سلطان فادن
فيلم «Gladiator 2» هو الجزء الثاني المكمل بعد حوالي 23 عامًا للفيلم الرائع «Gladiator».
يحتفظ الفيلم، من إخراج ريدلي سكوت، بالحجم الملحمي لسابقه، ويمزج بين القتال الوحشي والمكايد السياسية الغنية.
تبدأ أحداث الفيلم بعد 16 عامًا من أحداث الفيلم الأصلي، ويركز على لوشيوس «بول ميسكال»، ابن لوسيلا «كوني نيلسن»، الذي يجد نفسه الآن تحت رحمة السياسة الرومانية والقتال كمصارع.
يقدم الفيلم شخصية خصم جديد في الجنرال ماركوس أكاسيوس «بيدرو باسكال»، الذي أدت أفعاله إلى القبض على لوسيوس. تتبع القصة لوسيوس وهو يتنقل بين عطشه للانتقام وعالم المصارعين الوحشي، كل ذلك أثناء التعامل مع مؤامرات شخصيات رومانية قوية مثل العبد الذي تحول إلى سيد المصارعين ماكرينوس «دينزل واشنطن».
يستخدم الفيلم صورًا مذهلة وتسلسلات حركة أكبر من الحياة، بما في ذلك معركة بحرية «غريبة» تدور داخل الكولوسيوم. إن الديناميكيات السياسية التي تم تقديمها – مثل الزعامة الفوضوية للإمبراطورين التوأم جيتا وكاراكالا – تضيف طبقة من التعقيد إلى السرد، ويظل مكان الفيلم وفيًا لعظمة روما القديمة.
تكمن إحدى نقاط القوة الرئيسية في الفيلم في طاقم الممثلين، وخاصة دينزل واشنطن، الذي يتولى قيادة الشاشة بدور ماكرينوس؛ إذ يضيف أداؤه عمقًا إلى ما كان يمكن أن يكون شريرًا أحادي النغمة، مما يجعل شخصيته مغناطيسية ومهددة في نفس الوقت. في حين أن تصوير بول ميسكال للوسيوس، على الرغم من ضبطه، يوفر زاوية جديدة للبطل الكلاسيكي للمصارع، فهو معقد عاطفيًا وقادر جسديًا، لكنه يفتقر إلى الكثافة الخام لراسل كرو في شخصية ماكسيموس «لا داعي للمقارنة» .
يواصل الفيلم استكشاف سكوت لتدهور روما، وهو الموضوع الذي كان محوريًا في الفيلم الأصلي. ومع ذلك، غالبًا ما يبدو الإيقاع متسرعًا، على الرغم من وقت الفيلم الطويل.
يؤدي هذا إلى إيقاعات عاطفية غير مكتملة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين لوشيوس وأمه لوسيلا، وعلاقته المعقدة بطموحه وانتقامه «دراما على طريقة الأفلام الهندية!».
يكافح السيناريو، الذي كتبه ديفيد سكاربا، في بعض الأحيان لتحقيق التوازن بين المشهد والعمق العاطفي، وغالبًا ما يعطي الأولوية للحركة على تطوير الشخصية. وهذا واضح في بعض الشخصيات الداعمة، التي لا يتم منحها – على الرغم من كونها مثيرة للاهتمام – الوقت الكافي للتردد بشكل كامل مع الجمهور.
يفي الفيلم بوعوده بالحركة والمشاهد المذهلة واستمرار موضوعات القوة والانتقام. جاذبيته البصرية، بما في ذلك استخدام المؤثرات البصرية الحديثة لإنشاء معارك مبهرة، سوف تثير إعجاب عشاق الفيلم الأصلي.
أداء دينزل واشنطن بارز في دور ماكرينوس «المستحدث»، حيث يجلب سحرًا غامضًا وتهديدًا للدور.
ومع ذلك، في حين أن الفيلم مذهل بصريًا ويتضمن بعض التسلسلات المثيرة، فإن وتيرته وافتقاره إلى الرنين العاطفي قد يترك بعض المشاهدين غير راضين.
الفيلم غير مترابط في أحيان كثيرة، حيث يتعارض حجمه الكبير مع العمق العاطفي المطلوب للارتقاء به فوق كونه مجرد ملحمة أكشن أخرى.
في النهاية، فيلم «Gladiator 2» فيلم ممتع للجماهير، ولكنه قد لا يرقى إلى التوقعات العالية لسابقه من حيث التعقيد الموضوعي وسرد القصة.
التقييم 6/10، مناسب لـ+15.