هالة أمين
وسط مناخ سياسى مضطرب، يحتفل العالم غدا الأربعاء بعيد الحب أو «الفالانتين»، الذى يوافق يوم ١٤ فبراير من كل عام، فى ظل غياب لافت للأفلام الرومانسية الأمريكية، التى دأبت هوليوود على طرحها فى هذا الوقت، طيلة العقود الماضية.
وحول العالم، لا يمكن لأحد من عشاق السينما الأمريكية نسيان أشهر قصص الحب الهوليوودية، فلا أحد ينسى رومانسية ميج رايان وتوم هانكس، اللذين أديا شخصيتى كاثلين كيلى وجو فوكس، فى فيلم «You›ve got mail».
ويحظى الثنائى كيت وينسلت وليوناردو دى كابريو بشعبية كبيرة، منذ تجسيدهما شخصيتى جاك وروز فى فيلم «Titanic»، كما حجزت جوليا روبرتس، وريتشارد جير، مكانهما فى قلوب عشاق السينما عبر تجسيدهما لدورى فيفيان وإدوارد فى فيلم «Pretty woman».
وفى تقريرها عن الظاهرة، طرحت مجلة «إسكواير» الأمريكية عدة عوامل كانت سببا فى تخلى السينما الأمريكية عن هذه النوعية من الأفلام، وإعراض المنتجين عن صناعتها، مرجعة الأمر إلى أسباب اجتماعية وإنتاجية أيضا.
وقالت المجلة، فى تقريرها، إن أهم أسباب تخلى هوليوود عن أفلام الحب والرومانسية هو أن الجيل الجديد من الشباب لا يولون اهتماما كبيرا بالسينما الرومانسية، لأنهم فى الأساس أصبحوا غير مهتمين بتكوين علاقات جدية، ولا يبحثون عن الارتباط بشريك حياة لمدة طويلة.
وأظهر التقرير استطلاعا للرأى أجرته مؤسسة جالوب للأبحاث مؤخرا، جاء فيه أن نسبة الشباب الذين يعيشون بدون شريك ارتفعت بشكل كبير فى السنوات الماضية، من ٥٢ ٪ إلى ٦٤ ٪، ما يدل ببساطة على أن الجيل الجديد أصبح غير مقدر للحب ولا الرومانسية، على الأقل ليس بنفس الطريقة التى كانت فى زمن آبائهم.
وتقول المجلة: «فى هذه الأيام، لا أحد يحصل على الشريك الذى يريده، لذا أصبحت الأفلام الرومانسية بقايا حقبة من الماضى، ولم يعد منطقيا أن تشاهد قصص حب ملتهبة تكافئ فيلم (ذهب مع الريح)».
والعامل الثانى، وفقا للمجلة، هو أن هذه النوعية من الأفلام رغم أنها تبدو سهلة الإنتاج، إلا أنها فى الواقع تحتاج إلى ميزانية كبيرة، وتواجه صعوبات فى التصوير والإنتاج، وهو ما كان واضحا فى فيلم تيتانيك، الذى احتاج إلى مشاهد مبهرة وجاذبة، قبل أن ينجح فى ربطها بقصة الحب الجامحة بين أبطاله.
أما السبب الثالث فهو أن سلاسل أفلام الأبطال الخارقين تكتسح هوليوود فى السنوات الأخيرة، وتسيطر على إيرادات شباك التذاكر، ومن غير المعقول أن تجد قصة حب قوية بين بطلين خارقين؟، لأن هذه النوعية تدور حول إطار مختلف، يتعلق بالقوة والقسوة والصراع.
والسبب الرابع، الذى تعرضه المجلة، هو أن قضايا الإرهاب والتسريبات السياسية أصبحت أكثر مواكبة لأحداث الوقت الحالى، لذا فمن المنطقى أن يفكر المنتجون فى اللعب عليها، لضمان النجاح، بدلا من المخاطرة بإنتاج فيلم رومانسى، غير مواكب لمزاج العصر.
المصدر: جريدة الدستور