سوليوود «خاص»
تعتبر السينما مرآة تعكس واقع المجتمعات، لذا يسعى صناعها دائمًا لتقديم أعمال مستوحاة من القضايا والموضوعات الملحة التي تشغل الرأي العام، بهدف المساهمة في معالجتها. وقد نجحت السينما السعودية في تقديم مجموعة متنوعة من الأعمال التي تسلط الضوء على كيفية تأثير بعض العادات على قدرة الأفراد في تحقيق أحلامهم. في السطور التالية، نستعرض قائمة تضم 5 أفلام سعودية تعكس «كفاح النساء» اللواتي تجاوزن التقاليد، ومنها: «سيدة البحر» و«ثوب العُرس».
«سيدة البحر»
عُرض الفيلم لأول مرة في الدورة السادسة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي عام 2019، حيث فاز بجائزة نادي فيرونا السينمائي لأكثر الأفلام إبداعًا في أسبوع النقاد. تدور القصة حول فتاة قوية الإرادة تُدعى «حياة»، تعيش في قرية صيد فقيرة تخضع لتقاليد مظلمة، حيث يُلزم كل أسرة بتقديم أحد أفرادها لمخلوقات البحر القريبة، بينما يقوم رجال القرية بصيد هذه المخلوقات.
ينجح والد «حياة» في إنقاذها من هذا المصير، لكنها تُعتبر لعنة على القرية وتكبر منبوذة. ورغم ذلك، لا تستسلم «حياة» لهذا الواقع وتكافح من أجل مكانتها في القرية. بعد أن تنجب والدتها طفلًا رضيعًا، تواجه «حياة» الخيار الصعب بين قبول العادات الوحشية والتضحية بنفسها لمخلوقات البحر، أو البحث عن وسيلة للهروب.
الفيلم، الذي تم عرضه بالأبيض والأسود، يهدف إلى إيصال فكرة أن المجتمع الذي يضحي بفتياته هو مجتمع جاف وقاحل تفتقر فيه إلى مكونات الحياة، حيث ترمز المرأة في الفيلم إلى الحياة. يشارك في بطولة الفيلم كل من: أشرف برهوم، ويعقوب الفرحان، وفاطمة الطائي، وباسمة حجار؛ وهو من إخراج وتأليف: شهد أمين.
«المرشحة المثالية»
يتناول الفيلم قصة طبيبة سعودية شابة تكافح لتغيير نمط التفكير المقيد لحقوق النساء في بعض المجتمعات، ويحاول استعراض العقبات التي تواجه امرأة تترشح لمنصب محلي بسبب التمييز على أساس الجنس. كما يظهر التغيرات التي طالت وضع المرأة السعودية وحياتها اليومية، في ظل التحوُّلات الثقافية والاجتماعية التي أتاحت لها الانخراط في كافة ميادين العمل، ودعتها إلى أن تسهم بدورها في تحقيق التنمية المنشودة في كافة المجالات. فخلال القصة تقرر طبيبة سعودية مفاجأة الجميع بالترشح لمنصب في انتخابات المجلس المحلي، فتحاول برفقة عائلتها التكيف مع كونها المرأة الأولى التي تترشح لمنصب قيادي. اختير العمل للتنافس على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي السادس والسبعين. وتعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها فيلم سعودي في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية.
الفيلم السعودي الصادر عام 2019، هو من بطولة: ميلا الزهراني، ونورة العوض، وخالد عبدالرحيم، وضي الهلالي، وراكان آل ساعد، وشافي الحارثي؛ ومن إخراج: هيفاء المنصور.
«حد الطار»
يصور العمل التناقضات التي تعاني منها العديد من المجتمعات حول العالم، حيث تكون العادات والتقاليد البالية المحرك الرئيسي لهذه التناقضات، رغم عدم وجود أي سند شرعي أو إنساني لها. تؤدي هذه العادات إلى حرمان الأفراد من حقوقهم وتمييز بعض النساء على أخريات بناءً على فوارق لا يتحكمون فيها.
يدور الفيلم حول بطل يكره عالمه ولا يشعر بالانتماء إليه، ويقع في حب فتاة تنتمي إلى مجتمع آخر يفضل العيش فيه، يمثل الحرية والروح المثالية. ومع ذلك، تواجه علاقتهما ضغوط المجتمع وصراع التقاليد التي تمنع زواجهما بسبب اختلاف أصولهما وطبقاتهما الاجتماعية. يتعرضان للعديد من الأزمات التي تجعل حياتهما تعيسة، مما يجعل قصتهما ملهمة وتعزز الرأي العام حول حق النساء في اختيار شريك الحياة المناسب دون شروط قاسية.
عُرض الفيلم في 3 ديسمبر 2020 في افتتاحيّة عروض مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثانية والأربعين، وحصد عدة جوائز مهمة منها حصد بطل العمل الممثل فيصل الدوخي جائزة أحسن أداء تمثيلي عن دوره في الفيلم، وجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة؛ وهو من بطولة: فيصل الدوخي، وأضوى فهد، وعلي إبراهيم، وسامر الخال، وإبراهيم ميسيسبي، وراوية أحمد، وعجيبة الدوسري؛ ومن إخراج: عبدالعزيز الشلاحي.
«عمرة والعرس الثاني»
تدور أحداث العمل حول «عمرة»، ربة منزل في الرابعة والأربعين من عمرها ولها ثلاثة بنات. تكتشف فجأة أن زوجها المتقاعد ينوي الزواج من فتاة تصغرها بعشرين عامًا، انتقلت مع أسرتها للعيش في المنزل المجاور، وذلك رغبةً منه في إنجاب أولاد ذكور.
خلال الفيلم، تسعى عمرة لفهم هذا الواقع الجديد، محاولة إما تغييره أو التكيف معه. يبدأ حياتها في التفكك بينما تسعى لإيجاد حل مناسب لمواجهة هذا الوضع.
فيلم الكوميديا السوداء السعودي، هو من بطولة: شيماء الطيب، ومحمد الحمدان، وسارة الشامخ، وخيرية نظمي، وزينة حريري؛ ومن إخراج وتأليف وإنتاج: محمود صباغ.
«كيكة زينة»
في إطار درامي ممتع يتحدث العمل عن حق المرأة في العمل وتحقيق ذاتها، من خلال قصة فتاة تسعى إلى النهوض بهوايتها في صنع الكيك، وبيعه عبر إنستغرام وتحقيق الانتشار بسبب جودة صناعتها وتسعى وتكافح في سبيل ذلك؛ لكن تجبرها الظروف المحيطة بها فيما بعد على الاختيار بين والدها وشاب ما؛ لتعيش أوقات عصيبة وتحاول التغلب عليها.
الفيلم الذي حصدت مخرجتها جائزة أفضل فيلم خليجي، هو من بطولة: سارة طيبة، وعبدالإله القرشي، وياسر حماد؛ ومن إخراج: ندى المجددي.
«ثوب العُرس»
يركز العمل على التحولات الثقافية والاجتماعية الإيجابية التي شهدتها المملكة وتطور أوضاع المرأة. تدور أحداثه حول اعتقاد سائد بأن من يخيط ثوب عرسه في هذه المنطقة سيموت.
تظهر الخياطة الوحيدة في المنطقة، أسمهان، مقتنعة بهذا الاعتقاد، ويشارك أهل القرية في هذه الخرافة التي لا أساس لها من الصحة. مع اقتراب موعد زفاف ابنتها، التي لا تؤمن بالخرافات، تواجه أسمهان تحديًا كبيرًا في محاولة كسر هذا المعتقد أو مواجهة مصير الموت.
الفيلم الذي شارك في مهرجان الفيلم العربي في باريس، هو من بطولة: عبدالمحسن النمر، وشيخة زويد، وسالي زاك، وفاطمة البوعينين؛ وهو من إخراج: محمد سلمان.