Jourdain Searles
«لذا نشأت جاهلاً تمامًا بأن تراثي وثقافتي وتعليمي وحياتي وروحي، قد تم الاحتفاظ بها في الخارج لقرون.»
فيلم «Dahomey» الوثائقي الطويل لماتي ديوب مليء بالاقتباسات المعبرة. يروي الفيلم قصة عودة 26 كنزًا ملكيًا من مملكة داهومي، التي تأسست في القرن السابع عشر. في أواخر عام 2021، تم إعادة القطع الأثرية من المتاحف في باريس إلى موطنها في جمهورية بنين. يتناول «Dahomey» الصراع مع تاريخ تعرض لتغييرات جذرية بفعل الاستعمار. فقد استولت القوات الفرنسية على هذه القطع الأثرية بعد اندلاع الحرب مع مملكة داهومي عام 1892. وكغيرها من القوى الاستعمارية، فرضت فرنسا عنفًا ثقافيًا على شعب داهومي، سالبةً تاريخهم ومُزيدةً من أوجاعهم. إن الوضع الراهن في إفريقيا قد تأثر كثيرًا بالتدخل الأوروبي، بدءًا من اللغة والتعليم وصولًا إلى حالة المؤسسات الثقافية.
كما هو الحال في فيلمها الروائي الأول «Dahomey»، يدمج فيلم «Dahomey» بين حدود الحياة والموت. من خلال منح صوت لإحدى القطع الأثرية العائدة، تضيف ديوب لمسة من طابع قصة الأشباح إلى الوثائقي. القطعة الأثرية، المعروفة فقط باسم «26»، هي تمثال منحوت من الخشب والمعدن يراقب رحلته من فرنسا إلى وطنه في بنين. صوته منخفض وخشن، يعكس تاريخها وحكمتها الكامنة.
في بعض اللحظات، تتبنى ديوب منظور «26». عندما يتم وضعه في صندوق، نكون هناك معه، نشاهد الضوء يتلاشى. ننتقل من فرنسا إلى بنين مع «26»، الذي ينتقل من أيدي عمال المتاحف الفرنسيين إلى احتضان شعبه، ذوي البشرة الداكنة والجميلة. نشعر، مثل «26»، بمزيد من الراحة في بنين، مدركين أن ظلمًا قد تم تصحيحه أخيرًا.
لكن بعد ذلك تظهر المناقشة والجدل بين المجتمع أثناء تعاملهم مع الفراغ الذي خلفه فقدان تاريخهم على مدى قرون. يصل فيلم «Dahomey» إلى أقوى لحظاته عندما يراقب ببساطة عملية قبول وتقييم التعويضات، مدركًا أن هناك طريقًا طويلاً لا يزال أمامهم. لا تزال آلاف القطع الأثرية الأخرى في فرنسا، دون أي ضمان لعودتها إلى الوطن. بعض الأفراد مليئون بالتفاؤل، بينما يشعر آخرون بأن الضرر دائم، وأن هوياتهم مرتبطة بالناس الذين حاولوا غزوهم.
كاميرا ديوب لا تحكم على النقاش، بل تختار مشاهدته بتعاطف، مشجعةً الحوار على الشاشة وخارجها. على الرغم من أنها لا توثق بالكامل العملية الطويلة لاستعادة القطع الأثرية، فإن الناس يشعرون بعمق برحلتها، مما يبرز ألم ما فقدوه. يرتبط التاريخ والهوية بشكل جوهري، حيث يُعلم كل منهما الآخر. مواجهة الظلم التاريخي تعني مواجهة الطبيعة المجزأة غالبًا للهوية، حيث تشتت أجزاء منها عبر العالم، وغالبًا ما تكون نتيجة للحروب. لقد بدأ شعب بنين للتو عملية طويلة لإعادة تعريف من هم في العالم اليوم.
مع مدة عرضه القصيرة البالغة 68 دقيقة، يبدو فيلم «Dahomey» أقصر مما ينبغي. فعندما يدخل الفيلم في إيقاعه، تكون المحادثات مشوقة للغاية لدرجة تجعل المشاهد يتمنى لو استمرت لفترة أطول. كونك أسمر البشرة في أي مكان في العالم يعني أنك في حالة دائمة من النقاش وإعادة التفاوض حول تفاصيل التاريخ. لقد تركت آثار الإمبريالية بصمتها علينا جميعًا، وأكبر دفاع لدينا ضدها هو الاستمرار في الحديث عنها.
التقدم لا يتعلق فقط باستعادة ممتلكاتنا، بل يشمل أيضًا الاعتراف ورفض تبرير العنف الثقافي الذي يسعى إلى محو التاريخ وإعادة صياغة المجتمع وفقًا لرؤية الظالمين. تستخدم ديوب «Dahomey» كوسيلة للنشاط السينمائي، مستفيدةً من هذا الوسيط لإجبارنا على النظر عن كثب إلى الماضي لبناء مستقبل أفضل للشعوب المضطهدة في كل مكان. فيلم «Dahomey» جميل، وحزين، ومثير للتفكير، ويجب أن يشاهده الجميع.
المصدر: Roger Ebert