5 أفلام سعودية تجري أحداثها في «أحياء شعبية»
سوليوود «خاص»
لم تعد الأحياء الشعبية في السينما مجرد خلفية مكانية، بل أصبحت في الأفلام السعودية الحديثة عنصرًا سرديًا حيًا يحمل دلالات طبقية وثقافية، ويعكس نبض الشارع السعودي ببساطته وصراعاته وتناقضاته. كثير من المخرجين السعوديين اختاروا هذه الأحياء كنقطة انطلاق لحكاياتهم، لما فيها من عمق واقعي وتفاصيل إنسانية غنية، تُعبّر عن قضايا الانتماء، والتمرد، والهوية، والعدالة الاجتماعية. في هذا التقرير، نستعرض 5 أفلام سعودية قدّمت الأحياء الشعبية بعيون مختلفة، وصاغت من واقعها قصصًا نابضة بالحياة.
«حد الطار»
يروي العمل قصة شاب ينتمي لعائلة تمتهن تنفيذ القصاص، يعيش في حي شعبي بالرياض، يقع في حب فتاة من بيئة فنية بسيطة. الصراع بين العاطفة والقدر الموروث ينبثق من تفاصيل الحي، وعاداته، وأصواته الليلية.
صدر عام 2020، في افتتاحيّة عروض مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثانية والأربعين، وحصد الفيلم عدة جوائز، من بينها جائزة أفضل مخرج لعبد العزيز الشلاحي في مهرجان مالمو للسينما العربية، وهو من بطولة: فيصل الدوخي، أضوى فهد؛ من إخراج: عبدالعزيز الشلاحي.
«طريق الوادي»
تدور أحداث الفيلم السعودي في قرية منغلقة على نفسها يطلق عليها «الوادي» يخرج منها أهلها بصعوبة، ويجاهد الأبناء للتعلم خارجها، وعندما تنهي الابنة دراستها تطالب بالعودة للزواج أولًا، ويستعرض العمل رحلة أب وابنه إلى جنوب المملكة تمر عبر قرى وأحياء بسيطة، تنقل إحساسًا بالعزلة والهوية المهددة. البيئة الشعبية تتجلى كفضاء تأملي يعكس صراعات داخلية.
شارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية المرموقة، منها مهرجان مالمو السينمائي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وحصل بطل العمل الطفل «حمد فرحان» على جائزة أفضل ممثلٍ صاعد في مهرجان أفلام السعودية 2023، عن دوره في الفيلم، كما حصلت «أسيل عمران» على جائزة أفضل ممثلةٍ عن المهرجان ذاته. وهو من بطولة: أسيل عمران، ونايف خلف، ومحمد الشهري، ومحمد هلال؛ ومن إخراج وتأليف: خالد فهد.
«سيدة البحر»
في بيئة بحرية فقيرة، تُجبر الفتاة الصغيرة على اختيار مصيرها وسط مجتمع تقليدي، وبالمقابل يتم صيد المخلوقات البحرية بواسطة رجال القرية، لكن يقوم والد «حياة» بطلة العمل بإنقاذها من هذا المصير. تُعتبر «حياة» لعنة على القرية كلها وتكبر منبوذة. ومع ذلك فهي لا تستسلم لهذا المصير وتناضل من أجل مكانتها داخل القرية. بعد أن تنجب والدتها طفلاً رضيعًا، يجب أن تقبل «حياة» العادات الوحشية المتمثلة في إعطاء نفسها لمخلوقات البحر أو إيجاد وسيلة للهروب. رغم الرمزية العالية، فإن الفيلم يستند بصريًا إلى طابع شعبي بامتياز.
عُرض الفيلم لأول مرة في الدورة السادسة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي عام 2019، وفاز بجائزة نادي فيرونا السينمائي للفيلم الأكثر إبداعًا في أسبوع النقاد في المهرجان، وهو من بطولة: أشرف برهوم، ويعقوب الفرحان، وفاطمة الطائي، باسمة حجار؛ ومن إخراج: شهد أمين.
«الخطّابة»
يحكي الفيلم عن موظف يقع في حب متدربته الجميلة ويتبعها إلى منتجع صحراوي تسيطر عليه قوى غريبة. تصوير الفيلم في مدينة العلا التاريخية أضاف بُعدًا بصريًا جماليًا للفيلم، حيث استغل مخرج العمل عبدالمحسن الضبعان جمال المناظر الطبيعية الصحراوية، ليجعلها جزءًا من السرد البصري، ويمثل العمل تجربة سينمائية مميزة تمزج بين الغموض والإثارة النفسية مع لمسة محلية تعكس ثقافة وتقاليد المجتمع. كما يلقي الضوء على الثقافة الفنية من الأزياء الشعبية والإيقاعات الموسيقية التي تنتمي للمنطقة وتعبر عن هويتها.
الفيلم الصادر عام 2023، من بطولة: حسام الحارثي، وريم الحبيب، وسارة طيبة، ونور الخضراء؛ ومن إخراج: عبدالمحسن الضبعان.
«عمرة والعرس الثاني»
تدور أحداث الفيلم حول عمرة وهي ربة منزل في الرابعة والأربعين من عمرها لها ثلاثة بنات، تكتشف فجأة أن زوجها المتقاعد ينوي الزواج من فتاة سورية تصغرها بعشرين عاماً انتقلت مع أسرتها للعيش في منزل مجاور، رغبةً منه في الحصول على أولاد ذكور، تحاول عمرة خلال الفيلم فهم هذا الواقع الجديد، إما محاولة لتغييره أو للتكيّف معه، فتبدأ حياتها في التفكك تزامنًا مع محاولة أخذ حل مناسب.
الفيلم السعودي الصادر عام 2017، من بطولة: شيماء الطيب، ومحمد الحمدان، وسارة الشامخ، وخيرية نظمي، وزينة حريري؛ ومن إخراج وتأليف: محمود صباغ.
