«نتفليكس» تتجاوز التوقعات وتُثبت مناعتها ضد أزمات التجارة العالمية
سوليوود – متابعات
برزت منصة «نتفليكس» كاستثناء مثير للانتباه في وقتٍ يواجه فيه الاقتصاد العالمي تداعيات حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، إذ بدت وكأنها انضمت إلى جمهورها على الكنبة، تتابع المشهد دون أن تُصاب بأذى. فخلافًا للعديد من الشركات المتأثرة بالواردات والصادرات، لا تستورد نتفليكس الممثلين من الصين، ولا تُصدّرهم، ما جعلها في مأمن من هذه الاضطرابات.
وفاجأت «نتفليكس» المستثمرين بتحقيق نمو قوي في أرباحها بنسبة 25%، وذلك في تقرير نتائجها للربع الأول من العام الجاري، الأمر الذي عزز فرضية أن المنصة محصنة من تقلبات التجارة العالمية. هذا الأداء اللافت لم يقتصر فقط على الجوانب المالية، بل أعاد تأكيد مكانة «نتفليكس» كواحدة من أكثر شركات البث ربحية في العالم، مع قاعدة جماهيرية تجاوزت 300 مليون مشترك حول العالم.
ورغم الضغوط الاقتصادية التي تدفع المستهلكين لتقليص الإنفاق على الكماليات، تواصل خدمات البث احتلال موقع متقدم في سلم الأولويات، وتحديدًا نتفلكس. وتشير نتائج استطلاع رأي أجرته شركة «TD Cowen» إلى أن المنصة تحتفظ بالمرتبة الأولى كخيار مفضل لمشاهدة المحتوى في غرفة المعيشة، متقدمة على منافسيها مثل يوتيوب وخدمات الكابل التقليدية.
وتعكس هذه الخطوة نضج استراتيجية «نتفليكس»، التي أعلنت أنها لن تقوم بعد الآن بنشر أرقام المشتركين على أساس ربع سنوي، مفضّلة التركيز على نمو الإيرادات كمؤشر رئيسي على أدائها. ووفقًا لمحللي شركة «Wedbush»، فإن الهدف القادم لـ«نتفليكس» هو الانضمام إلى نادي الشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية حاجز التريليون دولار بحلول عام 2030.
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تعمل المنصة على تعزيز مبيعات الإعلانات عبر الاشتراكات منخفضة التكلفة، كما تسعى إلى توسيع عروضها في مجال الرياضات المباشرة، في محاولة منها لجذب فئات جديدة من المستخدمين وزيادة ولاء المشتركين الحاليين.
وبينما تُعد الإضاءة الخافتة وتحضير الفشار طقوسًا منزلية معتادة لمشاهدة نتفلكس في عطلات نهاية الأسبوع، يبدو أن المنصة نفسها أصبحت شريكًا حقيقيًا في طقوس المتابعة، ليس فقط على الشاشة، بل أيضًا في عالم المال والتجارة، حيث تخوض «حرب الرسوم» بطريقتها الخاصة: هادئة، واثقة، ورابحة.