قصص ما وراء الكاميرا.. حين تصنع السينما أفلامًا عن نفسها
سوليوود «متابعات»
لطالما ارتبط صُنّاع السينما بشغف لا ينضب تجاه مهنتهم، لكن بعض المخرجين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، بتحويل هذا الشغف إلى أفلام عن السينما نفسها. أفلام ترصد الكواليس، وتروي حكايات شخصية ومهنية غالبًا ما تكون أكثر إثارة مما يُعرض على الشاشة.
«8½».. حيرة فيلليني تتحول إلى فيلم
فيلم «8½» من إخراج فيدريكو فيلليني هو تأمل فني في أزمة إبداعية يمر بها مخرج لا يعرف عن ماذا سيكون فيلمه المقبل. بعدما بلغ قمة النجاح بـ«الحياة حلوة»، قرر فيلليني تقديم عمل عن ذات المبدع. ومع أنه تعاقد على الفيلم وبدأ التجهيزات، إلا أنه كان خاليًا من الحبكة أو القصة.
في النهاية، قرر أن تكون هذه الحيرة نفسها موضوع الفيلم، فجاء «8½» ليحاكي حالة فيلليني، ويقدّم مخرجه «جيدو آنسليمي» على أنه مرآة له، فاقد للبوصلة، وسط احتفال الفريق بعمل لم يتشكل بعد.
«حدث ذات مرة في هوليود».. شغف تارنتينو المؤجل
كوينتن تارنتينو، المهووس بأفلام الستينيات، قرر أخيرًا تجسيد تلك المرحلة في فيلمه «Once Upon a Time in Hollywood». الفيلم يجمع بين شخصيات خيالية مثل «كليف بوث» و«ريك دالتون» وأحداث واقعية أبرزها مقتل شارون تيت.
بذل تارنتينو جهدًا كبيرًا لإحياء ملامح هوليود في 1969، مستخدمًا خام 35 مم وإكسسوارات من مجموعته الخاصة، ليخرج العمل وكأنه قطعة من الزمن الذي لطالما حلم أن يعيش فيه.
«ذا فابلمانز».. سبيلبرغ يصالح ماضيه
بعد سنوات من التأجيل، قرر ستيفن سبيلبرغ أن يروي قصته الشخصية في «The Fabelmans»، متناولًا طفولته وتأثير طلاق والديه عليه. بطل الفيلم «سامي» يستخدم الكاميرا لرؤية الحقيقة الخفية في أسرته، ويعيد اكتشاف والدته من منظور مختلف.
الفيلم يُبرز السينما كوسيلة للشفاء، إذ يعيد سبيلبرغ تمثيل لحظات طفولية حقيقية وأفلامه المنزلية الأولى، ليحوّل الجرح إلى عمل فني.
«لالا لاند».. الحلم والخذلان في مدينة الأحلام
«لالا لاند» هو مشروع المخرج داميان شازيل منذ أيام الجامعة، ويعد تحية إلى الكلاسيكيات الموسيقية، لكن بروح واقعية. تدور القصة حول موسيقي وممثلة يحاولان النجاح في لوس أنجلوس، لكن الواقع يفرض طريقًا مختلفًا لكل منهما.
صُوّر الفيلم بخام 35 مم وبأسلوب «سينماسكوب»، وافتُتح بمشهد استعراضي ضخم على الطريق السريع، يذكّر بمشهد الحلم في فيلم «8½»، وكأن شازيل يلمّح إلى أن كل المخرجين عالقون في ذات القلق بشأن مشروعهم المقبل.

