سوليوود «متابعات»
شهد حفل «جوي أووردز» لعام 2025 لحظة مميزة بتكريم المخرج السعودي الكبير «عبدالله المحيسن» بجائزة خاصة تقديرًا لإسهاماته الرائدة في مجال السينما وصناعة الأفلام، وقام معالي المستشار «تركي آل الشيخ»، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، بتسليم الجائزة شخصيًا، وسط تصفيق حار من الحضور الذين عبروا عن امتنانهم لهذا الرمز السينمائي البارز.
وفي كلمته خلال التكريم، أعرب آل الشيخ عن فخره واعتزازه بمسيرة «عبدالله المحيسن»، قائلاً: «عبدالله المحيسن ليس مجرد مخرج، بل هو أحد أعمدة السينما السعودية، وإبداعاته ساهمت في وضع المملكة على خارطة الفن العالمي».
«عبدالله المحيسن»، الذي يُعتبر أحد رواد السينما السعودية، عبّر عن امتنانه الكبير لهذه اللفتة، قائلًا: «إن هذا التكريم ليس فقط لي، بل هو تكريم لكل من يؤمن بالفن والسينما كوسيلة للتعبير عن ثقافتنا وقيمنا وهويتنا.. وكانوا يقولون لي أنت رجعي من بلد رجعي وأنا أفتخر ببلادي وبرجعيتي التي أصبحت مصدر فخر للوطن العربي الآن».
مسيرته وإرثه السينمائي
جاء هذا التكريم تتويجًا لمسيرة امتدت لعقود طويلة، حيث يُعد المحيسن أول من قدم أفلامًا سعودية حظيت باهتمام دولي، مثل فيلمه الوثائقي الشهير «اغتيال مدينة»، وفيلم «الزمن الضائع»، كما ساهم بشكل كبير في بناء بنية تحتية للسينما في المملكة، ودعم المواهب السعودية الشابة.
يعد «عبدالله المحيسن» من أبرز رواد صناعة السينما في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، فهو مخرج ذو بصمة إبداعية خاصة ساهمت في تشكيل ملامح الفن السابع بالمملكة. وُلد في الرياض، وبدأ رحلته في عالم الإخراج خلال سبعينيات القرن الماضي، ليصبح أحد أوائل المخرجين الذين أطلقوا شرارة السينما السعودية.
مسيرته الفنية
دخل «عبدالله المحيسن» مجال الإخراج بتوجه فني وفكري يعكس شغفه بالقضايا الاجتماعية والثقافية، ويعد فيلمه الوثائقي الشهير «اغتيال مدينة» 1976 أحد أعماله البارزة، حيث استعرض من خلاله تأثير الحرب الأهلية اللبنانية على بيروت بطريقة عميقة ومؤثرة، حاصدًا به إشادات واسعة في المحافل الدولية.
كما قدم فيلمًا آخر لافتًا هو «الزمن الضائع»، الذي تناول فيه هموم الإنسان العربي وقضاياه بشكل درامي حواري مميز. هذه الأفلام أسست مكانته كأحد رواد السينما الوثائقية والدرامية في العالم العربي.
أبرز الإنجازات
حصل «عبدالله المحيسن» على عدة جوائز عربية ودولية، تقديرًا لإسهاماته السينمائية وأعماله المؤثرة، كما يُعتبر من أوائل المخرجين الذين شاركوا في المهرجانات العالمية، حيث عُرضت أفلامه في مهرجان كان ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وساهم في تطوير المشهد السينمائي السعودي من خلال جهوده في تعزيز حضور المملكة على الساحة الفنية العالمية.
أسلوبه الفني
تميزت أعمال المحيسن بأسلوب بصري مميز يعتمد على الواقعية والتوثيق، مع عمق فكري وطرح أسئلة وجودية. ركز على معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية، مقدمًا رسائل تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، وإلى جانب أعماله الإخراجية، كان للمحيسن دور محوري في تمهيد الطريق أمام الجيل الجديد من المخرجين السعوديين، حيث شجع على تبني الفن السينمائي كوسيلة للتعبير عن هوية المملكة وقضاياها.
يُنظر إلى «عبدالله المحيسن» كرمز ثقافي وسينمائي سعودي، إذ لا تزال أعماله تُدرَّس كنماذج للإبداع السينمائي العربي. ومن خلال رؤيته الطموحة، ساهم في إرساء دعائم السينما السعودية وإبرازها على خارطة الفن العالمي.