يسرا الشرقاوى
..وكأن متعة واحدة لا تكفي، فاجتمعت بمزيج متقن بين مقادير محسوبة من الفنون السينمائية وإفراط محبب فى إضافات هى خلاصة فنون الطهو. عالمان ساحران امتد بينهما جسر، فكانت متعة المتع فى هيئة سلسلة من الأفلام التى طرحتها السينما العالمية فى العقدين الأخيرين، وكان الطهو وعوالمه حبكة رئيسية لها.
والطهو فى عالم الأفلام أكثر من مجرد كونه تلازم البطل، أو مهنة تشغلها البطلة .. ففى فيلم «جولى وجوليا»، الذى أنتجته السينما الأمريكية، كان «المطبخ» قلب الفيلم وقالبه، حيث تناول قصة حياة تشبه «أبلة نظيرة» المصرية بالنسبة للمطبخ الأمريكى «جوليا تشايلد» ورحلتها لإتقان فنون الطهو.
وبالتوازى لحياة «تشايلد» التى لعبت دورها باقتدار ماريل ستريب، يستعرض الفيلم تجربة جولى التى أدت دورها إيمى أدامز كشابة تعمل فى وظيفة حكومية ضاغطة وتجد ملاذها وهدفها فى مدونة تستعرض عبرها تجاربها مع وصفات تشايلد حتى تجذب الأنظار لنفسها ولأسطورة المطبخ الأمريكى التى تكاد تنسى فى زمن «الوجبات السريعة». والطهو نفسه كان مهنة تحترفها النجمة كاترين زيتا جونز فى فيلمها «لا حجوزات متاحة» إلى حد أنه لا حياة أخرى لها، وانقلبت الأوضاع فى الفيلم، عندما أصبحت «كيت» مسئولة عن ابنة شقيقتها التى لقيت مصرعها فى حادث.
وفى الوقت نفسه، ظهر أمامها النجم أرون إيكهارت فى دور «نيك» كمساعد شيف، ولكنه بمهاراته الفائقة وظروفه الجديدة، يصبح مصدر تهديد لـ«كيت» قبل أن تتحول صولات الطهو بينهما إلى علاقة حب تنقذها.
والطهو أيضا هو مهنة وفلسفة النجمة الفرنسية جوليت بيونشيه، التى تصدرت الفيلم الشهير «تشكوليت»، حيث تواجه مع ابنتها مجتمع قرية فرنسية صغيرة ومحافظة بفنون صناعة الشيكولاته التى تجمع ما بين الإغواء والتحرر، وتنسج بواسطة أدواتها للطهو علاقات عميقة ورقيقة مع سكان القرية، وبفضلها أيضا تحظى بحب جديد.
أما فى فيلم «رحلة المائة قدم»، فيتحول الصدام بين ثقافتين ومطبخين إلى تناغم أخاذ. فسيدة المطبخ الفرنسى مارجريت التى تلعب دورها هيلين ميرين تدخل فى معارك الـ «قط والفأر» مع النجم الهندى المخضرم أوم بورى الذى يتزعم عائلة كادام خلال نزوحها من الهند إلى فرنسا. وهناك تبدأ حياتهما من جديد مع افتتاح مطعم هندى عائلى تكون قيادته بأيدى الطاهى الشاب حسن الذى يلعب دوره مانيش دايال.
المصدر: صحيفة الأهرام