أفضل أعمال «لطفي لبيب» بين السينما والدراما.. مسيرةٌ ناعمةٌ وبصمةٌ لا تُنسى في الذاكرةِ الفنيّةِ
سوليوود «متابعات»
يُعدّ الفنانُ الراحلُ لطفي لبيب من أبرزِ الوجوهِ التي طبعت السينما والدراما المصريّةَ بطابعٍ خاصٍّ جمع بين البساطةِ والعمقِ، والكوميديا الهادئةِ والدراما الجادّةِ. على مدارِ عقودٍ من العطاءِ، استطاع أن يفرضَ حضورَه المميّزَ على الشاشةِ، رغم أنّ أغلبَ أدوارِه كانت مساندةً لا بطولةً مطلقةً، إلا أنّ الجمهورَ لم ينسَ ملامحَه ولا تعليقاتهِ الساخرةَ التي تحوّلت إلى أيقوناتٍ متداولةٍ في الثقافةِ الشعبيّةِ. وفيما يلي رصدٌ لأهمّ المحطّاتِ الفنيّةِ في مشوارِ لطفي لبيب، من خلالِ أبرزِ أعمالِه السينمائيّةِ والتلفزيونيّةِ التي عكست تنوّعَ موهبتِه وقدرتَه على أداءِ الأدوارِ المركّبةِ بخفّةِ ظلٍّ نادرةٍ.
فيلم «السفارة في العمارة»
شكّل هذا الفيلمُ نقطةً تحوُّلٍ في مسيرةِ لطفي لبيب، حيث أدّى دورَ السفيرِ بجوارِ الزعيمِ عادل إمام في عملٍ سينمائيٍّ ناقش قضيّةً سياسيّةً شائكةً، ورغمَ محدوديّةِ مشاهدِه، إلا أنّ حضورَه ترك أثرًا واسعًا وفتح له آفاقًا أكبرَ في عالمِ الفنِّ، ليُصبح من الوجوهِ المألوفةِ والمطلوبةِ في أغلبِ الإنتاجاتِ اللاحقةِ.
فيلم «كده رضا»
رغمَ ظهورِه الخاطفِ في بدايةِ أحداثِ الفيلمِ، إلا أنّ شخصيّةَ الأبِ المحتالِ التي جسّدها لطفي لبيب ظلّت عالقةً في ذاكرةِ الجمهورِ، حيث لعب دورَ والدِ التوائمِ الثلاثةِ الذين جسّد شخصياتِهم أحمد حلمي، وهو الدورُ الذي ساهم في تعزيزِ مكانةِ لبيب كممثلٍ قادرٍ على حفرِ حضورِه في دقائقَ معدودةٍ.
فيلم «عصابة الدكتور عمر»
قدّم لطفي لبيب في هذا الفيلمِ شخصيّةَ الطبيبِ فخري، أستاذِ الدكتورِ عمر، وجاءت الشخصيّةُ ثريّةً ومليئةً بالتفاصيلِ الكوميديّةِ داخل إطارٍ علميٍّ ونفسيٍّ. العملُ جمعه مع مصطفى قمر وياسمين عبدالعزيز، وظهر فيه لطفي كحلقةِ وصلٍ دراميّةٍ رئيسيّةٍ أثّرت الحبكةَ بشكلٍ واضحٍ.
فيلم «H دبور»
في واحدةٍ من أولى بطولاتِ أحمد مكي السينمائيّةِ، لعب لطفي لبيب دورًا محوريًّا عبرَ شخصيّةِ سرناقوسي، الصديقِ الحكيمِ الذي يساعد البطلَ في اكتشافِ ذاتِه والانتقالِ من حياةِ الترفِ إلى المسؤوليّةِ. وقد كان هذا الدورُ شاهدًا على العلاقةِ الفنيّةِ القويّةِ بينه وبين مكي والتي تكرّرت لاحقًا.
فيلم «نمس بوند»
جسّد لطفي لبيب شخصيّةَ العقيدِ حامد، رئيسِ المباحثِ، وشارك في سلسلةٍ من المفارقاتِ الكوميديّةِ إلى جانبِ هاني رمزي، في فيلمٍ اعتمد على كوميديا الموقفِ وسخر من مفاهيمِ التحقيقاتِ البوليسيّةِ بأسلوبٍ ساخرٍ جعله من الأعمالِ الجماهيريّةِ المحبوبةِ.
فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»
في هذا العملِ، قدّم لطفي لبيب دورَ مديرِ مكتبِ وزيرِ التعليمِ، وجاء ظهورُه داعمًا للبطلِ محمد هنيدي الذي جسّد شخصيّةَ المدرّسِ الصارمِ. الفيلمُ حقّق نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا ولعب دورًا في ترسيخِ حضورِ لبيب في الأفلامِ التي تجمع بين الطابعِ الكوميديِّ والرسالةِ الاجتماعيّةِ.
فيلم «طير انت»
قدّم لطفي لبيب شخصيّةَ عمّ نصحي في ثاني تعاونٍ له مع أحمد مكي، وشارك في صنعِ عالمٍ خياليٍّ مليءٍ بالسحرِ والكوميديا والرسائلِ الإنسانيّةِ. الفيلمُ أبرز قدرةَ لبيب على التكيّفِ مع مختلفِ الأساليبِ الإخراجيّةِ ومساندةِ الأبطالِ الجددِ بطريقةٍ تمنحهم توازنًا في الأداءِ.
فيلم «عسل اسود»
شارك لطفي لبيب في فيلمِ «عسل اسود» بديلًا للفنانِ محمد شرف الذي حالت ظروفُه الصحيّةُ دون المشاركةِ، ورغم مجيئِه في اللحظةِ الأخيرةِ، إلا أنّ لطفي أصرّ على حصولِ زميلِه على أجرِه كاملًا، في موقفٍ إنسانيٍّ نادرٍ يعكس أخلاقيّاتِه العاليةَ. وقدّم خلالَ الفيلمِ أداءً مميّزًا ضمن أحدِ أنجحِ أفلامِ أحمد حلمي.
فيلم «بوبوس»
التعاونُ الثاني مع عادل إمام في فيلمِ «بوبوس» شكّل تأكيدًا على العلاقةِ الفنيّةِ المتينةِ بينهما، وقد جاء الفيلمُ في توقيتٍ صعبٍ اقتصاديًّا، إذ تناول تداعياتِ الأزمةِ الماليّةِ العالميّةِ على رجالِ الأعمالِ، وقدّم لبيب من خلالِه دورًا ثانويًّا لامعًا كعادتِه.
فيلم «الثلاثة يشتغلونها»
من خلالِ شخصيّةِ الأستاذِ صبحي، لعب لطفي لبيب دورًا بارزًا في فيلمِ «الثلاثة يشتغلونها» إلى جانبِ ياسمين عبدالعزيز، حيث دمج الأداءَ بين الكوميديا والرسالةِ التربويّةِ والاجتماعيّةِ حول استغلالِ الفتياتِ الطيّباتِ في مجتمعٍ يملؤُه الطمعُ والانتهازيّةُ.
مسلسل «الخواجة عبد القادر»
في عالمِ الدراما، شكّل «الخواجة عبد القادر» نقطةً مهمّةً في رصيدِ لطفي لبيب، حيث شارك النجمَ يحيى الفخراني في هذا العملِ الذي ناقش التحوّلاتِ الروحيّةَ والإنسانيّةَ العميقةَ، مقدّمًا شخصيّةً ثانويّةً ساعدت على توجيهِ الأحداثِ وصياغةِ الخلفيّةِ المجتمعيّةِ للقصّةِ.
مسلسل «صاحب السعادة»
عودةٌ إلى التعاونِ مع الزعيمِ عادل إمام عبرَ مسلسلٍ تلفزيونيٍّ هذه المرّةِ، جسّد لطفي لبيب أحدَ الأدوارِ العائليّةِ الكوميديّةِ في «صاحب السعادة»، وشارك في رسمِ ملامحِ جيلِ الآباءِ وأزماتِه مع الأبناءِ في قالبٍ يمزج بين الكوميديا والدراما الاجتماعيّةِ.
مسلسل «الرحايا حجر القلوب»
في دراما الصعيدِ وأجوائِها المشحونةِ بالتقاليدِ والصراعاتِ، لعب لطفي لبيب دورًا لافتًا في مسلسلِ «الرحايا» إلى جانبِ نور الشريف، وجاءت الشخصيّةُ التي أداها ضمن الإطارِ العائليِّ والقبليِّ، ممّا أظهر جانبًا مختلفًا من قدراتِه التمثيليّةِ غيرِ الكوميديّةِ.
مسلسل «الأب الروحي»
في جزئَي «الأب الروحي»، شارك لطفي لبيب بدورٍ داعمٍ ضمن عائلةٍ كبيرةٍ معقّدةِ العلاقاتِ، وساهمت مشاركتُه في توسيعِ قاعدتِه الجماهيريّةِ مع الجيلِ الجديدِ من المشاهدين الذين تابعوا المسلسلَ بشغفٍ كبيرٍ، خصوصًا مع الأداءِ القويِّ لمحمود حميدة وباقي النجومِ.
مسلسل «رجالة البيت»
رغم تدهورِ حالتِه الصحيّةِ، شارك لطفي لبيب في مسلسلِ «رجالة البيت» بدورِ الجدِّ الذي يجمع الأجيالَ المختلفةَ تحتَ سقفٍ واحدٍ. الدورُ لم يتطلب مجهودًا بدنيًّا لكنه حافظ على حضورِه المحبّبِ للجمهورِ، مع نجمي الكوميديا أكرم حسني وأحمد فهمي في عملٍ رمضانيٍّ خفيفٍ.
خاتمة
مسيرةُ لطفي لبيب الفنيّةِ لا يمكن اختزالُها في عددٍ من الأفلامِ أو المسلسلاتِ فقط، فقد كان فنانًا من طرازٍ نادرٍ استطاع أن يتسلّل إلى قلوبِ الجمهورِ بذكاءٍ بسيطٍ وأداءٍ خالٍ من التكلّفِ. وحتى أدوارُه الثانويّةُ كانت تحتفظ بوزنِها وتأثيرِها، لتبقى حاضرةً في ذاكرةِ الأجيالِ، وتؤكّد أن الفنَّ الصادقَ لا يموت، بل يُعاد اكتشافُه مع كلّ مشاهدةٍ.
