محمد العصيمي
كما كان الحال العام الماضي تكرر مشهد تقييم مسلسل العاصوف في جلسة فطور عائلية أبدى فيها الجميع، من مختلف الأعمار، رأيهم في الجزء الثاني من هذا المسلسل. الكبار، ممن هم فوق الخمسين، اتفقوا على أن العاصوف هذه السنة أضعف بكثير من السنة الفائتة، وأنه مكتظ (بالتمطيط) وفيه مبالغة مملة في أداء الممثلين، لا سيما من بطل المسلسل المطلق ناصر القصبي.
إحداهن علقت على هذا الرأي بأن الأحداث لا تكاد تبتعد عن ناصر حتى تعود إليه بسرعة باعتباره المنقذ الممكن لجودة المسلسل، حتى أنه إذا غاب للحظات حلت زوجته (جهير) لتظل الحبكة مربوطة… بسرته…. الدرامية، وليبقى حبل النجاح الذائب منوطا برقبته دون غيره من الممثلين.
إحداهن، أيضا، قالت إن المسلسل لم يشدها وإنها ببساطة يمكن أن تتركه في بدايته أو منتصفه دون أن تأسف لذلك لأنها تتوقع، في كل مشهد، ما سيحدث في المشهد التالي، ما يعني أن ضرورة الاندهاش أو المفاجأة غائبة لحساب تراتبية الأحداث وسذاجتها أو سماجتها.
على هذه القواعد التقييمية (التمطيط والمبالغة غير المبررة في الأداء ومحورية ناصر وجهير في المسلسل) طال النقاش وتشعب وتناول حتى نقاطا تفصيلية وأخرى تفضيلية يصعب سردها هنا.
الزبدة، عند الجميع، أنه كان يمكن الاكتفاء بالجزء الأول وإنتاج مسلسل رمضاني سعودي آخر بقصة أخرى وبأكبر قدر من الوجوه الجديدة، مع ضرورة التخلص من هيمنة النجم الأوحد الذي يبدو باقي الممثلين حوله هوامش أو (كمالة عدد). وزبدة الزبدة أننا ما زلنا عند النقطة صفر في نوع الدراما التي ننتجها.
طبعا سيأتي ناصر القصبي، كما فعل العام الماضي، ليقول أنتم لا تفهمون لأن الكويتيين قالوا نفس الشيء عن (درب الزلق) عندما عُرض لأول مرة، وها هو يمثل علامة تاريخية من علامات الدراما الكويتية. وأنا أقول أبشر بطول سلامة يا مربع.
المصدر: صحيفة اليوم