، وذلك كما ورد في صحيفة الاتحاد.
استمدت هذه السينما اسمها من مكان اسمه «بستان الانشراح»، الذي كان يشقّه في الطول شارع البنوك ممتداً من شارع اللنبي في أعلاه إلى شارع يافا في أسفله، وتعرف المصادر التاريخية هذا البستان، بأنه واحد من أهم وأشهر المتنزهات في مدينة حيفا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، بل كان المتنفس الوحيد لأهل مدينة حيفا للترفيه، وتضيف المصادر أن «بستان الانشراح» استضاف كل من كوكب الشرق أم كلثوم، ومنيرة المهدية، كما استقطب مجموعة من مسرحيات يوسف وهبي، وفرقة أولاد عكاشة الهزلية (1900 ـ 1935)، التي عرضت مسرحية بعنوان «شهيد الوفاء»، وغيرها من الفرق التمثيلية والفكاهية العربية.
مديرة الجمعية، رلى خوري، ذكرت في تصريحات صحفية: «إن الجمعية تطمح، من خلال هذا المشروع الوطني الثقافي، إلى استعادة مرحلة زمنية مضيئة في تاريخ الثقافة الفلسطينية والعربية، تمهيداً لتطوير المشروع إلى فضاءات، تنطلق منها إلى مرحلة الإبداع الثقافي أدبياً وسينمائياً، وتعزيز مفهوم أمثل للثقافة الجماهيرية، في ضوء الظروف الحالية التي نعيشها في الداخل»، تحت مظلة مشروع إنعاش الحوار الثقافي الفلسطيني العربي.