سوليوود «متابعات»
اجتاحت حرائق الغابات في الأسابيع الأخيرة مدينة لوس أنجلوس الأميركية، مُخلفةً دمارًا واسع النطاق طال أحياءً راقية تضم منازل أبرز نجوم هوليوود. ماليبو، وباسيفيك باليسادز، وبيفرلي هيلز كانت من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث حولت النيران الفيلات الفاخرة إلى رماد في مشهد صادم يعكس هشاشة حتى الأثرياء أمام قسوة الكوارث الطبيعية.
مشاهير هوليوود في قلب الكارثة
من بين المنازل التي طالتها النيران كانت مساكن شخصيات بارزة في عالم السينما والفن. الأضرار التي لحقت بمنازل هؤلاء النجوم تعكس ليس فقط الخسائر المادية، بل أيضًا خسارة الذكريات والأماكن التي كانت شاهدة على نجاحاتهم.
أبرز المتضررين
تعرضت منازل العديد من مشاهير «هوليوود»، للدمار نتيجة هذه الحرائق، ومنهم «ماندي مور»، الممثلة والمغنية الشهيرة التي فقدت منزلها بالكامل.
وشاركت «ماندي مور» مأساتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: «رؤية منزلي يتحول إلى رماد كان أمرًا يفطر القلب، لكنني ممتنة لبقائي وعائلتي بأمان». كما تعرض «مايلز تيلر» نجم فيلم «Whiplash»، لخسارة منزله بالكامل، وكتب في منشور على إنستغرام: «النار لم تترك لنا شيئًا، لكنها لن تأخذ روحنا».
أما «باريس هيلتون» الشخصية الاجتماعية والممثلة فقدت ممتلكاتها بالكامل، مشيرة إلى أن أكثر ما يحزنها هو فقدان «ذكريات العمر». كما اضطرت الممثلة الشهيرة «آنا فارس» إلى الإخلاء مع عائلتها بشكل طارئ بعد أن دُمر منزلها بالكامل، مؤكدة أن الأولوية كانت لسلامة أسرتها.
كما تعرض الثنائي الشهير «سبنسر برات»، و«هايدي مونتاج»، لخسارىطة منزلهما بشكل كامل، وشاركا لحظات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر ما تبقى من ممتلكاتهما.
كيف أثرت الحرائق على مجتمع هوليوود؟
الحرائق لم تُلحق الضرر بمنازل المشاهير فقط، بل أثرت أيضًا على طبيعة الحياة في عاصمة السينما العالمية. العديد من منازل المشاهير ليست مجرد أماكن للعيش، بل مواقع هامة شهدت تصوير مشاهد أفلام شهيرة، احتضنت لقاءات عمل هامة، أو كانت مكانًا للراحة والإبداع.
يُضيف فقدان هذه الأماكن بُعدًا نفسيًا لهذه الكارثة، حيث اضطر العديد من الفنانين إلى إعادة تقييم علاقتهم بالأماكن التي يعيشون فيها، خاصة تلك الواقعة في مناطق معرضة للكوارث البيئية.
ردود أفعال المشاهير والمجتمع الفني
لجأ العديد من النجوم إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن حزنهم وتضامنهم، مع اندلاع الحرائق.
وأعربت «كيم كارداشيان» عن حزنها على الخسائر، مغردة: «قلبي مع كل من فقد منزله في هذه الحرائق المروعة. نحن هنا لدعمكم».
من جانبه، دعا «ليوناردو دي كابريو» في منشور مطول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ، مؤكدًا أن هذه الكوارث هي نتيجة مباشرة للإهمال البيئي العالمي.
وشاركت «أوبرا وينفري» عبر فيديو على إنستغرام لقطات من منزلها المحاط بالدخان، مؤكدة أنها كانت محظوظة بعدم تضرره بشكل كبير، لكنها دعت إلى التضامن مع المتضررين.
الآثار الاقتصادية وصناعة السينما
لم تقتصر الأضرار الناجمة عن الحرائق على المشاهير أو السكان المحليين، بل امتدت لتؤثر على صناعة السينما في هوليوود. حيث تضررت العديد من مواقع التصوير الشهيرة في الهواء الطلق أو أُغلقت بسبب النيران. بالإضافة إلى ذلك:
توقفت عدة إنتاجات سينمائية وتلفزيونية مؤقتًا بسبب خطورة المواقع أو التلوث بالدخان، كما اضطرت الشركات المنتجة اضطرت إلى نقل فرق العمل إلى مواقع بديلة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وشهدت السياحة السينمائية، التي تعد جزءًا هامًا من اقتصاد لوس أنجلوس، تراجعًا نتيجة إغلاق العديد من المعالم السياحية بسبب الدخان والحرائق.
رسالة إلى المستقبل
حرائق لوس أنجلوس الأخيرة ليست مجرد كارثة طبيعية، بل هي جرس إنذار للجميع، بمن فيهم نجوم هوليوود. إذا كانت هذه النيران قادرة على تدمير أحياء فاخرة ومنازل فخمة، فإنها تؤكد أننا جميعًا عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
لوس أنجلوس، بعراقتها وصمودها، ستتعافى بلا شك. لكن ذكريات هذه الحرائق ستظل محفورة في قلوب المتضررين، وخاصة مشاهير هوليوود الذين فقدوا ليس فقط منازلهم، بل أيضًا جزءًا من تاريخهم الشخصي.