سوليوود «خاص»
مثّل عام 1994 تاريخيًا مهمًا في صناعة السينما الأميركية، وهو نفس العام الذي شهد تنظيم بطولة كأس العالم الخامسة عشرة لكرة القدم في أميركا، وهو ما ساهم في لفت أنظار العالم إلى الصناعات المتنوعة بأميركا وتصدرها قطاع السينما الذي شهد في تلك الفترة سطوع أسماء صناع أفلام محترفين باتوا فيما بعد ركائز الصناعة السينمائية العالمية، وكان من بينهم «كوينتن تارانتينو»، و«كريستوفر نولان»، و«ريدلي سكوت»؛ إذ تم إنتاج باقة من الأفلام التي تركت بصمة خالدة في عالم السينما ووصفها بعض النقاد بأنها أفلام صنعت التاريخ السينمائي خلال عام 1994، ويعدُّها المتخصصون مصدر إلهام لعديد من الأفلام التي لحقتها. فيما يلي نستعرض قائمة تضم باقة من الأفلام التي لا تُنسى والتي صدرت خلال عام 1994، وظلت تحمل بصمة مؤثرة ومهمة لدى أجيال متتالية، وكانت بمنزلة شاهد تاريخي على مراحل التحول والتطور السينمائي في «هوليوود».
«Natural Born Killers»
يتناول الفيلم قصة شخصيتين عانت كل منهما من طفولة مؤلمة، مما يؤدي بهما إلى الوقوع في حب بعضهما البعض وممارسة القتل الجماعي. يتم تضخيم موضوعهما بشكل غير مسؤول من قبل وسائل الإعلام. تستند القصة إلى سيناريو كتبه المخرج كوينتن تارانتينو، الذي خضع لمراجعة وتنقيح دقيق من قبل المخرج أوليفر ستون وعدد من الكتاب والمنتجين الذين ساهموا في إعداد الفيلم.
فيلم الجريمة والأكشن الأميركي الذي بلغت إيراداته 50 مليون دولار، وحقق موجة جدال واسعة بين مؤيد ومعارض لحبكته ورسائله عقب طرحه عام 1994، هو من بطولة: وودي هارلسون، وجولييت لويس، وتومي لي جونز؛ ومن إخراج: أوليفر ستون.
«The Mask»
يُعد هذا الفيلم من أبرز أفلام الكوميديا والفانتازيا التي أُنتِجت في عام 1994، وقد حقق نجاحًا عالميًا واسعًا. تدور قصته حول رجل يعيش حياة فاشلة وفقيرة، يفتقر إلى الثقة بالنفس مما يمنعه من الدخول في علاقات. تتغير حياته عندما يصادف قناعًا يمنحه هوية جديدة كشخص غريب أخضر يمتلك قدرات جسدية وعقلية خارقة. وقد حصد الفيلم عدة جوائز عالمية، منها جائزة إم تي في للأفلام لأفضل أداء كوميدي عام 1995.
الفيلم من بطولة: جيم كاري، وكاميرون دياز، وبيتر جرين؛ ومن إخراج: تشاك راسيل.
«True Lies»
عند إصدار هذا الفيلم، كان يُعد من بين أغلى الأفلام المنتجة في تلك الفترة، حيث بلغت تكلفته ما بين 100 مليون و120 مليون دولار. رُشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات مرئية، وحازت الممثلة جيمي لي كرتيس جائزة الجولدن غلوب لأدائها الكوميدي في دور «هيلين تاسكر«.
تدور الحبكة حول شخصية هاري تاسكر الذي يعيش حياة مزدوجة، فهو في الحقيقة عميل حكومي يتمتع بصلاحيات واسعة، بينما يعمل في المنزل كبائع لأجهزة الحاسب الآلي. يتتبع هاري خيوط سلاح نووي مسروق في حوزة مجموعة إرهابية متعصبة، لكن ما يبرز في حياته الشخصية هو اكتشافه لخيانة زوجته.
الفيلم الصادر عام 1994، هو من بطولة: آرنولد شوارزنيجر، وجيمي لي كرتيس، وتوم أرنولد؛ ومن إخراج: جيمس كاميرون.
«Legends of the Fall»
تستند قصة هذا الفيلم إلى رواية صدرت عام 1979 تحمل نفس العنوان لجيم هاريسون. تحكي القصة عن ثلاثة أشقاء ووالدهم الذين يعيشون في برية وسهول ولاية مونتانا في أوائل القرن العشرين، وكيف تؤثر الطبيعة والتاريخ والحرب والحب على حياتهم. يمتد الإطار الزمني للفيلم من بداية القرن العشرين خلال الحرب العالمية الأولى، وينتهي بمشهد قصير في عام 1963. تم ترشيح الفيلم لثلاث جوائز أكاديمية، وقد فاز بجائزة أفضل تصوير سينمائي.
فيلم الدراما التاريخي الملحمي الصادر عام 1994، هو من بطولة: براد بيت، وأنتوني هوبكنز، وأيدان كوين، وجوليا أورموند، وهنري توماس؛ ومن إخراج: إدوارد زويك.
«Léon: The Professional»
تعيش الطفلة ماتيلدا في نيويورك مع عائلتها، غير مدركة أن والدها متورط في تجارة المخدرات لصالح رجل شرطة فاسد. أثناء تسوقها مع عائلتها، تقرر إحدى العصابات تصفية أسرتها بالكامل. تنجح ماتيلدا في الهروب وتختبئ في منزل جارها ليون، الذي يعمل قاتلًا محترفًا. يجد ليون نفسه مسؤولًا عن حماية ماتيلدا، ويبدأ في تعليمها فنون القتال، بينما يسعى لمساعدتها في الانتقام من قتلة أسرتها.
فيلم الجريمة والإثارة الصادر عام 1994، والذي يعد من كلاسيكيات السينما، هو من بطولة: جان رينو، وغاري أولدمان، وداني أييلو؛ وكتابة وإخراج: لوك بيسون.
«The Shawshank Redemption»
تستند حبكة هذا الفيلم إلى رواية قصيرة تحمل عنوان »ريتا هيوارث والخلاص من شوشانك« للكاتب ستيفن كينج، التي صدرت عام 1982. تحكي القصة عن المصرفي آندي دوفرسن، الذي يُحكم عليه بالسجن المؤبد في سجن ولاية شوشانك بتهمة قتل زوجته وعشيقها، رغم زعمه براءته. يُعد الفيلم من بين الأفضل على الإطلاق خلال فترة التسعينيات، بحسب مواقع متخصصة وبارزة مثل IMDb.
الفيلم الحاصل على جائزة الأكاديمية اليابانية كأفضل فيلم أجنبي 1996، هو من بطولة: مارك رولستون، وجيفري دمان، وديون أندرسون؛ ومن إخراج: فرانك دارابونت.
«Pulp Fiction»
اشتهر هذا الفيلم بحواراته المثيرة والمزيج الساخر من الكوميديا والعنف، وعدم التتابع في سرد الأحداث والتلميحات السينمائية، وترشح إلى 7 جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم، وفاز تارانتينو وافاري بجائزة أفضل سيناريو أصلي. كما نال الفيلم أيضًا جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1994، وحصد نجاحًا نقديًا وتجاريًا واسعًا. يُنظر إليه كمصدر إلهام لعديد من الأفلام التي لحقته، والتي اعتمدت عناصر مختلفة من أسلوبه. أما طبيعة تطوره والتسويق له وتوزيعه ونجاحه الكبير اللاحق، فكان له تأثير شامل على مجال السينما المستقلة. ويعد الفيلم علامة ثقافية فاصلة، تعدى تأثيره إلى وسائل إعلام أخرى، ويعتبر على نطاق واسع واحد من أعظم الأفلام على الإطلاق.
تقع أحداث العمل عبر ثلاث حكايات منفصلة في الظاهر لكنها متصلة في الباطن، يحاول قاتل مأجور إنقاذ زوجة زعيم عصابة من موت محقق، ويواجه ملاكم عواقب إخلاله باتفاقه مع زعيم العصابة، ويحاول قاتلان مأجوران إخفاء آثار جثة شخص قُتل بالخطأ.
الفيلم من بطولة: جون ترافولتا، وصامويل جاكسون، وكريستوفر واكن؛ ومن إخراج: كوينتن تارانتينو.
«Forrest Gump»
يعد هذا العمل من أبرز الأعمال السينمائية التي لا تُنسى، وحاز أكثر من 20 جائزة عالمية بارزة منها 6 جوائز أوسكار. وهو مأخوذ من روايةٍ حملت نفس الاسم للكاتب ونستون جروم عام 1986. وحقق نجاحًا تجاريًا ونقديًا ضخمًا؛ حيث أصبح من الأفلام الأكثر حصدًا للإيرادات الصادرة في عام 1994 في أميركا الشمالية.
تحكي القصة عن عدة عقودٍ من حياة فورست غامب، وهو شخصٌ بطيء الفهم ذو قوّةٍ بدنيةٍ مميزةٍ، من ولاية ألاباما، عاش وتأثر ببعض الأحداث الجليّة التي حدثت في النصف الأخير من القرن العشرين في الولايات المتحدة، وتحديدًا في فترة نشأته من 1944 إلى 1982. تختلف أحداث الفيلم كثيرًا عن الأحداث التي تقوم عليها رواية ونستون جرووم، بما فيها شخصية غامب والعديد من الأحداث التي صُوِّرَت.
الفيلم من بطولة: توم هانكس، وروبين رايت، وغاري سينيز، وسالي فيلد؛ ومن إخراج: روبرت زيميكس.
«The Lion King»
يعدُّ هذا العمل خامس فيلم رسوم متحركة يُنتج خلال الفترة المعروفة بـ»عصر نهضة ديزني«. تدور أحداث القصة في مملكة أسود في إفريقيا، مستلهمة من القصص التوراتية ومسرحية »هاملت« لوليام شكسبير. تتبع القصة حياة الأسد سمبا منذ ولادته، مرورًا بطفولته المبكرة التي يفقد فيها والده الملك موفاسا، الذي قُتل بعد أن دبر له سكار، أخوه الشرير، مؤامرة. بعد مقتل موفاسا، يقوم سكار بخداع سمبا وإيهامه بأنه السبب في وفاة والده، مما يجعله يهرب إلى المنفى. يصبح سكار ملك الغابة، لكن تتغير الأمور عندما يلتقي سمبا بصديقة طفولته نالا مرة ثانية.
فيلم الرسوم المتحركة الفائز بجائزتي جولدن جلوب عن فئة أفضل فيلم، وأفضل موسيقى تصويرية، بالإضافة إلى جائزتي أوسكار عن فئة أفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية أصلية، والصادر عام 1994، هو من بطولة: ماثيو برودريك، وجيمس إيرل، وجيرمي أيرونز؛ ومن إخراج: روجر أليرز، وروب مينكوف.
«Maverick»
هذا الفيلم مقتبس من مسلسل تلفزيوني غربي أميركي يحمل نفس عنوان الفيلم، وحصد إيرادات جيدة وصلت إلى 83 مليون دولار عالميًا. وتتبع حبكته بريت مافريك، مقامر بارع، يستخدم ذكاءه وحيله في ربح رزقه، والعثور على المال. يسمع بإحدى بطولات البوكر ذات الجائزة الكبرى، فيقرر الاشتراك في المسابقة للحصول على الجائزة المالية الكبرى، لكنه يفاجأ بأنه يحتاج إلى مبلغ ثلاثة آلاف دولار للاشتراك في المسابقة، فيقرر البحث عن المال بأية وسيلة ممكنة، مما يثير المواقف الكوميدية، خصوصًا بعد تعرفه على المقامرة الجميلة أنابيل.
فيلم الكوميديا والدراما الصادر عام 1994، هو من بطولة: ميل جيبسون، وجودي فوستر، وجيمس جارنر؛ ومن إخراج: ريتشارد دونر.


